جنوب الهذلية ترجمتها
لم تعرف لها ترجمة سوى ما جاء في مناسبات القصائد التي نسبت إليها.
المناسبة
قالت ترثي أخاها عمرا ذا الكلب الهذلي: (من البسيط)
كل امرئ بمحال الدهر مكذوب | وكل من غالب الأيام مغلوب |
وكل قوم وإن عزوا وإن سلموا | يوما طريقهم في الشر دعبوب |
بينا الفتى ناعم راض بعيشته | سيق له من نوادي الشر شؤبوب |
يلوي به كل يوم لية قذفا | فالمنسمان معا دام ومنكوب |
وكل من غالب الأيام من أحد | مود فمدركه الشبان والشيب |
أبلغ بني كاهل عني مغلغلة | والقوم من دونهم سعي ومركوب |
والقوم من دونهم أين ومسبغة | وذات ريد بها رضع وأسلوب |
أبلغ هذيلا وأبلغ من يبلغها | عني حديثا وبغض القول تكذيب |
بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا | ببطن شريان يعوي حوله الذيب |
الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها | مثعنجر من نجيع الجوف أسكوب |
والتارك القرن مصفرا أنامله | كأنه من رجيع الجوف مخضوب |
تمشي النسور إليه وهي لاهية | مشي العذارى عليهم الجلابيب |
والمخرج الكاعب العذراء مذعنة | في السبي ينفح من أردانها الطيب |
فلن تروا مثل عمرو ما خطت قدم | وما استحنت إلى أوطانها النيب |
يا ليت عمرا وما ليت بنافعة | لم يغز فهما ولم يهبط بواديها |
شبت هذيل وفهم بيننا إرة | ما إن تبوخ وما يرتد صاليها |
وليلة يصطلي بالفرث جازرها | يختص بالنفر المثرين داعيها |
لا ينبح الكلب فيها غير واحدة | حتى الصباح ولا تسري أفاعيها |
أطعمت فيها على جوع ومسغبة | شحم العشار إذا ما قام باغيها |
سألت بعمرو أخي صحبه | فأفظعني حين ردوا السؤالا |
فقالوا أتيح له نائما | أعز السباع عليه أحالا |
أتيح له نمرا أجبل | فنالا لعمرك من منالا |
فأقسم يا عمرو ولو نبهاك | إذا نبها إذا منك أمرا عضالا |
إذا نبها غير رعديدة | ولا طائشا رعشا حين صالا |
إذا نبها ليث عريسة | مفيدا نفوسا وخيلا ومالا |
هزبرا فروسا لأعدائه | هصورا إذا لقي القرن صالا |
هما مع تصرف ريب المنون | من الأرض ركنا ثبيتا أمالا |
هما يوم حم له يومه | وقال أخوفهم بطلا وفالا |
وقالوا قتلناه في غارة | بآية أنا ورثنا النبالا |
فهلا إذا قبل ريب المنون | وقد كان فذا وكنتم رجالا |
وقد علمت فهم عند اللقاء | بأنهم لك كانوا نفالا |
كأنهم لم يحسوا به | فيخلوا النساء له والحجالا |
ولم ينزوا بمحول | السنين به فيكونوا عليه عيالا |
وقد علم الضيف والمرملون | إذا اغبر أفق وهبت شمالا |
وخلت عن أولادها المرضعات | ولم تر عين لمزن بلالا |
بأنك كنت الربيع المغيث | لمن يعتفيك وكنت الثمالا |
وخرق تجاوزت مجهوله | بوجناء حرف تشكى الكلالا |
فكنت النهار به شمسه | وكنت دجى الليل فيه الهلالا |
وخليل سمت لك فرسانها | فولوا ولم يستقلوا قبالا |
فحيا أبحث وحيا صبحت | غداة اللقاء منايا عجالا |
وحرب وردت وثغر سددت | وعلج شددت عليه الحبالا |
ومال حويت وخيل حميت | وضيف قريت يخاف الوكالا |
وكم من قبيل وإن لم تكن | أرادتهم منك باتوا وجالا |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 99