ابن سهل إبراهيم بن سهل الاشبيلي، أبو اسحاق: شاعر غزل من الكتاب. كان يهوديا وأسلم فتلقى الادب وقال الشعر فأجاده. اصله من اشبيلية وسكن سبتة (Ceuta) بالمغرب الأقسى. وكان مع ابن خلاص (والى سبتة) في زورق فانقلب بهما فغرقا. له (ديوان شعر - ط) صغير.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 42
الإشبيلي الإسرائيلي إبراهيم بن سهل الإسرائيلي، قال ابن الأبار في تحفة القادم: كان من الأدباء الأذكياء الشعراء، مات غريقا مع ابن خلاص والي سبتة في الغراب الذي غرق بهم في قدومهم إلى إفريقية مع أبي الربيع سليمان بن علي الغريغر قبل سنة ست وأربعين وست مائة، انتهى. قلت: وقيل إنه توفي سنة تسع وأربعين وست مائة ولما مات أثكل ابن خلاص به، واخترم في نحو الأربعين أو فوقها بقليل كما أخبر، وذكر أنه أسلم وقرأ القرآن وأخذ كتب الآداب بالمغرب والأندلس ثم إنه كتب لابن خلاص بسبتة فكان من أمره ما كان. أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال: هو ابن سهل الإشبيلي الإسلامي أديب ماهر دون شعره في مجلد وكان يهوديا فأسلم وله قصيدة يمدح بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم، وأكثر شعره في صبي يهودي اسمه موسى كان يهواه وكان يقرأ مع المسلمين. قلت: والقصيدة النبوية عينية ذكرها ابن الأبار في ترجمة المذكور. وما زال ابن سهل هذا يختلط مع المسلمين ويخالطهم إلى أن أسلم، توفي شهيدا بالغرق رحمه الله. أخبرني قاضي الجماعة بالأندلس أبو بكر محمد بن أبي نصر بن علي الأنصاري الإشبيلي رحمه الله تعالى قال: كان إبراهيم بن سهل يهوى يهوديا اسمه موسى فتركه وهوي شابا اسمه محمد فقيل له في ذلك، فأنشد:
تركت هوى موسى لحب محمد | ولولا هدى الرحمن ما كنت أهتدي |
وما عن قلى مني تركت وإنما | شريعة موسى عطلت بمحمد |
أعلامه السود إعلام بسؤدده | كأنهن بخد الملك خيلان |
أقلد وجدي فليبرهن مفندي | وما أضيع البرهان عند المقلد |
هبوا نصحكم شمسا فما عين أرمد | بأكره في مرآه من عين مكمد |
غزال براه الله من مسكة سبى | بها الحسن منا مسكة المتجلد |
وألطف فيها الصنع حتى أعارها | بياض الضحى في نعمة الغصن الندي |
وأبقى لذاك المسك في الخد نقطة | على أصلها في اللون إيماء مرشد |
تأمل لظى شوقي وموسى يشبها | تجد خير نار عندها خير موقد |
إذا ما رنا شزرا فعن لحظ أحور | وإن يلو إعراضا فصفحة أغيد |
وعذب بالي نعم الله باله | وسهدني لا ذاق بلوى تسهدي |
وخاله نقطة من غنج مقلته | أتى بها الحسن من آياته الكبر |
جاءت بها العين نحو الخد زائرة | فراقها الورد فاستغنت عن الصدر |
وركب دعتهم نحو يثرب نية | فما وجدت إلا مطيعا وسامعا |
يسابق وخد العيس ماء شؤونهم | فيقفون بالشوق الملي المدامعا |
إذا انعطفوا أو رجعوا الذكر خلتهم | غصونا لدانا أو حماما سواجعا |
تضيء من التقوى خبايا صدورهم | وقد لبسوا الليل البهيم مدارعا |
تكاد مناجاة النبي محمد | تنم بهم مسكا على الشم ذائعا |
تلاقى على ورد اليقين قلوبهم | خوافق يذكرن القطا والمشارعا |
قلوب عرفن الحق فهي قد انطوت | عليها جنوب ما عرفن المضاجعا |
سقى دمعهم غرس الأسى في ثرى الجوى | فأنبت أزهار الشحوب الفواقعا |
تساقوا لبان الصدق محضا بعزمهم | وحرم تفريطي علي المراضعا |
يا لحظات للفتن=في كرها أو في نصيب=ترمي وكلي مقتل | وكلها سهم مصيب |
اللوم للاحي مباح | أما قبوله فلا |
علقته وجه صباح | ريق طلا عين طلا |
كالظبي ثغره أقاح | بما ارتعاه في الفلا |
يا ظبي خذ قلبي وطن=فأنت في الإنس غريب=وارتع فدمعي سلسل | ومهجتي مرعى خصيب |
بين اللما والحور | منها الحياة والأجل |
سقت مياه الحفر | في خدها ورد الخجل |
زرعته بالنظر | وأجتنيه بالأمل |
في طرفها الساجي وسن=سهد أجفان الكئيب=والردف فيه ثقل | خف له عقل اللبيب |
أهدت إلى حر العتاب | برد اللما وقد وقد |
فلو لثمته لذاب | من زفرتي ذاك البرد |
ثم لوت جيد كعاب | ما حليه إلا الغيد |
في نزعة الظبي الأغن=وهزة الغصن الرطيب=يجري لدمعي جدول | فينثني منه قضيب |
أأنت حورا أرسلك | رضوان صدقا للخبر |
قطعت القلوب لك | وقيل ما هذا بشر |
أم الصفا مضنى هلك | من النوى أم الكدر |
حبي تزكيه المحن=أمر الهوى أمر غريب=كأن عشقي مندل | زاد بنار الهجر طيب |
أغربت في الحسن البديع | فصار دمعي مغربا |
شمل الهوى عندي جميع | وأدمعي أيدي سبا |
فاستمعي عبدا مطيع | غنى لبعض الرقبا |
هذا الرقيب ما أسوءه يظنه=أيش كان لو لإنسان مريب=مولاي قم تا نعملو | ذاك الذي ظن الرقيب |
أما ترى الشمس حلت الحملا=فطاب وزن الزمان واعتدلا | فاشرب |
روض نضير وشادن وطلا=فاجتن زهر الربيع والقبلا | واشرب |
هذا حباب كالسلك معتدلا=وذا رحيق لذا الزجاج علا | كوكب |
تمثل السحر وسطها كحلا=معتلة=وهي تبرئ العللا | فاعجب |
يا باخلا لا أذم ما فعلا=صيرت عندي محبة البخلا | مذهب |
أفنيت فيك الدموع والحيلا=فلا سلوي في الحب نلت ولا | مأرب |
تصد عني يا منيتي مللا=وأشتكي من صدودك المللا | تغضب |
باكر إلى اللذة والاصطباح=بشرب راح | فما على أهل الهوى من جناح |
ورد ونسرين وزهر الأقاح=كالمسك فاح | والطير تشدو باختلاف النواح |
مهفهف القامة طاوي الوشاح=كالبدر لاح | عصيت من وجدي عليه اللواح |
ناديت صحبي حين لاح الصباح=قولا صراح | حي على اللذة والإصطباح |
فسل من جفنيه بيض الصفاح=يبغي كفاح | فأثخن القلب المعنى جراح |
أما تراني قد طرحت السلاح=أي اطراح | أحلى الهوى من كان بالإفتضاح |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
ابن سهل
إبراهيم بن سهل الإسرائيلي: قال ابن الأبار في “تحفة القادم’’: كان من الأدباء الأذكياء الشعراء، مات غريقاً ما ابن خلاص والي سبتة في الغراب الَّذي غرق بهم في قدومهم إلى إفريقية مع أبي الرَّبيع سليمان بن علي الغُريغر قبل سنة ست وأربعين وستمائة؛ انتهى.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 243