التصنيفات

الأمير إبراهيم ميرزا الصفوي الموسوي ابن بهرام ميرزا ابن الشاه إسماعيل
ابن السلطان حيدر بن جنيد ابن السلطان الشيخ صدر الدين بن إبراهيم ابن السلطان خواجة علي ابن الشيخ صدر الدين موسى ابن السلطان الشيخ صفي الدين إسحاق ابن الشيخ أمين الدين جبريل ابن السيد صالح ابن السيد قطب الدين أحمد ابن السيد صلاح الدين رشيد ابن السيد محمد الحافظ كلام الله ابن السيد عوض الخواص ابن السيد فيروز شاه درين كلاه ابن محمد شرف شاه بن محمد بن أبي حسن بن إبراهيم بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي بن محمد قاسم بن أبي القاسم حمزة ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
(والصفوي) نسبة إلى الشيخ صفي الدين إسحاق جدهم المذكور وظهرت دولتهم بعد وفاة حسن الطويل ملك تبريز وهم من أهل أردبيل وكانت مدة ملكهم 233 سنة من سنة 906 إلى سنة 1139 وعدة ملوكهم عشرة أولهم الشاه إسماعيل بن حيدر ولم يكن آباؤه من السلاطين لكنهم كانوا من مشائخ الصوفية والعرفاء فلقبوا بلقب سلطان لذلك وآخرهم الشاه طهماسب الثاني ابن الشاه حسين وارتقت في عهدهم الدولة واتسعت المملكة وكانوا معظمين لأهل العلم والدين فكثرت في عهدهم العلماء وألفت الكتب ونسخت المخطوطات النفسية من كتب الإسلام وانتقلت الدولة منهم إلى نادرشاه المشهور.
أما المترجم فذكره صاحب (مطلع الشمس) فقال في حقه ما تعريبه: قتل بحكم إسماعيل ميرزا وعمره 34 سنة وحمل نعشه من قزوين إلى المشهد المقدس فدفن هناك كان من الخطاطين المشهورين في عصره وكان حاكم المشهد الرضوي وحاكم في غيره أيضا وكان ماهرا في جميع العلوم الأدبية والرياضية وله تصنيف في الموسيقى وخطه في النسخ تعليق في غاية الجودة وكان شاعرا مجيدا بالفارسية والتركية ولم يكن له نظير في علم الأصول والأحاديث والسير والأنساب والتواريخ وكان مواظبا على قراءة القرآن مع التجويد وكان مولعا بالصيد يرميه بيده اليسرى فلا يخطئ وكان ماهرا في الرمي من البندقية وماهرا في الأعمال اليدوية من النقش والتذهيب والطبخ وعمل الحلويات والسكاكين والخياطة وتجليد الكتب والتصوير والصباغة والصياغة ’’انتهى’’ وفي كتاب دانشمندان آذربايجان (علماء آذربايجان) ما ترجمته:
قتل يوم السبت خامس ذي الحجة سنة 984 بأمر الشاه إسماعيل الثاني في قزوين ونقل نعشه من قزوين إلى المشهد المقدس الرضوي فدفن في الروضة المطهرة.
وفيه أنه لما بلغ سن الرشد زوجه الشاه طهماسب الأول ابنته كوهر سلطان خانم وأعطاه حكومة خراسان فبقي فيها حاكما إلى سنة 979 وذلك اثنتا عشرة سنة كاملة وكان صاحب أفكار عالية وله معرفة بالعلوم والفنون المعروفة وأغلب الصنائع النفيسة وأعمال اليد من ذلك القراءات العشر وعلم التجويد قرأه على الشيخ فخر الدين الطبسي وابنه الشيخ حسن علي ونقح علم النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق وحصل علم الأصول وتتبع علم الرجال وصحح كتب الأحاديث النبوية والإمامية وله استحضار كامل لعلم السير والنسب والتاريخ وكان صاحب معرفة وتصنيف في العلوم الرياضية والمجسطي من الحساب والنجوم والموسيقى. وللنقوش والأصوات في عهده كمال الاشتهار وكان ذا فنون في علم العروض والقافية والشعر وينظم الشعر بالفارسية والتركية وديوان شعره نحو ثلاثة آلاف بيت ذكره الحاج أحمد بن مير منشي القمي مؤلف خلاصة التواريخ في ستة مجلدات وتذكرة السلاطين والأمراء وكلستان هنر (روضة الشعراء) في كتبه الثلاثة المذكورة وذكر تاريخ حياته مفصلا وذكره صحب خلاصة الأشعار بشرح مبسوط وذكر في كتب أخرى مختصرة ومطولة ومن مؤلفاته (فرهنك إبراهيمي) في أحوال وأقوال الشعراء وهو أحد مآخذ سفينة خوشكو (خير القول) وعلى ما كره الحاج أحمد ابن مير منشي القمي أنه كان له مكتبة ثمينة تحتوي نفائس الكتب وتحتوي مجموعات مرغوبة هي من نوادر الأيام منها مجموعة للخطوط النفيسة لمشاهير الخطاطين وللنقوش البديعة لمشاهير النقاشين وصور جميلة من تصوير معاريف المصورين تساوي قيمتها خراج مملكة وكان مجلسه دائما مجمع الفضلاء والأدباء وكل من يقصد الهند من الشعراء يمر بايالة خراسان فبيقى عنده في إعزاز واحترام وللخواجة حسين الثنائي فيه قصائد عالية وساقي نامه (قسم مخصوص من الشعر الفارسي) عمله باسمه ومن تلاميذه يولقلي بيك أنيسي وهو الذي لقبه بانيسي ومن ندمائه ملانا قاسم القانوني يحسب في علم الأدوار والقانون من مشاهير أساتذة ذلك العصر.
وبعد جلوس الشاه إسماعيل الثاني قتل شمخال سلطان هذا الشاب العالم بأمره في التاريخ المتقدم وقتل في ذلك اليوم أحد عشر شخصا من العائلة المالكة وكانت زوجة المترجم أخت الشاه إسماعيل فلما اطلعت على حكم القتل الصادر بحق زوجها قبل قتله ألقت جميع كتبه ومجاميعه النفيسة المتقدم الإشارة إليها في الماء فأتلفتها وجمعت جواهره ونفائس موجوداته فكسرتها وألقتها في النار ولما قتل أقامت عليه المأتم ومن شدة ما أصابها صارت طريحة الفراش وتوفيت في ذلك ونقلت ابنته كوهر شاد بيكم نعش والدها ووالدتها من قزوين إلى المشهد المقدس فدفنا في الحرم المطهر وقال العبدي الجنابذي مؤرخا هذه الواقعة:

ويقال إن المترجم لما أيقن بدنو أجله كتب إلى الشاه إسماعيل كتابا أوله:
وهذه ترجمة الكتاب: غاية الأمر أن يكون بعد شهور قبري أعتق من قبرك وبسبب هذه الأعمال القبيحة لا يمكن أن يطول عمرك ففي مدة ثمانية أشهر مضت من ملكك قتل من أهل المملكة بغير ذنب 44220 بالفرمان السلطاني العادل منهم 320 نفسا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغوا الحلم معصومون من الذنوب فماذا تجيب في اليوم الذي يقضي فيه قاضي الدنيا والآخرة بين الخصوم وإنما مثلك مثل بقال يفتح دكانه قبيل الغروب فماذا يبيع هذا البقال وأحسن أيام شبابك 48 سنة قد مضت. وربي عالم الغيب يعلم أنني كنت دائما في حرب كفار الكرج أسأل الله أن يرزقني الشهادة واليوم أؤمل أن أكون ملحقا بالشهداء إنا لله وإنا إليه راجعون:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 115