مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة الليثي المعروف: بصاحب القبلة
من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبيدة.
قال لي أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي: قال لنا قاسم بن اصبغ: أبو عبيدة اسمه كنيته.
رحل إلى المشرق سنة تسع وخمسين ومائتين، فلقى جماعة من أهل الحديث والفقه. سمع بمكة: من محمد ابن إدريس وراق الحميدي، ومن علي بن عبد العزيز، وأبي يحيى بن أبي مسرة، وإسحاق بن إبراهيم البياضي.
وسمع بمصر: من المزيني والربيع بن سليمان المؤذن، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وغيرهم.
قال أحمد بن عبد البر: وكان أبو عبيدة من أصدق أهل زمانه. سمعت عبد الله ابن حنين يقول: كان أن يخر من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب. وكان عالما بالحساب والنجوم، وكان مولعا بالتشريق في قبلته، مفتونا بذلك. فلذلك كان يقال له صاحب القبلة.
أنشدنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي قال: أنشدنا قاسم بن أصبغ قال: أنشدني أحمد بن محمد بن عبد ربه لنفسه في أبي عبيدة صاحب القبلة: أبا عبيدة ما السوآل عن خبر أبيت إلا شذوذا عن جماعتنا كذلك القبلة الأولى مبدلة زعمت بهرام أو بيذخت ترزقنا وقلت إن جميع الخلق في فلك والأرض كورية حف السماء بها صيف الجنوب شتا للشمال بها فما لكانون في صنعا وقرطبة هذا الدليل ولا قول عزرت به كما استمر ابن موسى في غوايته أبلغ معاوية المصغي لقولهما تحكيه إلا سوأ والذي سألا ولم تصب رأي من أرجى ولا اعتزلا وقد أبيت فما تبغي بها بدلا لا بل عطارد أو مريخ أو زحلا بهم يحيط وفيهم يقسم الاجلا فوقا وتحتا وصات نقطة مثلا قد صار بينهما هذا وذا دولا فردا وايلول يذكي فيهما السولا من القوانين يجري القول والعملا فوعر السهل حتى خلته جبلا إني كفرت بما قالا وما فعلا قال لنا أبو محمد: قال لنا قاسم رحمه الله: ابن موسى هو: الأقشبين، ومعاوية القرشي ابن الشبانس.
وكان محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز يثنيان عليه على أبي عبيدة. وروى عنه عثمان بن عبد الرحمن، وقاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس وجماعة سواهم. وعمى باخرة وتوفي (رحمه الله): سنة خمس وتسعين ومائتين. ذكره: أحمد.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 2- ص: 125
مسلم بن أحمد بن أبي عبيدة الليثي
محدث أندلسي، يكنى أبا عبيدة رحل سنة تسع وخمسين ومائتين في طلب العلم وكتب ورجع إلى بلدة وحدث، ومات بالأندلس سنة أربع وثلاثمائة.
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1