هواري بومدين محمد بن إبراهيم بوخروبا. وبومدين: لقبه خلال ثورة الجزائر، رئيس جمهورية الجزائر. ولد بولاية قسنطينة لأسرة فقيرة، وسافر إلى القاهرة فالتحق بالأزهر، وتأثر بالأفكار الثورية فيه، وانضم إلى مجموعة طلاب من بلاده، كان فيهم بن بيلا وجماعة، أصبحوا فيما بعد قادة الثورة الجزائرية. عاد مع ثمانية من رفاقه للجزائر فبدؤوا نشاطهم مع جبهة التحرير الوطنية حينما بدأت أعمالها العلنية، فكان عضوا بارزا فيها، وعين قائدا للولاية الخامسة التي تضم قطاع وهران، ثم عين عضوا في المجلس الوطني للثورة وكان مقره في القاهرة وأسندت إليه رئاسة الأركان، فأعطى اهتماما خاصا لتقوية الجيش المرابط على الحدود الجزائرية المغربية. واختلف مع الحكومة المؤقتة إبان الاستقلال، فتحالف مع بن بيلا وفازا في انتخابات الجمعية الوطنية (المجلس النيابي)، وشكل بن بيلا الحكومة فعينه نائبا له ووزيرا للدفاع وقائدا للجيش، وما لبثت العلاقات بينهما أن تأزمت، فقام بومدين بانقلاب ضده، وفرض عليه الإقامة الجبرية، وتسلم رئاسة مجلس الثورة، وألف الوزارة محتفظا لنفسه بوزارة الدفاع. وبقي يحكم حتى وفاته متغلبا على عدد من المحاولات للإطاحة به. استقر اقتصاد الجزائر وسياستها في زمنه، ودمج الاشتراكية برأسمالية الدولة، وأمم المناجم وشركات التأمين وشركات توزيع البترول المحلية، وبدأ ينفذ برنامجا واسعا للتصنيع، وأنهى نزاع بلاده مع تونس والمغرب، وأيد العمل الفدائي الفلسطيني، ووجه اهتمام الأمم المتحدة لمشاكل العالم الثالث الذي كان بومدين يركز على ضرورة إسهامه في حل المشكلات العالمية. واصطدم بالإسلاميين في عدة مواجهات منذ عام 1965 وللطفي الخولي (عن الثورة في الثورة وبالثورة: حوار مع بومدين).

  • دار صادر - بيروت-ط 1( 1999) , ج: 1- ص: 219