جان بلاط.
قال محمد بن طولون الصالحي الدمشقي في كتابه أعلام الورى وهو يتحدث عن وقائع شهر ذي القعدة سنة 906في دمشق: في هذه الأيام شاع بدمشق استقرار الأمير قانصوه المعروف بنائب البرج يعني الذي بناه السلطان قاتباي بالاسكندرية في نابة الشام، وكان قد نفاه العادل إلى مكة، وهو الأن بها، وكان السبب في تسليم قلعة مصر للعادل وله ثلاثة أخوة: خير بك الذي حبسه العادل بقلعة دمشق ثم طلبه إلى مصر وأكرمه لأجل أخيه، والثاني جان بلاط الذي كان دوادارا للسطان الظاهر بدمشق ثم هرب من قصروه إلى حلب واستمر معزولا، والثالث خضر بك الذي تولي نيابة القدس. وفي يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة نودي بدمشق بأن الأمير جان يلاط المذكور يكون هو الآن نائب الغيبة عن اخيه نائب الشام إلى أن يأتي من مكة إلى دمشق. وفي هذه الأيام وقف حال الناس وقطعت الطرق من كثرة العرب من المفادجة وبنى لام خارج دمشق وأطرافها وكثر الظلم والاختلاف والناس مرتقبون الفتن. وفي بكرة يوم الخميس سابع عشرة أمر جان بلاط نائب الغيبة بإشهار المناداة للأمراء ولأجناد بدمشق وأهل الجياد بها أن يهيؤوا للجهاد في الله في العرب المذكورين ثم بعد أيام رحل العرب عن الطرق وقل شرهم. وبعد ان يسرد عدة أحداث يصل إلى شهر 5 المحرم 907فيسرد أحداث أيامه الأولى إلى أن يقول: وفي عاشوراء اجتمع جماعة من الأوباش والأعجام والقلندرية بدمشق وأظهروا قاعدة الروافض من أدماء الوجوه وغير ذلك. وقام عليهم بعض الناس وترافعوا إلى نائب الغيبة المذكور (جان بلاط) فنصر أهل البدعة وشوش على القائم عليهم ولا قوة إلا بالله.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 62