الصالح الأيوبي إسماعيل (الصالح، عماد الدين، أبو الخيش) بن محمد أبي بكر (العادل) ابن أيوب: من ملوك الدولة الأيوبية. قالوا في وصفه: كان ملكا شهما محسنا لحاشيته، كثير التجمل. تسلطن بدمشق (635) بعد وفاة صاحبها (أخيه) الأشرف. وجاءه الملك الكامل فأخذها منه بعد حصار. ورحل إسماعيل إلى بعلبك، ثم هاجم دمشق وملكها (في صفر 637) وأجرم (638) بتسلميه قلعة الشقيف للفرنج. قال الذهبي: لغرض في نفسه. فمقته المسلمون. وأخرجته ’’ الخوارزمية’’ من دمشق(643) ثم صالحهم ووالوه. وانتهى أمره بالخروج لاجئا لى حلب (644) وفيها الناصر ابن أخيه. وبينما هو في رحلة معه إلى دمشق اسره بعض رجال صاحب مصر وقتلوه.

الحضرمي (؟ - 676 هـ ، ؟ - 1278م)
إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد الله ابن إسماعيل الحضرمي، قطب الدين: فاضل زاهد، من فقهاء الشافعية. أصله من حضرموت، ومولده ووفاته في قرية الضحي (كغني) من أعمال ’’ المهجم’’ التابعة لزبيد. ولي قضاء الأقضية في زبيد. وصنف كتبا، منها (عمدة القوي والضعيف الكاشف لما وقع في وسيط الواحدي من التبديل والتحريف - خ) و (شرح المهذب) في فقه الشافعية، و (مختصر مسلم) و (الفتاوي).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 324

الصالح أبو الخيش إسماعيل بن محمد بن أيوب الملك الصالح عماد الدين أبو الخيش ابن الملك العادل، هو صاحب بعلبك وبصرى وملك دمشق بعد موت أخيه الأشرف، وخلع على الأمراء وبقي أياما فلم يلبث أن نازل الكامل أخوه دمشق فأخذها منه فعاد هو إلى بعلبك، ثم هجم هو والمجاهد صاحب حمص على دمشق وملكها سنة سبع وثلاثين، وبدت منه هنات واستعان بالفرنج على حرب أخيه وأعطاهم حصن الشقيف، ثم أخذت منه دمشق سنة ثلاث وأربعين وعاد إلى بعلبك، فلم يقر له قرار والتفت عليه الخوارزمية وتمت له خطوب، فالتجأ إلى حلب وراحت منه بصرى وبعلبك وبقي في خدمة ابن ابن أخيه الناصر، فلما سار الناصر لأخذ مصر مع الصالح أسر الصالح في من أسر وحبس بالقاهرة، ومروا به أسيرا على تربة ابن أخيه الصالح نجم الدين فصاحت البحرية وهم غلمان نجم الدين: يا خوند، أين عينك تبصر عدوك؟ ثم إنهم أخرجوه من القلعة ليلا ومضوا به إلى الجبل فقتلوه هناك وعفي أثره، وكذلك فعل هو بالجواد. وكان أبوه العادل كثير المحبة لأمه وهي من أحظى حظاياه، ولها مدرسة وتربة بدمشق. وفي سنة ثمان وثلاثين عزل الصالح عز الدين ابن عبد السلام عن خطابة دمشق وحبسه وحبس أبا عمرو ابن الحاجب لأنهما أنكرا عليه فعله وإعطاءه الشقيف لصاحب صيدا، ثم أطلقهما بعد مدة وألزمهما بيوتهما وولى العماد ابن خطيب بيت الآبار. وكانت قتلته بالقاهرة سنة ثمان وأربعين وستمائة. وفيه يقول أحمد بن المعلم:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0

الصالح أبو الجيش إسماعيل بن العادل أبي بكر بن محمد بن أيوب

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

الصالح السلطان الملك الصالح عماد الدين أبو الخيش إسماعيل ابن الملك العادل محمد بن أيوب بن شاذي صاحب دمشق.
حدث عن: أبيه بالسابع من ’’المحامليات’’، قرأه عليه: السيف ابن المجد، وكان له ميل إلى المقادسة وإحسان.
تملك بصرى وبعلبك، وتنقلت به الأحوال، واستولى على دمشق أعواما، فحاربه صاحب مصر ابن أخيه، وجرت له أمور طويلة، ما بين ارتفاع وانخفاض.
وكان قليل البخت بطلا شجاعا مهيبا شديد البطش، مليح الشكل، كان في خدمة أخيه الأشرف، فلما مات الأشرف، توثب على دمشق، وتملك، فجاء أخوه السلطان الملك الكامل، وحاصره، وأخذ منه دمشق، ورده إلى بعلبك. فلما مات الكامل، وتملك الجواد ثم الصالح نجم الدين، وسار نجم الدين يقصد مصر، هجم الصالح إسماعيل بإعانة صاحب حمص المجاهد، فتملك دمشق ثانيا في سنة سبع وثلاثين، فبقي بها إلى سنة اثنتين وأربعين، وحاربه الصالح بالخوارزمية، واستعان هو بالفرنج، وبذل لهم الشقيف وغيرها فمقت لذلك. وكان فيه جور. واستقضى على الناس الرفيع الجيلي، وتضرر الرعية دمشق في حصار الخوارزمية حتى أبيع الخبز رطل بستة دراهم، والجبن واللحم بنسبة ذلك، وأكلوا الميتة، ووقع فيهم وباء شديد.
قال المؤيد في ’’تاريخه’’: سار الصالح نجم الدين من دمشق ليأخذ مصر، ففر إليه عسكر من المصريين، وكان استتاب بدمشق ولده المغيث عمر، وكاتب عمه إسماعيل يستدعيه من بعلبك، فاعتذر وأظهر أنه معه، وهو عمال في السر على دمشق، وفهم ذلك نجم الدين أيوب، فبعث طبيبه سعد الدين إلى بعلبك متفرجا، وبعث معه قفص حمام نابلسي، ليبطق إليه بأخبار إسماعيل فعلم إسماعيل بمجيئه، فاستحضره واحترمه، واختلس الحمام من القفص، ووضع مكانها من حمام بعلبك، ثم صار الطبيب يبطق: إن عمك قد جمع وعزم
على قصد دمشق، فيرسل الطير، فيقع في الحال بالقلعة، ويقرأ ذلك إسماعيل، ثم يكتب على لسان الطبيب: إن عمك قد جمع ليعاضدك وهو قادم إليك، ويرسل ذلك مع طير نابلسي فيفرح نجم الدين ويعرض عن ما يسمع، إلى أن راحت منه دمشق. وأما الصالح إسماعيل فترك دمشق بعد ذاك الحصار الطويل، وقنع ببعلبك.
وفي ’’معجم’’ القوصي في ترجمة الأشراف: فأخوه إسماعيل نصر الكافرين وسلم إليهم القلاع، واستولى على دمشق سرقة، وحنث في يمينه، وقتل من الملوك والأمراء من كان ينفع في الجهاد، وصادر على يد قضاته العباد، وخرب الأملاك، وطول ذيل الظلم، وقصر ذيل العدل، وظن أن الفلك له مستمر، فسقط الدهر لغفلته، وأراه بلايا...، وطول القوصي.
ثم ذهبت منه بعلبك وبصرى، وتلاشى أمره، فمضى إلى حلب، وافدا على ابن ابن أخته، وصار من أمرائه، وأتى به فتملكوا دمشق، فلما ساروا ليأخذوا مصر غلب الشاميون، وأسر جماعة، منهم الملك الصالح، في سنة ثمان وأربعين، فسجن القاهرة، ومروا به على تربة السلطان نجم الدين أيوب فصاحت البحرية يا خوند أين عينك تنظر إلى عدوك؟!
قال الخضر بن حمويه: وفي سلخ ذي القعدة من سنة ثمان أخرجوا الصالح ليلا، ومضوا به إلى الجبل، فقتلوه، وعفي أثره.
قلت: كفر عنه بالقتل.
قال ابن واصل: لما أتوا بالصالح بكرة الواقعة، أوقف إلى جانب المعز، فقال لحسام الدين ابن أبي علي: يا خوند، أما تسلم على المولى الملك الصالح؟! قال: فدنوت منه، وسلمت عليه.
قال ابن واصل: رأيت الصالح يوم دخول الجيش منصورين وهو بين يدي المعز، فحكى لي أن ابن أبي علي قال: قلت للصالح: هل رأيت القاهرة قبل اليوم؟ قال: نعم، وأنا صبي، ثم اعتقلوه أياما، فقيل: خنقوه كما خنق الجواد.
وكان ملكا شهما، محسنا إلى جنده، كثير التجمل، وكان أبوه العادل يحب أن هذا، ولها تربة ومدرسة بدمشق.
ومن أولاده: الملك المنصور محمود الذي سلطنه أبوه بدمشق، والملك السعيد عبد الملك والد الملك الكامل، والملك المسعود والد صاحبنا ناصر الدين.
ووزر له أمين الدولة أبو الحسن بن غزال السامري ثم المسلماني الطبيب واقف أمينية بعلبك، وكان رقيق الدين، ظلوما، يتفلسف، شنق بمصر في هذه الفتنة، وترك أموالا عظيمة، ومن الكتب نحو عشرة آلاف مجلد.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 131