الكيلاني محمد الأمين ابن الشيخ الفقيه الأديب الحاج أحمد ابن الشيخ المحدث الفقيه محمد الكيلاني، من بلدة منزل بوزلفة، الكاتب الأديب، القادري الطريقة، أخذ الطريقة عن والده وهو عن علي بن عمر الشائب المنزلي الذي أسس بمنزل بوزلفة زاوية قادرية، وتوفي سنة 1199/ 1785 ودفن بالزاوية المذكورة.
ووالد المترجم الشيخ الحاج أحمد الكيلاني من أدباء عصره له أشعار تسع مجلدا على قول ابن أبي الضياف وتوفي في 26 ذي الحجة 1272/ 4 مارس 1856.
والمترجم نشأ في بيئة قادرية، وله أشعار صوفية، وشعر آخر قليل، فمن ذلك ما خاطب به الشيخ الشريف محمد الخضار المفتي المالكي بتونس في طلب استعارة رسالة «نتيجة التحقيق في بعض أهل الشرف الوثيق» تأليف الشيخ محمد بن أحمد المسناوي الدلائي البكري الفاسي، وكان الشيخ الخضار وعده بإعارة الرسالة، وأبطأ عنه لعذر فخاطبه قائلا:
أيا بهجة الأعلام حقا بلا نكر | ويا نزهة الآداب في النظم والنثر |
لعمرك إني شائق لرسالة | لتشفي من الآلام ما حل بالصدر |
فمن لي بها والنفس شاقت لوصلها | وقد صرت مشغولا بها عائق الفكر |
فهب لجناني نزهة في رياضها | تريح بها مضنى من البعد والهجر |
فإني لظمآن وروضة نزهتي | معطلة الأنوار خاملة الذكر |
وحقك مالي غير فضلك أرتجي | وحسن الوفا بالوعد فرض على الحر |
عليك سلام الله ما هبت الصبا | وما فاح زهر بالرياض مدى الدهر |
عليك سلام الله نم كالمسك عطره | كريح الصبا الهيفاء مرت على الزهر |
أحملها ما بالحشا من تشويق | إليكم ومن وجد يضيق عن الحصر |
وبعد فقد أرسلت لي في رسالة | يتيمة دهر لا تناط على نحر |
تتيه على أترابها بملاحة | وحسن، ولا حسن الغزالة والبدر |
هي الكوكب الدري يلمع نوره | سما ببني الزهراء مشرقة الزهر |
ورافلة قد أقبلت في ذبولها | إليك فذق طعم الوصال على هجر |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 189