التصنيفات

السالار إبراهيم بن المرزبان بن إسماعيل ابن وهسوذان بن محمد بن مسافر الديلمي
كان من أمراء الديلم والديلم كلهم أو جلهم شيعة، قال ابن الأثير في حوادث سنة 355 في خبر الغزاة الخراسانية أنه دخل بلد الري منهم جماعة يكبرون كأنهم يقاتلون الكفار ويقتلون كل من رأوه بزي الديلم ويقولون: هؤلاء رافضة وقال أيضا: كان أبوه المرزبان مستوليا على آذربيجان، فلما حضره الموت أوصى إلى أخيه وهسوذان بالملك وبعده لابنه جستان بن المرزبان وعرف أخاه علامات بينه وبين نوابه في قلاعه ليتسلمها منهم، وكان المرزبان قد تقدم أولا إلى نوابه في قلاعه ليتسلمها منهم، وكان المرزبان قد تقدم أولا إلى نوابه بالقلاع أن لا يسلموها بعده إلا إلى ولده جستان، فإن مات فإلى ابنه إبراهيم ثم إلى ابنه ناصر فإن لم يبق منهم أحد فإلى أخيه وهسوذان، فلما مات المرزبان أنفذ أخوه وهسوذان خاتمه أن أخاه خدعه بذلك فاستبد جستان بالأمر وأطاعه إخوته وقلد وزارته أبا عبد الله النعيمي وأتاه قواد أبيه إلا جستان بن شرموز فإنه عزم على التغلب على أرمينية، وكان واليا عليها وشرع وهسوذان في الإفساد بين أولاد أخيه، ثم إن جستان ترك سيرة والده في سياسة الجيش، واشتغل باللعب ومشاورة النساء ثم قبض على وزيره النعيمي وكان بينه وبين وزير جستان بن شرمزن وهو أبو الحسن عبد الله بن محمد بن حمدويه مصاهرة-فاستوحش أبو الحسن لقبض النعيمي، فحمل صاحبه ابن شرمزن على مكاتبة إبراهيم بن المرزبان وكان بأرمينية فكاتبه وأطعمه في الملك، فسار غليه فقصدوا مراغة واستولوا عليها فلما علم جستان بن المزربان بذلك راسل ابن شرمزن ووزيره أبا الحسن فأصلحهما وضمن لهما إطلاق النعيمي، فعادا عن نصرة إبراهيم وظهر له ولأخيه نفاق ابن شرمزن فتراسلا واتفقا عليه، ثم هرب النعيمي من حبس جستان بن المرزبان وسار إلى موقان وكاتب رجلا من أولاد عيسى بن المكتفي بالله وأطعمه في الخلافة وأن يملكه آذربيجان فإذا قوي قصد العراق، فسار إليه في نحو ثلاثمائة رجل وأتاه جستان بن شرمزن فقوي به وبايعه الناس وتلقب بالمستجير بالله وبايع للرضا من آل محمد ولبس الصوف وأظهر العدل وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر واستفحل أمره، فسار إليهم جستان وإبراهيم ابنا المرزبان قاصدين قتالهم، فلما التقوا انهزم أصحاب المستجير وأخذ أسيرا، فأعدم قتلا أو موتا وذلك سنة 349. ولما رأى وهسوذان اختلاف أولاد أخيه راسل إبراهيم بعد وقعة المستجير فجاء إليه فأكرمه عمه ووصله بما ملأ عينيه، وكاتب ناصرا ابن أخيه واستغواه، ففارق أخاه جستان وصار على موقان وصار إليه أكثر جند أخيه جستان ثم إن الأجناد طالبوا ناصرا بالأموال فعجز عن ذلك، وقعد عمه وهسوذان عن نصرته، فعلم أنه كان يغويه، فراسل أخاه جستان واصطلحا، ولقلة الأموال واضطراب الأمور اضطرا إلى المسير إلى عمهما، فراسلاه وأخذا عليه العهود، فغدر بهم وقبض على جستان وناصر وعقد الإمارة لابنه إسماعيل، كان إبراهيم بن المرزبان قد سار إلى أرمينية فتأهب لمنازعة إسماعيل واستنقاذ أخويه من حبس عمهما وهسوذان، فلما علم وهسوذان ذلك قتل جستان وناصرا وأنهما وكتب إلى جستان بن شرمزن أن يقصد إبراهيم وأمده بالجند والمال، ففعل ذلك واضطر إبراهيم إلى الهرب والعود إلى أرمينية واستولى ابن شرمزن على عسكره، وشرع إبراهيم يستعد ويتجهز للعود إلى آذربيجان، واتفق أن إسماعيل ابن عمه وهسوذان توفي، فسار إبراهيم إلى أردبيل فملكها، وسار إلى عمه وهسوذان يطالبه بثأر إخوته، فخافه عمه وسار هو أبو القاسم بن مسيكي إلى بلد الديلم، واستولى إبراهيم على أعمال عمه وخبط أصحابه وأخذ أمواله التي ظفر بها، وجمع وهسوذان الرجال وعاد إلى قلعته بالطرم، وسير أبا القاسم بن مسيكي في الجيوش إلى إبراهيم فلقيه إبراهيم واقتتلوا قتالا شديدا وانهزم إبراهيم وتبعه الطلب فلم يدركوه، وسار وحده حتى وصل إلى الري إلى ركن الدولة فأكرمه ركن الدولة وأحسن إليه وكان زوج أخت إبراهيم، وذلك سنة 355. وفيها: جاء نحو عشرين ألفا إلى الري مظهرين أنهم غزاة فأفسدوا، وكان قصدهم الاستيلاء على الري، فقاتلهم ركن الدولة وأثر فيهم إبراهيم بن الميرزبان وهو عند ركن الدولة آثارا حسنة، ثم إن ركن الدولة جهز مع إبراهيم العساكر ومعه ابن العميد ليرده إلى ولايته ويصلح له أصحاب الأطراف، فسار معه إليها واستولى عليها وأصلح له جستان بن سرمزن وقاده إلى طاعته وغيره من طوائف الأكراد ومكنه من البلاد، ولما رأى ابن العميد كثرة دخل تلك البلاد وسعة مياهها ورأى ما يتحصل لإبراهيم منها فوجده قليلا لسوء تدبيره وطمع الناس فيه لاشتغاله باللذات، كتب إلى ركن الدولة يعرفه الحال ويشير بان يعوضه من بعض ولايته بمقدار ما يتحصل له من هذه البلاد ويأخذها منه فإنه لا يستقيم له حال مع الذين بها وإنها تؤخذ منه، فامتنع ركن الدولة من قبول ذلك منه، وقال: لا يتحدث الناس عني إني استجار بي إنسان وطمعت فيه، وأمر ابن العميد بالعود عنه وتسليم البلاد إليه، ففعل وعاد وحكى لركن الدولة صورة الحال وحذره خروج البلاد من يد إبراهيم، وكان الأمر ذكره. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 420: كان لإبراهيم من البلاد سرجهان وزنجان وأبهر وشهرزور وغيرها، وهي ما استولى عليه بعد وفاة فخر الدولة بن بويه، فلما ملك يمين الدولة محمود بن سبكتين سير المرزبان بن الحسين بن خراميل وهو من أولاد ملوك الديلم فكان قد التجأ إلى يمين الدولة، فسيره إلى بلاد السالار إبراهيم ليملكها فقصدها واستمال الديلم فمال إليه بعضهم، اتفق عود يمين الدولة إلى خراسان، فسار السالار إبراهيم إلى قزوين، وبها عسكر يمين الدولة فقاتلهم فأكثر القتل فيهم، وهرب الباقون وأعانه أهل البلد، وسار السالار إلى مكان بقرب سرجهان تطيف به الأنهار والجبال فتحصن له، فسمع مسعود بن يمين الدولة وهو بالري بما فعل، فسار مجدا إلى السالار، فجري بينهما وقائع كان الاستظهار فيها للسالار ثم إن مسعودا راسل طائفة من جند السالار واستمالهم وأعطاهم الأموال فمالوا إليه ودلوه على عورة السلار، وحملوا طائفة من عسكره في طريق غامضة حتى جعلوه من ورائهم وكبسوا السالار أول رمضان، وقاتله مسعود من بين يديه وأولئك من خلفه فاضطرب السالار ومن معه وانهزموا وطلب كل إنسان منهم مهربا واختفى السالار في مكان فدلت عليه امرأة سوادية، فأخذه مسعود وحمله إلى سهرجان وبها ولده، فطلب منه أن يسلمها، فلم يفعل فعاد عنها وتسلم باقي قلاعه وبلاده وأخذ أمواله وقرر على ابنه المقيم بسرجهان مالا وعلى كل من جاوره من مقدمي الأكراد وعاد إلى الري.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 224