التصنيفات

محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عبد الله.
سمع: من أسلم بن عبد العزيز، وابن أبي تمام، وأحمد بن خالد، ومحمد بن مسور، وعثمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس، وقاسم ابن أصبغ، ومحمد بن محمد الخشني.
وكان: ضابطا لكتبه، متفننا بروايته، ثقة مأمونا. سمعت محمد بن يحيى بن عبد العزيز (رحمه الله) يقول: كل من أصحابنا كانت له صبوة ما خلا محمد بن محمد ابن أبي دليم فإني عرفته من صغره زاهدا.
وسمعت أبا محمد الباجي يقول فيه: من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة - إن شاء الله - فلينظر إلى ابن أبي دليم. وكان يأبى من الإسماع إلى أن توفي أصحابه ورغب الناس إليه فأجاب إلى ذلك قبل وفاته بثلاثة أعوام، فقرئ عليه علم كثير، واختلفت إليه في أكثر ما قرئ. وكان ضرورة لا يطأ النساء، ولم يتداوى قط، ولا احتجم.
وكان: كثير الصلاة، والصيام، عابدا متهجدا. سألته عن مولده فقال لي: ولدت يوم الاثنين آخر يوم ممن شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين. وتوفي (رحمه الله): ليلة الجمعة لأربع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة.

  • مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 2- ص: 85

محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي دليم أبو عبد الله أخو عبد الله سمع من رجال أخيه كلهم وكان عالما فقيها زاهدا ورعا عفيفا جلدا ضابطا متقنا ثقة مأمونا قال بعضهم: كل أصحابنا كانت له صبوة ما خلاه فإني عرفته صغيرا زاهدا وقال الباجي من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة إن شاء الله فلينظر إلى بن دليم.
وكان يأبى من الإسماع إلى أن توفي أصحابه فجلس للناس قبل وفاته بثلاثة أعوام فسمع منه عالم كثير. وكان ضرورة لا يطأ النساء ولم يتداو قط ولا احتجم وكان من علماء الناس وخيارهم من أهل العلم الواسع والفضل البارع معدودا في النساك والصالحين.
وكان لا يرى أن يسمى طالب العلم فقيها حتى يكتهل ويكمل سنه ويقوى نظره ويبرع في حفظ الرأي ورواية الحديث ويتميز فيه ويعرف طبقات رجاله ويحكم عقد الوثائق ويعرف عللها ويطالع الاختلاف ويعرف مذاهب العلماء والتفسير ومعاني القرآن فحينئذ يستحق أن يسمى فقيها وإلا فاسم الطالب أليق به إلى أن يلحق بهذه الدرجة ودعاء الداعي له باسم الفقيه: سخرية.
وكان ناحل الجسم قاصح الجلد لا يتألم من عض البراغيث ويعجب ممن يقلق منها. وكان كثير الصلاة والصيام عابدا مجتهدا وعمر. مولده سنة ثمان وثمانين ومائتين وتوفي سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 2- ص: 202