عباس بن عمرو بن هارون الكناني الوراق من أهل صقلية؛ يكنى: أبا الفضل. خرج من صقلية إلى القيروان سنة خمس عشرة، فلم يزل بها إلى أن خرج إلى الأندلس، فقدمها - فيما أخبرني - سنة ست وثلاثين؛ واتصل بولي العهد الحكم بن عبد الرحمن (رحمه الله) فتوسع له في الورق، وصار من جملة الوراقين. وكان: وسيما حليما، حسن الحكاية؛ بصيرا بالرد على أصحاب المذاهب، عالما بالكلام، حافظا لأخبار أبي عثمان الحداد الغساني في مجلسه ومناظراته. وكان: هذا الفن أكثر علمه.
وقد حدث عن أحمد بن سعيد الصقلي، وعن أبي بكر الدينوري، ومحمد ابن معاوية القرشي. كتب عنه غير واحد وكتبت أنا عنه قطعة من حديثه، وعاش حتى علت سنه وذهب بصره، ومسه ضرب من الفالج.
وتوفي (رحمه الله): يوم الجمعة لأربع خلون من شهر رمضان سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، ودفن بمقبرة الربض، ومولده سنة خمس وتسعين.
مكتبة الخانجي - القاهرة-ط 2( 1988) , ج: 1- ص: 343
العباس بن عمرو الصقلي أبو الفضل
كان بالأندلس روى غريب الحديث لقاسم بن ثابت السرقسطي عن أبيه ثابت عنه، رواه عنه يونس بن عبد الله بن مغيث القاضي المعروف بابن الصفار، حدثني القاضي أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بكتاب الدلائل لقاسم بن ثابت عن أبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث قال: سمعته على ابن سراج عن يونس بن عبد الله عن أبي الفضل عباس بن عمرو الصقلي الزاهد عن ثابت بن قاسم عن أبيه وأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى على أبي الحسن شريح عن أبي محمد علي بن أحمد قال: عن أبي الفضل عباس بن عمرو الصقلي الزاهد عن ثابت بن قاسم عن أبيه وأخبرني أبو الحسن نجبة بن يحيى عن أبي الحسن شريح عن أبي محمد علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو الوليد بن الصفار قال: أخبرنا العباس بن عمر الصقلي قال: أخبرنا ثابت ابن قاسم بن ثابت السرقسطي قال: أخبرني أبي قال:
أنشدني إسماعيل الأسدي عن محمود بن مطر قال: أنشدني أحمد بن أبي المضاء:
أما ترى قضب الريحان مشرقة | على كل زهر لامع التبشير |
كأنما مقل أحداقها ذهب | جفونها فضة زينب بتدوير |
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1