ابن تاشفين علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني، أبو الحسن: أمير المسلمين بمراكش، وثاني ملوك دولة الملثمين المرابطين. ولد بسبتة. وبويع بعد وفاة أبيه (سنة 500هـ) بعهد منه، بمراكش. قال السلاوي: (ملك من البلاد مالم يملكه أبوه، لأن البلاد كانت ساكنة والأموال وافرة والرعايا آمنة بانقطاع الثوار واجتماع الكلمة) وسلك طريقة أبيه في جميع أموره. وقال ابن خلكان: (كان حليما وقورا صالحا عادلا) ومن أعماله أنه جاز إلى الأندلس (سنة 503) مجاهدا، فعبر البحر من سبتة في جيوش تزيد على مئة ألف فارس، فانتهى إلى قرطبة، ثم فتح مدينة طلاموت ومجريط ووادي الحجارة و27 حصنا من أعمال طليطلة، وعاد. وكانت له بعد ذلك معارك مع الفرنج، حالفه فيها الظفر. وفي أيامه ظهر محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي (ابن تومرت) فعجز علي عن دفع فتنته، واضطربت أموره، فمات غما في مراكش. ولم يشهر خبر موته إلا بعد ثلاثة أشهر منه. ومدة خلافته 36 سنة و7 أشهر.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 33

صاحب مراكش علي بن يوسف بن تاشفين، أمير السلمين. توفي والده سنة خمس مائة، فقام بالملك مكانه، وتلقب بلقبه أمير المسلمين، وجرى على سننه في الجهاد وإخافة العدو. وكان حسن السيرة، جيد الطوية، عادلا نزها، حتى إنه كان يعد من الزهاد المتبتلين. وآثر أهل العم، حتى إنه لا يقطع أمرا إلا بمشاورة العلماء، أربعة من الفقهاء. ونفقت في زمانه كتب مذهب مالك، وطرح ما وراءها، حتى نسي العلماء النظر في كتب السنن، وقرر الفقهاء عنده تقبيح علم الكلام، وأمر بإحراق كتب الغزالي لما دخلت الغرب. واعتنى بكتاب الإنشاء، وكان عنده مثل ابن الجد الأجدب، وأبي بكر محمد بن القبطرنه، وابن أبي الخصال، وأخيه أبي مروان، وعبد المجيد بن عبدون.
وطالت أيامه إلى أن التقى عسكر بلنسية مع العدو، فهزموا المسلمين، وقتلوا من المرابطين خلقا كثيرا. واختلت بعدها حاله، وظهرت منكرات كثيرة في بلاده، واستولى أمراء المرابطين على البلاد، وادعوا الاستبداد، وصار كل واحد يجهر بأنه أمير المسلمين، وخير من علي بن يوسف بن تاشفين، وأنه أولى منه بالأمر. واستولى النساء على الأحوال، وكل امرأة من كبار البرابر تشتمل على الفساق والخمارين واللصوص. وقنع بالاسم والخطبة، وعكف على الصوم وقيام الليل. وتوثب عليه ابن تومرت، إلى أن ملك البلاد عبد المؤمن.
وتوفي سنة ابن تاشفين سنة سبع وثلاثين وخمس مائة، وعهد إلى ابنه تاشفين، فعجز عن الموحدين، وانزوى إلى مدينة وهران. ولما اشتد الحصار، خرج راكبا، وساق إلى البحر فاقتحمه وغرق، فيقال إنهم أخرجوه، وصلبوه، وأحرقوه. ودامت دولة بني تاشفين بمراكش بضعا وسبعين سنة، وانقطعت الدعوة لبني العباس بموت علي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 22- ص: 0

ابن تاشفين السلطان، صاحب المغرب، أمير المسلمين، أبو الحسن علي بن صاحب الغرب يوسف بن تاشفين، البربري، ملك المرابطين.
تولى بعد أبيه سنة خمس مائة.
وكان شجاعا، مجاهدا، عادلا، دينا، ورعا، صالحا، معظما للعلماء، مشاورا لهم،
نفق في زمانه الفقه والكتب والفروع، حتى تكاسلوا عن الحديث والآثار، وأهينت الفلسفة، ومج الكلام، ومقت، واستحكم في ذهن علي أن الكلام بدعة ما عرفه السلف، فأسرف في ذلك، وكتب يتهدد، ويأمر بإحراق الكتب، وكتب يأمر بإحراق تواليف الشيخ أبي حامد، وتوعد بالقتل من كتمها، واعتنى بعلم الرسائل والإنشاء، وعمر.
ولما التقى عسكره العدو، انهزموا، واختلت الأندلس، وظهر بها المنكر، وقتل خلق من المرابطين، وأخذ يتهاون، ويقنع بالاسم، وأقبل على العبادة وأهمل الرعايا، وعجز، حتى قيل: إنه رفع يديه، ودعا، فقال: اللهم قيض لهذا الأمر من يقوى عليه.
وابتلي بنواب ظلمة، ثم خرج عليه ابن تومرت، وحاربه عبد المؤمن، وقوي عليه، وأخذ البلاد، وولت أيام الملثمة، فمات إلى رحمة الله في سنة سبع وثلاثين وخمس مائة.
وعهد بالأمر إلى ابنه يوسف، فقاوم عبد المؤمن مديدة، ثم انزوى إلى وهران، وتفرقت جموعه، فظفر به الموحدون، وهلك في سنة أربعين وخمس مائة.
وعندي في موضع آخر: أن الذي ولي بعد علي ولده تاشفين، فحارب الموحدين مديدة، ثم تحصن بوهران، وأنه هلك في رمضان سنة تسع، وصلبوه.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 14- ص: 493