ليلى العفيفة بنت لكيز من بني ربيعة, زوجة البراق المشهور ترجمتها اسمها ليلى بنت لكيز بن مرة بن أسد, من ربيعة بن نزار. شاعرة جاهلية. أسرها أحد أمراء العجم فامتنعت على الزواج منه إلى أن جاء ابن عمها وخطيبها البراق بن روحان فأنقذها وتزوج بها.
توفيت 144 قبل الهجرة.
المناسبة
نزل أبوها في ناحية من بلاد الفرس ومعه ابنته وكانت من أجمل نساء زمانها فأوصل خبرها إلى ملك الفرس وقتئذ أحد حاشيته, فقال له الملك: ما عسى أن نبلغ منها والبدوية تفضل الموت على أن يغشاها عجمي, فقال: ترغبها بالمال ومحاسن المطاعم والمشارب والملابس, وأرسل الملك فاغتصبها من أبيها, ثم عرض عليها جميع المشتهيات والمرغبات وخوفها بجميع العقوبات, وعاملها بالتعذيب ليرى وجهها فأبت وخيرته بين أن يقتلها أو يعيدها لأبيها. ولما يئس منها أسكنها في موضع وأجرى عليها الرزق, واكتفى برؤية قوامها تحت ملابسها في بعض الأحيان, وكان لليلى المذكورة ابن عم من بني بكر فارس شجاع يقال له البراق, فاحتال حتى خلصها, ومن نظم ليلى في أثناء ما حصل لها قولها: (من الرمل)
ليت للبراق عينا فترى | ما ألاقي من بلاء وعنا |
يا كليبا وعقيلا إخوتي | يا جنيدا أسعدوني بالبكا |
عذبت أختكم يا ويلكم | بعذاب النكر صبحا ومسا |
غللوني, قيدوني, ضربوا | ملمس العفة مني بالعصا |
يكذب الأعجم ما يقربني | ومعي بعض حشاشات الحيا |
فأنا كارهة بغيكم | ويقين الموت شيء يرتجى |
فاصطبار أو عزاء حسن | كل نصر بعد ضر يرتجى |
أصبحت ليلى تغل كفها | مثل تغليل الملوك العظما |
وتقيد وتكبل جهرة | وتطالب بقبيحات الخنا |
قل لعدنان هديتم شمروا | لبني مبغوض تشمير الوفا |
يا بني تغلب سيروا وانصروا | وذروا الغفلة علكم والكرى |
واحذروا العار على أعقابكم | وعليكم ما بقيتم في الدنا |
لما ذكرت غريثا زاد بي كمدي | حتى هممت من البلوى بإعلان |
تربع الحزن في قلبي فذبت كما | ذات الرصاص إذا أصلي بنيران |
فلو تراني والأشجان تقلقني | عجبت براق من صبري وكتماني |
لا در در كليب يوم راح ولا | أبي لكيز ولا خيلي وفرساني |
عن ابن روحان راحت وائل كثبا | عن حامل كل أثقال وأوزان |
وأسلموا المال والأهلين واغتنموا | أرواحهم فكبا زند بن روحان |
فتى ربيعة طواف أماكنها | وفارس الخيل في روع وميدان |
يا عين فابكي وجودي بالدموع ولا | تمل يا قلب أن تبكي بأشجان |
فذكر غرثان مولى الحي من أسد | أنسى حياتي بلا شك وأنساني |
تزود بنا زاد فليس براجع | إلينا وصال بعد هذا التقاطع |
وكفكف بأطراف الوداع تمتعا | جفونك من فيض الدموع الهوامع |
ألا فاجزني صاعا بصاع كما ترى | تصوب عيني حسرة بالمدامع |
براق سيدنا وفارس خيلنا | وهو المطاعن في مضيق الجحفل |
وعماد هذا الحي في مكروهه | ومؤمل يرجوه كل مؤمل |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 32