ابن مكنسة اسماعيل بن محمد، أبو طاهر المعروف بابن مكنسة: شاعر مكثر، من أهل الاسكندرية. اورد العماد الاصفهاني مختارات حسنة من شعره.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 323
ابن مكنسة الإسكندري إسماعيل بن محمد أبو الطاهر المعروف بابن مكنسة الإسكندري، أورد له أمية بن أبي الصلت في الحديقة:
أعاذل ما هبت رياح ملامة | بنار هوى إلا وزادت تضرما |
فكلني إلى عين إذا جف ماؤها | رأت من حقوق الحب أن تذرف الدما |
فكم عبرة أعطت غرامي زمامها | عشية أعملن المطي المزمما |
ولله قلب قارعته همومه | فلم يبق حد منه إلا تثلما |
رقت معاقد خصره فكأنها | مشتقة من عقده وتجلدي |
وتجمدت أصداغه فكأنها | مسروقة من خلقه المتجعد |
ما باله يجفو؟ وقد زعم الورى | أن الندى يختص بالوجه الندي |
لا تخدعنك وجنة محمرة | رقت ففي الياقوت طبع الجلمد |
فتى عاقد بحسن فعاله | فما عنده لي يقتضي ما له عندي |
تغير أخلاق الزمان وأهله | وتلقاه أرسى من ثبير على العهد |
صيرتمونا يا بني | بكجور عشاقا بشده |
لكم الولاية في الهوى | أمر أراد الله عقده |
ما قام منكم قائم | إلا وكان الحسن جنده |
ما يلتحي حتى ينـ | ـص على ولي العهد بعده |
يعطيك مبتديا لدى سرائه | ويضاعف الإعطاء في ضرائه |
بت جاره فالعيش تحت ظلاله! | واستسقه فالبحر من أنوائه |
يلقى الخطوب بمثلها من صبره | والباترات بمثلها من رائه |
فالطود حاسد حلمه وأناته | والسيف حاسد بأسه ومضائه |
هذي القوافي لها صروف | وجودك الناقد البصير |
معروفك الشمس ليس تخفى | وإنما حظي الضرير |
لست بالداعي لخل أبدا | أن يزيد الله في مقدرته |
حذرا أن يطمح الدهر به | فأذم الدهر في معرفته |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 9- ص: 0