ابن راهويه اسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي التميمي المروزي، أبو يعقوب ابن راهوية: عالم خراسان في عصره. من سكان مرو (قاعدة خراسان وهو احد كبار الحفاظ. طاف البلاد لجمع الحديث واخذ عنه الامام أحمد ابن حنبل والبخاري ومسلم الترمذي والنسائي وغيرهم. وقيل في سبب تلقيبه (ابن راهويه) ان اباه ولد في طريق مكة فقال أهل مرو: راهوية ! أي ولد في الطريق. وكان اسحاق ثقة في الحديث، قال الدارمي: ساد اسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقة. وقال فيه الخطيب البغدادي: اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد، ورحل إلى العراق والحجاز والشام واليمن. وله تصانيف. استوطن نيسابور وتوفي بها.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 292
ابن راهويه إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم ينتهي إلى زيد مناة بن تميم؛ هو الإمام إسحاق بن راهويه أجمع المحدثون على أن هذا راهويه يقولونه بفتح الهاء والواو وسكون الياء وفيما عداه مما ركب من أسماء الأصوات أن يقولوا فيه راهويه - بضم الهاء وسكون الواو وفتح الياء - ولد راهويه في طريق مكة فقالت المراوزة راهويه بأنه ولد في الطريق. أحد الأعلام المتبوعين أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي نزيل نيسابور وعالمها ولد سنة ست أو إحدى وستين ومائة وتوفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين. سمع من عبد الله بن المبارك سنة بضع وسبعين وترك الرواية عنه لكونه لم يتقن الأخذ عنه كما يجب وارتحل في طلب العلم سنة أربع وثمانين. قال علي بن إسحاق بن راهويه: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى فسأله عن ذلك فقال: يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر. وسمع قبل الرحلة من الفضل السيناني وأبي تميلة وعمر بن هارون والنضر بن شميل. وفي الرحلة من جرير بن عبد الرحمن وسفيان بن عيينة والدراوردي وفضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان وعيسى بن يونس وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وابن علية وأسباط بن محمد وبقية ابن الوليد وحاتم بن إسماعيل وحفص بن غياث وأبي خالد الأحمر وشعيب ابن إسحاق وعبد الله بن إدريس وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد للرحمن بن مهدي وعبد الرزاق وعبد الوهاب الثقفي وعتاب بن بشير الجزري وأبي معاوية وغندر وابن فضيل والوليد بن مسلم وأبي بكر ابن عياش وخلق سواهم. وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد ابن حنبل ويحيى بن معين قريناه ويحيى بن آدم شيخه والذهلي والكوسج وخلق كثير. قال الدرامي: ساد إسحاق بن راهويه أهل المشرق والمغرب بصدقه. وقال النسائي: أحد الأئمة ثقة مأمون. وقال أبو داود: تغير إسحاق قبل موته بخمسة أشهر وسمعت منه في تلك الأيام فرميت به. وقال أبو عمر المستملي: أخبرني علي بن سلمة الكرابيسي وهو من الصالحين قال: رأيت ليلة مات إسحاق كأن قمرا ارتفع إلى السماء من الأرض من سكة إسحاق ثم نزل فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق، قال: ولم أشعر بموته فلما غدوت إذا بحفار يحفر قبره في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. وكانت وفاته ليلة نصف شعبان في التاريخ المذكور وله سبع وسبعون سنة. وعده البيهقي في أصحاب الشافعي وكان قد ناظر الشافعي في مسألة جواز بيع دور مكة. وقد استوفى الإمام فخر الدين ذلك المجلس في كتابه مناقب الشافعي. وله مسند مشهور. وقال: أحفظ سبعين ألف حديث وأذاكر بمائة ألف حديث وما سمعت شيئا قط إلا حفظته ولا حفظت شيئا فنسيته.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 8- ص: 0
إسحاق بن راهويه أبو يعقوب هو: الإمام الكبير، شيخ المشرق، سيد الحفاظ، أبو يعقوب.
فأنبأني أبو الغنائم القيسي، أخبرنا الكندي، أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، قال :حدثني أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة بن أحمد بن حزم، عن ابن عمه؛ أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، قال: هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي، ثم الحنظلي، المروزي، نزيل نيسابور.
قلت: مولده في سنة إحدى وستين ومائة.
وسمع من: ابن المبارك، فما أقدم على الرواية عنه؛ لكونه كان مبتدئا، لم يتقن الأخذ عنه، وقد ارتحل في سنة أربع وثمانين ومائة، ولقي الكبار، وكتب عن خلق من أتباع التابعين.
وسمع: الفضل بن موسى السيناني، والفضيل بن عياض، ومعتمر بن سليمان، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وأبا خالد الأحمر، وجرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وأبا تميلة يحيى بن واضح، وعتاب بن بشير الجزري، وأبا معاوية الضرير، ومرحوم بن عبد العزيز، وعبد الله بن وهب، ومخلد بن يزيد، وحاتم بن إسماعيل، وعمر بن هارون البلخي، ومحمد بن جعفر غندرا، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، ووكيع بن الجراح، وبقية بن الوليد، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، والوليد بن مسلم، وشعيب بن إسحاق، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، والنضر بن شميل، ومحمد بن فضيل، ويزيد بن هارون، وأسباط بن محمد، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى بن سعيد القطان، وأبا بكر بن عياش، وعبيدة بن حميد، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وأمما سواهم بخراسان، والعراق، والحجاز، واليمن، والشام.
حدث عنه: بقية بن الوليد، ويحيى بن آدم - وهما من شيوخه - وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين - وهما من أقرانه - وإسحاق بن منصور، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج في (
صحيحيهما)، وأبو داود، والنسائي في (سننهما)، ومحمد بن عيسى السلمي في (جامعه)، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وموسى بن هارون، ومحمد بن نصر المروزي، وداود بن علي الظاهري، وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وولده؛ محمد بن إسحاق، وجعفر الفريابي، وإسحاق بن إبراهيم البشتي - بشين معجمة - والحسين بن محمد القباني، ومحمد بن النضر الجارودي، وأبو العباس الحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج - خاتمة أصحابه - وخلق سواهم.
وقد وقع لي حديثه عاليا.
فأخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أخبرنا محمد بن عمر الأرموي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي، قالوا:
أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب:
أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة، خطب إليه رجل ابنته، فقال له: إني قد قلت فيه قولا شبيها بالعدة، وإني أكره أن ألقى الله بثلث النفاق.
أخبرنا أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء، عن عبد الرحيم بن عبد الكريم الشافعي في كتابه من مرو، قال:
أخبرنا سعيد بن حسين الريوندي سنة أربع وأربعين وخمس مائة، أخبرنا الفضل بن المحب، وأخبرنا أحمد بن عبد الرحيم، أخبرنا هبة الرحمن بن عبد الواحد، أخبرنا جدي؛ أبو القاسم القشيري، قالا: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد القنطري، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا المعتمر، سمعت أبي، يحدث عن أبي مجلز، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرا بعد الركوع يدع على رعل وذكوان، ويقول: (عصية عصت الله ورسوله).
أخرجه: مسلم، عن إسحاق، فوافقناه بعلو درجة.
أخبرنا عبد الله بن يحيى المفيد في كتابه، أخبرنا إبراهيم بن بركات، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، أخبرنا أبو القاسم النسيب، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحكم، حدثنا أحمد بن علي الأبار، حدثنا الوليد بن شجاع، حدثني بقية، عن إسحاق بن راهويه، أخبرنا المعتمر، عن ابن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، قال: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن زينب بنت عبد الرحمن، أخبرنا إسماعيل بن أبي القاسم سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي سنة ثمان وأربعين وأربع مائة، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة، أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدا تحت نخلة، فهاجت ريح، فقام فزعا، فقيل له، فقال: (إني تخوفت الساعة).
إسناده ثقات، لكن الأعمش مدلس، مع أنه قد رأى أنس بن مالك، وحكى عنه.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا أبو الفرج بن عبد السلام، أخبرنا أبو الفضل الأرموي، وأبو غالب بن الداية، وأبو عبد الله الطرائفي، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا عبيد الله الزهري، أخبرنا جعفر الفريابي، حدثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا النضر بن شميل، أخبرنا أبو معشر، عن سعيد - هو المقبري - عن أبي هريرة: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث من كن فيه فهو منافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان).
قال رجل: يا رسول الله؛ ذهبت اثنتان وبقيت واحدة؟
قال: (فإن عليه شعبة من نفاق، ما بقي فيه منهن شيء).
هذا حديث حسن الإسناد.
وأبو معشر نجيح السندي: صدوق في نفسه، وما هو بالحجة.
وأما المتن فقد رواه جماعة عن أبي هريرة.
وفيه دليل على أن النفاق يتبعض ويتشعب، كما أن الإيمان ذو شعب، ويزيد وينقص، فالكامل الإيمان من اتصف بفعل الخيرات وترك المنكرات، وله قرب ماحية لذنوبه كما قال تعالى: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} [الأنفال: 2]، إلى قوله: {أولئك هم المؤمنون حقا} [الأنفال: 4]، وقال: {قد أفلح المؤمنون} [المؤمنون: 1]، إلى قوله: {أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس} [المؤمنون: 10 - 11]، ودون هؤلاء خلق من المؤمنين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، ودونهم عصاة المسلمين، ففيهم إيمان ينجون به من خلود عذاب الله -تعالى- وبالشفاعة.
ألا تسمع إلى الحديث المتواتر: (أنه يخرج من النار من في قلبه وزن ذرة من إيمان)، وكذلك شعب النفاق من الكذب والخيانة والفجور والغدر والرياء وطلب العلم ليقال، وحب الرئاسة والمشيخة، وموادة الفجار والنصارى.
فمن ارتكبها كلها، وكان في قلبه غل النبي -صلى الله عليه وسلم- أو حرج من قضاياه، أو يصوم رمضان غير محتسب، أو يجوز أن دين النصارى أو اليهود دين مليح، ويميل إليهم، فهذا لا ترتب في أنه كامل النفاق، وأنه في الدرك الأسفل من النار، وصفاته الممقوتة عديدة في الكتاب والسنة من قيامه إلى الصلاة كسلان، وأدائه الزكاة وهو كاره، وإن عامل الناس، فبالمكر والخديعة، قد اتخذ إسلامه جنة - نعوذ بالله من النفاق - فقد خافه سادة الصحابة على نفوسهم، فإن كان فيه شعبة من نفاق الأعمال، فله قسط من المقت حتى يدعها، ويتوب منها، أما من كان في قلبه شك من الإيمان بالله ورسوله، فهذا ليس بمسلم، وهو من أصحاب النار، كما أن من في قلبه جزم بالإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه وبالمعاد، وإن اقتحم الكبائر، فإنه ليس بكافر.
قال تعالى: {هو الذي خلقكم، فمنكم كافر، ومنكم مؤمن} [التغابن: 2]، وهذه مسألة كبيرة جليلة، قد صنف فيها العلماء كتبا، وجمع فيها الإمام أبو العباس شيخنا مجلدا حافلا قد اختصرته.
نسأل الله -تعالى- أن يحفظ علينا إيماننا حتى نوافيه له.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي، سمعت إسحاق بن راهويه يحدث عن عيسى بن يونس، قال: لو أردت أبا بكر بن أبي مريم على أن يجمع لي فلانا وفلانا، لفعل.
يعني: يقول: عن راشد بن سعد، وحبيب بن عبيد، وضمرة.
ثم قال عبد الله: ما روى أبي عن إسحاق سوى هذا.
قال موسى بن هارون: قلت لإسحاق: من أكبر، أنت أو أحمد بن حنبل؟
قال: هو أكبر مني في السن وغيره.
ثم قال موسى: كان مولد إسحاق سنة ست وستين ومائة - فيما يرى موسى -.
قلت: قد قدمنا أن مولده قبل هذا بمدة، فموسى لم يحرر ذلك.
قال محمد بن رافع: قال لي إسحاق: كتب عني يحيى بن آدم ألفي حديث.
قال حاشد بن إسماعيل: سمعت وهب بن جرير يقول: جزى الله إسحاق بن راهويه، وصدقة بن الفضل، ويعمر عن الإسلام خيرا، أحيوا السنة بالمشرق.
قلت: يعمر: هو ابن بشر.
قال أبو حاتم البستي في مقدمة كتاب (الضعفاء) : أخبرنا محمد بن عمر بن محمد الهمذاني، حدثنا أبو يحيى المستملي، حدثنا أبو جعفر الجوزجاني، حدثني أبو عبد الله البصري، قال: أتيت إسحاق بن راهويه، فسألته شيئا، فقال: صنع الله لك.
قلت: لم أسألك صنع الله، إنما سألتك صدقة.
فقال: لطف الله لك.
قلت: لم أسألك لطف الله، إنما سألتك صدقة.
فغضب، وقال: الصدقة لا تحل لك.
قلت: ولم؟
قال: لأن جريرا حدثنا عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي).
فقلت: ترفق، يرحمك الله، فمعي حديث في كراهية العمل.
قال إسحاق: وما هو؟
قلت: حدثني أبو عبد الله الصادق الناطق، عن أفشين، عن إيتاخ، عن سيماء الصغير، عن عجيف بن عنبسة، عن زغلمج ابن أمير المؤمنين، أنه قال: العمل شؤم، وتركه خير، تقعد تمنى، خير من أن تعمل تعنى.
فضحك إسحاق، وذهب غضبه.
وقال: زدنا.
فقلت: وحدثنا
الصادق الناطق بإسناده، عن عجيف، قال: قعد زغلمج في جلسائه، فقال: أخبروني بأعقل الناس.
فأخبر كل واحد بما عنده، فقال: لم تصيبوا، بل أعقل الناس الذي لا يعمل؛ لأن من العمل يجيء التعب، ومن التعب يجيء المرض، ومن المرض يجيء الموت، ومن عمل، فقد أعان على نفسه، والله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم} [النساء: 29].
فقال: زدنا من حديثك.
فقال: وحدثني أبو عبد الله الصادق الناطق بإسناده عن زغلمج، قال: من أطعم أخاه شواء، غفر الله له عدد النوى، ومن أطعم أخاه هريسة، غفر له مثل الكنيسة، ومن أطعم أخاه جنب، غفر الله له كل ذنب.
فضحك إسحاق، وأمر له بدرهمين ورغيفين.
أوردها: ابن حبان، ولم يضعفها.
قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق يقول: قال لي الأمير عبد الله بن طاهر: لم قيل لك: ابن راهويه؟ وما معنى هذا؟ وهل تكره أن يقال لك ذلك؟
قال: اعلم أيها الأمير أن أبي ولد في طريق مكة، فقالت المراوزة: راهويه؛ لأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا.
وأما أنا، فلا أكرهه.
قال الحاكم: أخبرني الحسن بن خالد بن محمد الصائغ، حدثنا نصر بن زكريا، سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول:
سألني يحيى بن معين، عن حديث الفضل بن موسى...، حديث ابن عباس: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: يلحظ في الصلاة، ولا يلوي عنقه خلف ظهره).
قال: فحدثته به، فقال له رجل: يا أبا زكريا! رواه وكيع بخلاف هذا!
فقال: اسكت، إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتشك فيه؟
وعن محمد بن يحيى الصفار، قال: لو كان الحسن البصري في الأحياء، لاحتاج إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
وقال الحاكم: سمعت يحيى بن محمد العنبري، سمعت محمد بن أحمد بن بالويه، سمعت إسحاق يقول:
دخلت على ابن طاهر، وإذا عنده إبراهيم بن أبي صالح، فقال له: يا إبراهيم، ما تقول في غسيل الثياب؟
قال: فريضة.
قال: من أين تقول؟
قال: من قوله تعالى: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4] فكأن عبد الله بن طاهر استحسنه.
فقلت: أعز الله الأمير، كذب هذا، أخبرنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة:
عن ابن عباس: {وثيابك فطهر}، قال: قلبك فنقه.
وأخبرنا روح، حدثنا ابن أبي عروبة:
عن قتادة: {وثيابك فطهر} [المدثر: 4]، قال: عملك فأصلحه.
ثم ذكر إسحاق قول ابن عباس: (من قال في القرآن برأيه، فليتبوأ مقعده من النار).
فقال ابن طاهر: يا إبراهيم، إياك أن تنطق في القرآن بغير علم.
قال قائل: ما دلت الآية على واحد من الأقوال المذكورة، بل هي نص في غسل النجاسة من الثوب، فنعوذ بالله من تحريف كتابه.
قال الحاكم: حدثنا أبو زكريا العنبري، حدثنا أحمد بن سلمة، سمعت إسحاق يقول: قال لي عبد الله بن طاهر: بلغني أنك شربت البلاذر للحفظ؟
قلت: ما هممت بذلك، ولكن أخبرني معتمر بن سليمان، قال: أخبرنا عثمان بن ساج، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خذ مثقالا من كندر، ومثقالا من سكر، فدقهما، ثم اقتحمهما على الريق، فإنه جيد للنسيان والبول.
فدعا عبد الله بقرطاس، فكتبه.
وسمعت العنبري، سمعت أبي، سمعت عبد الله بن محمد الفراء، قال: دخلت على يحيى بن يحيى، فسألته عن إسحاق، فقال: ليوم من إسحاق أحب إلي من عمري.
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء: رحم الله إسحاق، ما كان أفقهه وأعلمه!
قال داود بن الحسين البيهقي: سمعت إسحاق الحنظلي، وسئل عن الجماعة: أفريضة هي؟
قال: نعم.
عبد الله بن أبي الخوارزمي: سمعت إسحاق الحنظلي يقول:
أخرجت خراسان ثلاثة لا نظير لهم في البدعة والكذب: جهم، وعمر بن صبيح، ومقاتل.
محمد بن صالح بن هانئ: سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول:
كنت في مجلس إسحاق، فسأله سلمة بن شبيب عمن يحدث بالأجر؟
قال: لا تكتب عنه.
أخبرنا حكام بن سلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: مكتوب في الكتب: علم مجانا كما علمت مجانا.
بخط أبي عمرو المستملي: سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب، سمعت إسحاق بن إبراهيم، وسئل عن رجل ترك {بسم الله الرحمن الرحيم}، فقال: من ترك (ب)، أو (س)، أو (م) منها، فصلاته فاسدة، لأن الحمد سبع آيات.
وقال ابن المبارك: من تركها، فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كتاب الله -تعالى-.
قال الحاكم: إسحاق بن راهويه إمام عصره في الحفظ والفتوى، سكن نيسابور، ومات بها.
وقيل: إن أصله مروزي، خرج إلى العراق في سنة أربع وثمانين، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة.
قال محمد بن نعيم: سمعت إسحاق الحنظلي يقول: أدخل الحمام وأنا شيخ، وأخرج وأنا شاب.
قال الحاكم: أصحاب إسحاق عندنا على ثلاث طبقات:
فالأولى: محمد بن يحيى، وإبراهيم بن عبد الله السعدي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وأحمد بن يوسف السلمي، وإسحاق بن إبراهيم العفصي، وعلي بن الحسن الداربجردي، وحامد بن أبي حامد المقرئ، وخشنام بن الصديق، وعبد الله بن محمد الفراء، ويحيى بن الذهلي.
الطبقة الثانية: مسلم بن الحجاج...، وسرد جماعة.
الطبقة الثالثة: خاتمتهم أبو العباس السراج.
قال حرب الكرماني: قلت لإسحاق: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} [المجادلة: 7] كيف تقول فيه؟
قال: حيثما كنت، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه، وأبين شيء في ذلك قوله: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5].
وقال أبو بكر المروذي: حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري، حدثنا أبو داود سليمان بن داود الخفاف، قال:
قال إسحاق بن راهويه: إجماع أهل العلم أنه -تعالى- على العرش استوى، ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة.
قال نعيم بن حماد: إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه، فاتهمه في دينه.
وقال أحمد بن حفص السعدي؛ شيخ ابن عدي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا.
وقال محمد بن أسلم الطوسي حين مات إسحاق: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله -تعالى-: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: 28].
قال: وكان أعلم الناس.
ولو كان سفيان الثوري في الحياة، لاحتاج إلى إسحاق.
وقال أحمد بن سعيد الرباطي: لو كان الثوري والحمادان في الحياة، لاحتاجوا إلى إسحاق في أشياء كثيرة.
قال أبو محمد الدارمي: ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه.
قال محمد بن إسحاق السراج: أنشد رجل على قبر إسحاق، فقال:
وكيف احتمالي للسحاب صنيعه بإسقائه قبرا وفي لحده بحر قال السراج: أخبرني عبد الله بن محمد، سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: قال علي بن حجر: لم يخلف إسحاق يوم فارق مثله بخراسان علما وفقها. بيض الله وجهه ووقاه فزعا يوم القمطرير وهوله وأثاب الفردوس من قال: آمـ ـين، وأعطاه يوم يلقاه سؤله قال أبو نعيم الحافظ: كان إسحاق قرين أحمد، وكان للآثار مثيرا، ولأهل الزيغ مبيرا. قال حنبل: سمعت أبا عبد الله، وسئل عن إسحاق بن راهويه، فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟! إسحاق عندنا إمام. وعن الإمام أحمد أيضا، قال: لا أعرف لإسحاق في الدنيا نظيرا. قال النسائي: ابن راهويه أحد الأئمة، ثقة، مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: والله لو كان إسحاق في التابعين، لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه. علي بن خشرم: حدثنا ابن فضل، عن ابن شبرمة، عن الشعبي، قال: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا، ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته. قال علي: فحدثت بهذا إسحاق بن راهويه، فقال: تعجب من هذا؟ قلت: نعم. قال: ما كنت أسمع شيئا إلا حفظته، وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث - أو قال أكثر - في كتبي. قال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي، وثلاثين ألفا أسردها. قال: وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه، ثم قرأها علينا، فما زاد حرفا، ولا نقص حرفا. هذه الحكاية رواها: الحافظ ابن عدي، عن يحيى بن زكريا بن حيويه، سمع أبا داود، فذكرها. فهذا -والله- الحفظ. وعن إسحاق بن راهويه، قال: ما سمعت شيئا إلا وحفظته، ولا حفظت شيئا قط فنسيته. أبو يزيد محمد بن يحيى: سمعت إسحاق يقول: أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي. وقال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: ذكرت لأبي زرعة حفظ إسحاق بن راهويه، فقال أبو زرعة: ما رئي أحفظ من إسحاق. ثم قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه، وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. فقلت لأبي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه. قال: وهذا أعجب، فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها. وقال إبراهيم بن أبي طالب الحافظ: فاتني عن إسحاق مجلس من مسنده، وكان يمله حفظا، فترددت إليه مرارا ليعيده، فتعذر، فقصدته يوما لأسأله إعادته، وقد حملت إليه حنطة من الرستاق، فقال لي: تقوم عندي وتكتب وزن هذه الحنطة، فإذا فرغت، أعدت لك. ففعلت ذلك، فسألني عن أول حديث من المجلس، ثم اتكأ على عضادة الباب، فأعاد المجلس حفظا. وكان قد أملى (المسند) كله حفظا. قال البرقاني: قرأنا على أبي بكر أحمد بن إبراهيم الخوارزمي بها، حدثكم عبد الله بن أبي القاضي، سمعت إسحاق بن راهويه يقول: تاب رجل من الزندقة، وكان يبكي، ويقول: كيف تقبل توبتي، وقد زورت أربعة آلاف حديث تدور في أيدي الناس؟ قال أبو عبد الله بن الأخرم: سمعت محمد بن إسحاق بن راهويه يقول: دخلت على أحمد بن حنبل، فقال: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: بلى. قال: أما إنك لو لزمته، كان أكثر لفائدتك، فإنك لم تر مثله. قال قتيبة بن سعيد: الحفاظ بخراسان: إسحاق بن راهويه، ثم عبد الله الدارمي، ثم محمد بن إسماعيل. وقال أحمد بن يوسف السلمي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: قالت لي امرأتي: كيف تقدم إسحاق بين يديك، وأنت أكبر منه؟ قلت: إسحاق أكثر علما مني، وأنا أسن منه. قال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم تلق مثله. وعن فضل بن عبد الله الحميري، قال: سألت أحمد بن حنبل عن إسحاق، فقال: لم نر مثله، والحسين بن عيسى البسطامي فقيه، وأما إسماعيل بن سعيد الشالنجي ففقيه عالم، وأما أبو عبد الله العطار، فبصير بالعربية والنحو، وأما محمد بن أسلم، فلو أمكنني زيارته، لزرته. قال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: أقبلت على قول أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه؟ فقال: لا أعلم في دهر ولا عصر مثل هذين الرجلين. قال داود بن الحسين البيهقي: سمعت إسحاق الحنظلي يقول: دخلت على عبد الله بن طاهر الأمير، وفي كمي تمر آكله، فنظر إلي، وقال: يا أبا يعقوب، إن لم يكن تركك للرياء من الرياء، فما في الدنيا أقل رياء منك. وهذه أبيات لأحمد بن سعيد الرباطي: قربي إلى الله دعاني إلى حب أبي يعقوب إسحاق لم يجعل القرآن خلقا كما قد قاله زنديق فساق يا حجة الله على خلقه في سنة الماضين للباقي أبوك إبراهيم محض التقى سباق مجد وابن سباق قال أحمد بن كامل: أخبرنا أبو يحيى الشعراني: أن إسحاق توفي سنة ثمان وثلاثين، وأنه -رحمه الله- كان يخضب بالحناء. وقال: ما رأيت بيده كتابا قط، وما كان يحدث إلا حفظا. وقال: كنت إذا ذاكرت إسحاق العلم، وجدته فيه بحرا فردا، فإذا جئت إلى أمر الدنيا، رأيته لا رأي له. قلت: قد كان - مع حفظه - إماما في التفسير، رأسا في الفقه، من أئمة الاجتهاد. قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق الحنظلي -رضي الله عنه- يقول: ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، وكيف يكون شيء خرج من الرب -عز وجل- مخلوقا؟! قال أبو العباس السراج: سمعت إسحاق الحنظلي يقول: دخلت على طاهر بن عبد الله بن طاهر، وعنده منصور بن طلحة، فقال لي منصور: يا أبا يعقوب! تقول: إن الله ينزل كل ليلة؟ قلت: نؤمن به إذا أنت لا تؤمن أن لك في السماء ربا، لا تحتاج أن تسألني عن هذا. فقال له طاهر الأمير: ألم أنهك عن هذا الشيخ؟ قال أبو داود السجستاني: سمعت ابن راهويه يقول: من قال: لا أقول مخلوق، ولا غير مخلوق، فهو جهمي. وورد عن إسحاق: أن بعض المتكلمين قال له: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء. فقال: آمنت برب يفعل ما يشاء. قلت: هذه الصفات من الاستواء والإتيان والنزول، قد صحت بها النصوص، ونقلها الخلف عن السلف، ولم يتعرضوا لها برد ولا تأويل، بل أنكروا على من تأولها مع إصفاقهم على أنها لا تشبه نعوت المخلوقين، وأن الله ليس كمثله شيء، ولا تنبغي المناظرة، ولا التنازع فيها، فإن في ذلك محاولة للرد على الله ورسوله، أو حوما على التكييف أو التعطيل. قال أبو عبد الله الحاكم: إسحاق، وابن المبارك، ومحمد بن يحيى هؤلاء دفنوا كتبهم. قلت: هذا فعله عدة من الأئمة، وهو دال أنهم لا يرون نقل العلم وجادة، فإن الخط قد يتصحف على الناقل، وقد يمكن أن يزاد في الخط حرف، فيغير المعنى، ونحو ذلك. وأما اليوم، فقد اتسع الخرق، وقل تحصيل العلم من أفواه الرجال، بل ومن الكتب غير المغلوطة، وبعض النقلة للمسائل قد لا يحسن أن يتهجى. قال الدولابي: قال محمد بن إسحاق بن راهويه: ولد أبي في سنة ثلاث وستين ومائة. وتوفي: ليلة نصف شعبان، سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال: وفيه يقول الشاعر: يا هدة ما هددنا ليلة الأحد في نصف شعبان لا تنسى بد الأبد وقال أبو عبد الله البخاري: توفي ليلة نصف شعبان، وله سبع وسبعون سنة. ثم قال الخطيب عقيب هذا: فهذا يدل على أن مولده في سنة إحدى وستين ومائة. فائدة لا فائدة فيها، نحكيها لنليشها. قال أبو عبيد محمد بن علي الآجري صاحب كتاب (مسائل أبي داود) - وما علمت أحدا لينه -: سمعت أبا داود السجستاني يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل موته بخمسة أشهر. وسمعت منه في تلك الأيام، فرميت به. قلت: فهذه حكاية منكرة. وفي الجملة، فكل أحد يتعلل قبل موته غالبا ويمرض، فيبقى أيام مرضه متغير القوة الحافظة، ويموت إلى رحمة الله على تغيره، ثم قبل موته بيسير يختلط ذهنه، ويتلاشى علمه، فإذا قضى، زال بالموت حفظه. فكان ماذا؟ أفبمثل هذا يلين عالم قط؟! كلا والله، ولا سيما مثل هذا الجبل في حفظه وإتقانه. نعم ما علمنا استغربوا من حديث ابن راهويه على سعة علمه سوى حديث واحد، وهو حديثه عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة في الفأرة التي وقعت في سمن، فزاد إسحاق في المتن من دون سائر أصحاب سفيان هذه الكلمة (وإن كان ذائبا، فلا تقربوه). ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين، أو من راويه عن إسحاق. نعم، وحديث تفرد به جعفر بن محمد الفريابي، قال: حدثنا: إسحاق، حدثنا شبابة، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان في سفر فزالت الشمس، صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل. فهذا منكر، والخطأ فيه من جعفر ، فقد رواه مسلم في (صحيحه)، عن عمرو الناقد، عن شبابة. ولفظه: (إذا كان في سفر وأراد الجمع، أخر الظهر، حتى يدخل أول وقت العصر، ثم يجمع بينهما). تابعه: الحسن بن محمد الزعفراني، عن شبابة، وقد اتفقا عليه في (الصحيحين) من حديث عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس. ولفظه: (إذا عجل به السير، أخر الظهر إلى أول وقت العصر، فيجمع بينهما). ومع حال إسحاق وبراعته في الحفظ، يمكن أنه - لكونه كان لا يحدث إلا من حفظه - جرى عليه الوهم في حديثين من سبعين ألف حديث، فلو أخطأ منها في ثلاثين حديثا، لما حط ذلك رتبته عن الاحتجاج به أبدا، بل كون إسحاق تتبع حديثه، فلم يوجد خطأ قط سوى حديثين، يدل على أنه أحفظ أهل زمانه. قال الحافظ أبو عمرو المستملي: أخبرني علي بن سلمة الكرابيسي - وهو من الصالحين - قال: رأيت ليلة مات إسحاق الحنظلي، كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السماء من سكة إسحاق، ثم نزل، فسقط في الموضع الذي دفن فيه إسحاق. قال: ولم أشعر بموته، فلما غدوت، إذا بحفار يحفر قبر إسحاق في الموضع الذي رأيت القمر وقع فيه. قال الحاكم: حدثنا يحيى بن محمد العنبري، سمعت إبراهيم بن أبي طالب، سألت أبا قدامة عن الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد. فقال: أما أفقههم: فالشافعي، إلا أنه قليل الحديث، وأما أورعهم: فأحمد، وأما أحفظهم: فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب: فأبو عبيد. قال أبو القاسم البغوي: قال لي موسى بن هارون: قلت لإسحاق بن راهويه: من أكبر: أنت أو أحمد؟ قال: هو أكبر مني في السن وغيره. وكان مولد إسحاق: في سنة ست وستين فيما يرى موسى - قد مرت هذه المقالة -. وقال عثمان بن جعفر اللبان: حدثنا علي بن إسحاق بن راهويه، قال: ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين، فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى، فسأله، فقال: يكون ابنك رأسا، إما في الخير، وإما في الشر. هذه الحكاية رواها الخطيب في (تاريخه) : عن الجوهري، أخبرنا الخطيب، أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، حدثنا عثمان،...، فذكرها. وهذا إسناد جيد، وحكاية عجيبة. أخبرنا المسلم بن علان إجازة، أخبرنا الكندي، أخبرنا الشيباني، أخبرنا الخطيب، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي، حدثنا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن أبي شيبة ، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: (ليس في الأوقاص صدقة). قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه، فحدثني به. قلت: الأوقاص: الكسور. وروى: محمد بن يزيد المستملي، عن نعيم بن حماد، قال: إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد، فاتهمه في دينه، وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق، فاتهمه، وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير، فاتهمه في دينه. وقال أبو بكر بن نعيم: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: وافقت إسحاق بن إبراهيم صاحبنا سنة تسع وتسعين ببغداد، اجتمعوا في الرصافة أعلام الحديث، فيهم أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهما، فكان صدر المجلس لإسحاق، وهو الخطيب. قال عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي: حدثنا النسائي، قال: إسحاق بن راهويه أحد الأئمة. وقال عبد الكريم بن النسائي: أخبرني أبي، قال: إسحاق ثقة، مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول: ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق. وقال أبو عمرو نصر بن زكريا: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سألني أحمد بن حنبل عن حديث الفضل بن موسى حديث ابن عباس: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يلحظ في صلاته، ولا يلوي عنقه خلف ظهره). قال: فحدثته، فقال رجل: يا أبا يعقوب، رواه وكيع بخلاف هذا. فقال أحمد: اسكت، إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين، فحسبك به. رواها: الحاكم، عن الحسن بن حاتم المروذي، عن نصر. وقال محمد بن يحيى بن خالد: سمعت إسحاق يقول: أحفظ أربعة آلاف حديث مزورة. أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد الرحيم بن أبي سعد، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الواحد ابن الأستاذ أبي القاسم، أخبرنا جدي (ح). وأخبرنا أحمد، عن أبي روح، أخبرنا زاهر، أخبرنا أبو يعلى بن الصابوني، قالا: أخبرنا أبو الحسين الخفاف، أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبدة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: (هلكت قلادة لي، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طلبها رجالا، فحضرت الصلاة، فلم يجدوا ماء، ولم يكونوا على وضوء، فصلوا بغير وضوء، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله آية التيمم). أخرجه: البخاري، عن إسحاق. ومات معه في العام: بشر بن الوليد الكندي، والربيع بن ثعلب، وفقيه قرطبة؛ عبد الملك بن حبيب، وأحمد بن جواس الحنفي، وأحمد بن محمد مردويه المروزي، والزاهد إبراهيم بن أيوب الحوراني، وإبراهيم بن هشام الغساني، وإسحاق بن إبراهيم بن زبريق، وبشر بن الحكم العبدي، وزهير بن عباد الرؤاسي، وحكيم بن سيف الرقي، وطالوت بن عباد الصيرفي، وعمرو بن زرارة النيسابوري، ومحمد بن بكار بن الريان، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن عبيد بن حساب، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، ويحيى بن سليمان الجعفي، وصاحب الأندلس؛ عبد الرحمن بن الحكم المرواني. دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 302
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي أبو يعقوب.
يعرف بابن راهويه، مروزي.
سكن نيسابور ومات بها.
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 92
دار البخاري - المدينة المنورة - بريدة-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 86
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي أبو يعقوب المروزى ابن راهويه أحد أئمة الدين وأعلام المسلمين وهداة المؤمنين الجامع بين الفقه والحديث والورع والتقوى نزيل نيسابور وعالمها
ولد سنة إحدى وقيل سنة ست وستين ومائة
وسمع من عبد الله بن المبارك سنة بضع وسبعين فترك الرواية عنه لكونه لم يتيقن الأخذ عنه
وارتحل في طلب العلم سنة أربع وثمانين
وسمع قبل الرحلة من ابن المبارك كما عرفت ومن الفضل الشيباني والنضر بن شميل وأبي نميلة يحيى بن واضح وعمر بن هارون
وسمع في الرحلة من جرير بن عبد الحميد وسفيان بن عيينة وعبد العزيز الدراوردي وفضيل بن عياض ومعتمر بن سليمان وابن علية وبقية بن الوليد وحفص بن غياث وعبد الرحمن بن مهدي وعبد الوهاب الثقفي والوليد بن مسلم وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وأسباط بن محمد وحاتم ابن إسماعيل وعتاب بن بشير الجزري وغندر وعبد الرزاق وأبي بكر بن عياش وخلق سواهم
روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ومحمد بن يحيى الذهلي وإسحاق الكوسج والحسن بن سفيان ومحمد بن نصر المروزي ويحيى بن آدم وهو من شيوخه وأحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وموسى بن هارون وجعفر الفريابي وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي وعبد الله بن محمد بن شيرويه وابنه محمد بن إسحاق بن راهويه وخلق آخرهم أبو العباس السراج
قال علي بن إسحاق بن راهويه ولد أبي من بطن أمه مثقوب الأذنين فمضى جدي راهويه إلى الفضل بن موسى فسأله عن ذلك فقال يكون ابنك رأسا إما في الخير وإما في الشر
وقال أحمد بن سلمة سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول قال لي عبد الله بن طاهر
لم قيل لك ابن راهويه وما معنى هذا وهل تكره أن يقال لك هذا فقلت إن أبي ولد بطريق مكة وقالت المراوزة راهويه بأنه ولد في الطريق وكان أبي يكره هذا وأما أنا فلست أكرهه
قال نعيم بن حماد إذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه
قلت إنما قيد الكلام بالخراساني لأن أهل إقليم المرء هم الذين بحيث لو كان فيه كلام لتكلموا فيه فكأنه يقول من تكلم فيه من أهل إقليمه فهو متهم بالكذب لأنه لا يتكلم بحق لبراءته مما يشينه في دينه
وقال أحمد بن حنبل لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق
وقال ابن عدي ركب إسحاق بن راهويه دين فخرج من مرو وجاء نيسابور فكلم أصحاب الحديث يحيى بن يحيى في أمر إسحاق فقال ما تريدون قالوا تكتب إلى عبد الله بن طاهر رقعة وكان عبد الله أمير خراسان وكان بنيسابور فقال يحيى ما كتبت إليه قط فألحوا عليه فكتب في رقعة إلى عبد الله بن طاهر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رجل من أهل العلم والصلاح فحمل إسحاق الرقعة إلى عبد الله بن طاهر فلما جاء إلى الباب قال للحاجب معي رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير فدخل الحاجب فقال له رجل بالباب زعم أن معه رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير فقال يحيى بن يحيى قال نعم قال أدخله فدخل إسحاق وناوله الرقعة فأخذها عبد الله وقبلها وأقعد إسحاق بجنبه وقضى دينه ثلاثين ألف درهم وصيره من ندمائه
قلت انظر ما كان أعظم أهل العلم عند الأمراء وانظر ما أدنى هذه الكلمة وأقصر هذه الرقعة وما ترتب عليها من الخير وما ذلك إلا لحسن اعتقاد ذلك الأمير وصيانة أهل العلم أيضا والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم
وقال محمد بن أسلم الطوسي حين مات إسحاق ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق يقول الله {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وكان أعلم الناس
قلت كأن محمد بن أسلم يركب هذا من الضرب الأول من الشكل الأول في المنطق فإنه ينحل إلى قولك كان ابن راهويه أعلم الناس وكل من كان أعلم الناس كان أخشى الناس ينتج كان إسحاق أخشى الناس والمقدمة الصغرى ينبغي أن تكون محققة باتفاق أو غيره فكأن كونه كان أعلم الناس أمر مفروغ منه حتى استنتج منه أخشى الناس
قال محمد بن أسلم ولو كان الثوري في الحياة لاحتاج إلى إسحاق
وقال الدارمي ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه
وقال أحمد بن حنبل وذكر إسحاق لا أعرف له بالعراق نظيرا
وقال مرة وقد سئل عنه مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا إمام
وقال النسائي إسحاق بن راهويه أحد الأئمة ثقة مأمون سمعت سعيد بن ذؤيب يقول ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق
وقال ابن خزيمة والله لو كان إسحاق في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه
وقال علي بن خشرم حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي قال ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته فحدثت بهذا إسحاق بن راهويه فقال تعجب من هذا قلت نعم قال ما كنت أسمع شيئا إلا حفظته وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث أو قال أكثر من سبعين ألف حديث في كتبي
وقال أبو داود الخفاف سمعت إسحاق بن راهويه يقول لكأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها
قال وأملى علينا إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه ثم قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا
وعن إسحاق ما سمعت شيئا إلا وحفظته ولا حفظت شيئا قط فنسيته
وقال أبو يزيد محمد بن يحيى سمعت إسحاق يقول أحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي
وقال أحمد بن سلمة سمعت أبا حاتم الرازي يقول ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه فقال أبو زرعة ما روى أحفظ من إسحاق
قال أبو حاتم والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ
قال فقلت لأبي حاتم إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها
وقال محمد بن عبد الوهاب كنت مع يحيى بن يحيى وإسحاق نعود مريضا فلما حاذينا الباب تأخر إسحاق وقال ليحيى تقدم فقال يحيى لإسحاق بل أنت تقدم فقال يا أبا زكريا أنت أكبر مني قال نعم أنا أكبر منك ولكنك أعلم مني قال فتقدم إسحاق
وقال أبو بكر محمد بن النضر الجارودي حدثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه
وقال الحاكم هو إمام عصره في الحفظ والفتوى
وقال أبو إسحاق الشيرازي جمع بين الحديث والفقه والورع
وقال الخليلي في الإرشاد كان يسمى شهنشاه الحديث
وقال أحمد بن سعيد الرباطي في إسحاق
قربي إلى الله دعاني إلى | حب أبي يعقوب إسحاق |
لم يجعل القرآن خلقا كما | قد قاله زنديق فساق |
يا حجة الله على خلقه | في سنة الماضين للباقي |
أبوك إبراهيم محض التقى | سباق مجد وابن سباق |
يا هدة ما هددنا ليلة الأحد | في نصف شعبان لا تنسى مدى الأبد |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 83
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر. الإمام الحافظ الكبير المجتهد أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي.
نزيل نيسابور وعالمها، بل هو شيخ أهل المشرق، ويعرف بابن راهويه صاحب «المسند» و «السنن» و «التفسير» المشهور، الذي رواه عنه محمد ابن يحيى بن خالد المروزي المشعراني بفتح الميم والمهملة، بينهما معجمة ساكنة.
ولد إسحاق سنة ست وستين ومائة، وقيل: سنة إحدى وستين، وسمع ابن المبارك وهو صبي، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وفضيل بن عياض، وعيسى بن يونس، والدراوردي وطبقتهم.
وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، وأحمد، وابن معين، وشيخه يحيى بن آدم، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وخلق.
قال محمد بن أسلم الطوسي وبلغه موت إسحاق: ما أعلم أحدا كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وكان أعلم الناس، ولو كان الثوري والحمادان في الحياة لاحتاجوا إليه.
وعن أحمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا.
وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون إمام.
قال أبو داود الخفاف: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كأني أنظر إلى مائة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها، قال: وأملى علينا إسحاق من حفظه أحد عشر ألف حديث، قرأها علينا فما زاد حرفا ولا نقص حرفا. وقال أبو زرعه ما رئي أحفظ من إسحاق. وقال أبو حاتم: العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ. وقال عبد الله ابن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم يلق مثله.
قال أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: جمعني وهذا المبتدع ابن أبي صالح مجلس الأمير عبد الله بن طاهر، فسأله الأمير عن أخبار النزول فسردتها، فقال ابن أبي صالح: كفرت برب ينزل من سماء إلى سماء فقلت: آمنت برب يفعل ما يشاء.
قال الذهبي في طبقات الحفاظ عقب هذا الكلام: هذه حكاية صحيحة، رواها البيهقي في الأسماء والصفات.
قال البخاري: مات ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وله سبع وسبعون سنة.
وراهويه: بفتح الراء، لقب أبيه أبي الحسن إبراهيم، وإنما لقب بذلك لأنه ولد في طريق مكة، والطريق بالفارسية «راه» و «ويه» معناه وجد، فكأنه وجد في الطريق.
والحنظلي: بسكون النون وفتح الظاء، نسبة إلى حنظلة بن مالك، ينسب إليه بطن من تميم.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 103
إسحق بن راهويه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم النخعي أحد أركان المسلمين وعلم من أعلام الدين كان عالما ومحدثا ومفسرا وكانت فضائله أكثر من أن تحصى روى عن سفيان
ابن عيينة وعن وكيع وعن الجمع الكثير من الأئمة وروى عنه البخاري ومسلم والترمذي توطن بنيسابور وتوفي فيها سنة ثمان وثلاثين ومائتين كذا فيه
وتفصيل مناقبه مذكورة في وفيات الأعيان لابن خلكان ولد سنة إحدى وقيل ست وستين ومائة
وقال أحمد بن سلمة سمعت أبا حاتم الرازي يقول ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه فقال أبو زرعة ما رؤي أحفظ من إسحاق
قال أبو حاتم والعجب من إتقانه وسلامته في العلم مع ما رزق في الحفظ قال فقلت لأبي حاتم إنه أملي التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من حفظ أسانيد التفسير وألفاظها
انتهى
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 32
إسحاق بن إبراهيم [خ، م، د، س] بن مخلد الحافظ. أبو يعقوب الحنظلي ابن راهويه.
أحد الائمة الاعلام.
ثقة حجة.
عن معتمر بن سليمان، وعبد العزيز العمى، وعيسى بن يونس.
وعنه الجماعة سوى ابن ماجة، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: وسئل عن إسحاق، فقال: مثل إسحاق يسأل عنه! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: إسحاق بن راهويه تغير قبل أن يموت بخمسة أشهر.
وسمت منه في تلك الأيام فرميت به.
مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
قال أحمد بن سلمة، سمعت أبا حاتم يقول: ذكرت لأبي زرعة إسحاق بن راهويه وحفظه للأسانيد والمتون فقال أبو زرعة: ما رأى الناس أحفظ من إسحاق.
وذكر لشيخنا أبي الحجاج حديث فقال: قيل إسحاق اختلط في آخر عمره.
قلت: الحديث ما رواه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة في الفارة، فزاد فيه إسحاق من دون أصحاب سفيان: وإن كان ذائبا فلا تقربوه.
فيجوز أن يكون الخطأ ممن بعد إسحاق، وكذا حديث رواه جعفر الفريابي / حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا شبابة، عن الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب عن أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر، ثم ارتحل.
فهذا على نبل رواته منكر، فقد رواه مسلم عن الناقد، عن شبابة، ولفظه: إذا كان في سفر.
وأراد الجمع أخر الظهر حتى يدخل وقت العصر، ثم يجمع بينهما.
تابعه الزعفراني، عن شبابة، وأخرجه مسلم من حديث عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس، ولفظه: إذا عجل به السير أخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما.
ولا ريب أن إسحاق كان يحدث الناس من حفظه، فلعله اشتبه عليه.
والله أعلم.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 182
إسحاق بن راهويه
..
دار الوعي - حلب-ط 1( 1950) , ج: 1- ص: 130
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد، أبو يعقوب، الحنظلي، المروزي.
سمع ابن عيينة، ووكيعاً، سمع منه يحيى بن آدم.
مات سنة ثمان وثلاثين ومئتين، ليلة السبت، لأربع عشرة خلت من شعبان، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه أبو يعقوب.
ولد سنة إحدى وستين ومائة، وتوفي في شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
مكتبة الكوثر-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 25
ابن راهويه إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي أبو يعقوب المروزي
نزيل نيسابور أحد أئمة المسلمين وعلماء الدين اجتمع له الحديث والفقه والحفظ والصدق والورع والزهد ورحل إلى العراق والحجاز واليمن والشام وعاد إلى خراسان
روى عن ابن علية وروح بن عبادة وسليمان بن حرب وابن عيينة وزكريا بن عدي وابن مهدي وعبد الرزاق وخلائق
وعنه الجماعة سوى ابن ماجه وأبو العباس السراج وهو آخر من حدث عنه
مولده سنة ست وستين ومائة
قال وهب بن جرير جزى الله إسحاق وصدقة ويعمر عن الإسلام خيرا أحيوا السنة بأرض المشرق
وقال أحمد لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيراً
وقال الدارمي ساد إسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه
وقال الذهلي اجتمع في الرصافة أعلام أصحاب الحديث منهم أحمد
وابن معين وغيرهما فكان صدر المجلس لإسحاق وهو الخطيب
وقال أحمد إسحاق إمام من أئمة المسلمين
وقال ابن خزيمة لولا إسحاق كان في التابعين لأقروا له بحفظه وعلمه وفقهه
وقال أحمد إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به
وقال إسحاق ما سمعت شيئا إلا حفظته ولا حفظت شيئا فنسيته وكأني أنظر إلى سبعين ألف حديث في كتبي وقال أعرف مكان مائة ألف حديث كأني أنظر إليها وأحفظ سبعين ألف حديث عن ظهر قلبي وأحفظ أربعة آلاف حديث مزورة فقيل له ما معنى حفظ المزورة قال إذا قرئ منها حديث في الأحاديث الصحيحة فليته منها فليا
أملى المسند والتفسير من حفظه وما كان يحدث إلا حفظا مات ليلة نصف شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 191
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الإمام أبو يعقوب
المروزي بن راهويه عالم خراسان عن جرير والداروردي ومعتمر وعنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وبقية شيخه وأبو العباس السراج أملى المسند من حفظه مات في شعبان سنة 238 وعاش سبعا وسبعين سنة سوى ق
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم أبو يعقوب الحنظلي المروزي
سكن نيسابور ومات بها ليلة السبت لأربع عشرة ليلة من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وهو ابن سبع وتسعين سنة كان من سادات أهل زمانه فقها وعلما وحفظا ونظرا رحمة الله عليه
روى عن وكيع بن الجراح وعبد الرزاق والنضر بن شميل وجرير بن عبد الحميد وعبد الوهاب الثقفي وعبد الله بن الحارث المخزومي وعبد الصمد بن عبد الوارث وسليمان بن حرب وأبي معاوية وابن عيينة وأبي أسامة وأبي الوليد الطيالسي ومعاذ بن هشام وإسماعيل بن علية وعبد العزيز بن عبد الصمد أبي عبد الصمد وزكريا بن عدي وعبدة بن سليمان ومحمد بن بكر وموسى القاري ومحمد بن فضيل وأبي علقمة البروي عبد الله بن محمد وأبي عامر العقدي ومروان بن معاوية وأبي بكر الحنفي وحماد بن مسعدة ووهب بن جرير والمعتمر بن سليمان وأبي هشام المخزومي وشبابة بن سوار وعبيد بن سعيد الأموي والوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق ويحيى بن آدم وعبد الله بن إدريس وأبي النضر هشام بن القاسم في الإيمان والوضوء والصلاة وأسباط بن محمد في الجنائز وفضائل الصحابة وعبد الرحمن بن مهدي في الجنائز وعبد العزيز الدراوردي في الجنائز ويزيد بن هارون في الزكاة وروح بن عبادة في الصوم والعيوب وبشر بن عمر الزهراني في الصوم وأبي عاصم النبيل في الحج ومخلد بن يزيد الجزري وعثمان بن عمر في البيوع وعبد الأعلى بن عبد الأعلى في البيوع وأزهر السمان في الوصايا وأبي داود الحفري في الوصايا وحفص بن غياث في النذور ويحيى بن حماد في الحدود وعبد الله بن يزيد المقري في الجهاد والفضل بن موسى الشيباني في الجهاد والمصعب بن المقدام في الجهاد وأبي خلف الأحمر في الجهاد وصفوان بن عيسى في الذبائح وأبي بدر شجاع بن الوليد في الأطعمة وعمرو بن محمد العنقري في الأطعمة وسعيد بن عامر في اللباس ويعلى بن عبيد في الأدب وخالد بن الحارث في الطب وأبي نعيم الفضل بن دكين في فضائل الصحابة وحسين بن علي الجعفي في الفضائل ويحيى ابن عبد الملك بن أبي غنية في كفارة المرض وعبد الملك بن الصباح في الزهد ومن أفراد حديثه في الصحيح قال ثنا أبو عمرو بن حمدان وإبراهيم بن عبد الله الأصبهاني أن عبد الله بن شيرويه حدثهم قال ثنا إسحق أنا عيسى بن يونس نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت من حديث أبي صالح عن أبي هريرة مشهور ومن حديث الأعمش عنه تفرد به إسحاق
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
إسحاق بن راهويه الإمام
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 83
إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم الحنظلي أبو يعقوب المروزي
الذي يقال له بن راهويه
يروي عن ابن عيينة مات بنيسابور ليلة السبت لأربع عشرة ليلة من شهر شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وهو بن سبع وسبعين سنة وقبره مشهور يزار وكان إسحاق من سادات زمانه فقها وعلما وحفظا ونظرا ممن صنف الكتب وفرع السنن وذب عنها وقمع من خالفها
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 8- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم (خ، م، د، ت، س)
الإمام الحافظ، الفقيه الكبير، شيخ أهل المشرق، أبو يعقوب
التميمي الحنظلي المروزي، ويعرف بابن راهويه، نزيل نيسابور.
ولد سنة إحدى وستين ومئة.
وسمع: ابن المبارك وهو صغير، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وفضيل بن عياض، وعيسى بن يونس، والدراوردي، وطبقتهم.
وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وأحمد، وابن معين، وشيخه يحيى بن آدم، والحسن بن سفيان، وأبو العباس السراج، وخلائق.
قال محمد بن أسلم الطوسي - وبلغه موت إسحاق: ما أعلم أحداً كان أخشى لله من إسحاق، يقول الله: {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، وكان أعلم الناس، ولو كان الثوري والحمادان في الحياة لاحتاجوا إليه.
وعن أحمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيراً.
وقال النسائي: ثقةٌ، مأمون، إمام.
وقال أبو زرعة: ما رئي أحفظ من إسحاق.
وقال أبو حاتم: العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إسحاق لم نلق مثله.
ومناقبه كثيرة رحمه الله.
قال البخاري: مات ليلة نصف شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين ومئتين، وله سبعٌ وسبعون سنة.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه
مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 2- ص: 1
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي بن راهويه
روى عن ابن المبارك وجرير روى عنه بقية بن الوليد ويحيى بن آدم سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي وسئل عن إسحاق بن راهويه فقال: مثل إسحاق يسأل عنه؟ إسحاق عندنا من أئمة المسلمين.
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سلمة قال ذكرت لقتيبة بن سعيد إسحاق - يعني بن راهويه - فقال: إسحاق إمام سمعت أبي يقول إسحاق بن راهويه إمام من أئمة المسلمين.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1