يونس بن عبد الرحمن يونس بن عبد الرحمن مولى على بن يقطين، أبو محمد: فقيه إمامى عراقى، من أصحاب موسى بن جعفر. كان على بن موسى (الرضا) يشبهه بسلمان الفارسى. له نحو ثلاثين كتابا، منها (الدلالة على الخير) و (الشرائع) و (جوامع الآثار) و (علل الحديث) و (الجامع الكبير) فى الفقه، و (تفسير القرآن) و (الآداب) و (المثالب) و (الرد على الغلاة).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 261
أبو محمد يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين ولد في آخر أيام هشام بن عبد الملك وهشام مات سنة 125 وتوفي سنة 208 بالمدينة. روى الكشي في كتاب رجاله عن علي بن محمد القتيبي قال سألت الفضل بن شاذان عن الحديث الذي روي في يونس أنه لقيط آل يقطين قال كذب، ولد يونس في آخر زمان هشام بن عبد الملك ويقطين لم يكن في ذلك الزمان إنما كان في زمن ولد العباس (وفيه) قال نصر بن الصباح لم يرو يونس عن عبيد الله ومحمد ابني الحلبي قط ولا رآهما وماتا في حياة أبي عبد الله (ع).
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين بن موسى مولى بني أسد أبو محمد كان وجها في أصحابنا عظيم المنزلة ولد في أيام هشام بن عبد الملك ورأى جعفر بن محمد عليهما السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه وروى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام وكان الرضا يشير إليه في العلم والفتيا وكان ممن بذل له على الوقف مال جزيل وامتنع من أخذه وثبت على الحق قال أبو عمرو الكشي فيما أخبرني به غير واحد من أصحابنا عن جعفر بن محمد (يعني ابن قولويه) عنه قال حدثني علي بن محمد بن قتيبة حدثني الفضل بن شاذان حدثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمي رأيته وكان وكيل الرضا (ع) وخاصته فقال إني سألته فقلت إني لا أقدر على لقائك في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال خذ عن يونس ابن عبد الرحمن. وهذه منزلة عظيمة ومثله روى الكشي عن الحسن بن علي بن يقطين سواء. وقال شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في كتابه مصابيح النور: أخبرني الشيخ الصدوق أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله حدثنا علي بن الحسين بن بابويه حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال لنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري رحمه الله عرضت على أبي محمد صاحب العسكر (ع) كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي تصنيف من هذا؟ فقلت تصنيف يونس مولى آل يقطين فقال أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة. ومدائح يونس كثيرة ليس هذا موضعها وإنما ذكرنا هذا حتى لا نخليه من بعض حقوقه رحمه الله ’’انتهى’’.
وفي الخلاصة: يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين أبو محمد كان وجها في أصحابنا متقدما عظيم المنزلة روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام وكان الرضا يشير إليه وذكر ما مر إلى قوله: على الحق. ثم ذكر حديث المفيد السابق في عرض كتاب يوم وليلة على العسكري (ع) ثم قال مات يونس سنة 208 رحمه الله وقدس روحه ثم قال روى الكشي حديثا صحيحا وذكر حديث خذ عن يونس بن عبد الرحمن السابق ثم قال: وفي حديث صحيح أن الرضا (ع) ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات وذكر حديث الكشي الآتي بسنده ثم قال: وقد روى الكشي ما ينافي ذلك ذكرناه في الكتاب الكبير وأجبنا عنه ’’انتهى’’ وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم (ع) فقال: يونس بن عبد الرحمن مولى علي بن يقطين ضعفه القميون وهو ثقة وقال في أصحاب الرضا (ع): يونس بن عبد الرحمن من أصحاب أبي الحسن موسى (ع) مولى علي بن يقطين طعن عليه القميون وهو عندي ثقة ’’انتهى’’.
وقال الكشي: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم وهم ستة نفر آخرون دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله (ع) منهم يونس بن عبد الرحمن إلى آخر ما مر في أحمد بن أبي نصر.
وقال الكشي: أصحاب الرضا (ع) في يونس بن عبد الوحمن أبي محمد صاحب آل يقطين.
رواياته في مدحه
’’1’’ حدثني علي بن محمد القتيبي حدثني الفضل بن شاذان حدثني عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمي رأيته إلى آخر الحديث السابق ’’2’’ جبرائيل بن أحمد سمعت محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي قال قلت للرضا (ع) أن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فآخذ معالم ديني من يونس مولى آل يقطين قال نعم ’’3’’ محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثنا محمد بن عيسى حدثني عبد العزيز المهتدي القمي قال محمد بن نصير قال محمد بن عيسى وحدث الحسن بن علي بن يقطين بذلك أيضا قال قلت لأبي الحسن الرضا (ع) جعلت فداك أني لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال نعم ’’4’’ علي بن محمد القتيبي حدثني الفضل بن شاذان حدثني محمد بن الحسن الواسطي وجعفر بن عيسى ومحمد بن يونس أن الرضا (ع) ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات ’’3’’ محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثني محمد بن عيسى أخبرني يونس أن أبا الحسن (ع) ضمن له الجنة من النار ’’6’’ علي بن محمد القتيبي عن الفضل قال حدثني جعفر بن عيسى اليقطيني ومحمد بن الحسن جميعا أن أبا جعفر (ع) ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة على نفسه وآبائه عليهم السلام ’’7’’ جعفر بن معروف حدثني سهل بن الحر سمعت الفضل بن شاذان يقول حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان حدثني أحمد بن أبي خلف قال كنت مريضا فدخل علي أبو جعفر (ع) يعودني في مرضي فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة فجعل يتصفحه ورقة ورقة حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وجعل يقول رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله يونس ’’8’’ وروى عن أبي بصير حماد بن عبيد الله ابن أسيد الهروي عن داود بن القاسم أن أبا جعفر الجعفري قال أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري (ع) فنظر فيه وتصفحه كله ثم قال هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله ’’9’’ وحدثني إبراهيم بن المختار بن محمد بن العباس عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن أبي جعفر (ع) مثله ’’10’’ جعفر بن معروف حدثني سهل بن الحر سمعت الفضل بن شاذان يقول ما نشأ في الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن ’’11’’ وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة يقول سمعت الفضل بن شاذان يقول حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة واعتمر أربعا وخمسين عمرة وألف ألف جلد ردا على المخالفين ويقال انتهى علم الأئمة عليهم السلام إلى أربعة نفر أولهم سلمان الفارسي والثاني جابر والثالث السيد والرابع يونس بن عبد الرحمن (أقول) المراد بعلم الأئمة والله العالم أسرار معجزاتهم الغريبة وبالسيد هو الحميري وبجابر الجعفي لا الأنصاري كما مر في ترجمة السيد والله أعلم (12) وقال الفضل بن شاذان سمعت الثقة يقول سمعت الرضا (ع) يقول أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه وذلك أنه خدم منا أربعة علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام ويونس في زمانه كسلمان في زمانه ’’13’’ حدثني علي بن محمد القتيبي حدثني الفضل بن شاذان قال سمعت الثقة يقول سمعت الرضا (ع) يقول يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه قال الفضل ولقد حج يونس إحدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا (ع) ’’أقول’’ مر عن الفصل أربعا وخمسين حجة ولعله كان يراها أربعا وخمسين ثم ظهر له أنها إحدى وخمسين أو بالعكس ’’14’’ وقال الثقة سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول رأيت أبا عبد الله (ع) يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شيء قال وكان ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما ثم يرجع إلى منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة ثم يجلس للتصنيف وتأليف الكتب وقال يونس: صمت عشرين سنة وسألت عشرين سنة ثم أجبت ’’أقول’’ كأنه يريد أنه بقي عشرين سنة لا يتعلم ثم تعلم خمسا وعشرين سنة يسأل فيها الأئمة (ع) ثم بث علمه ’’15’’ قال محمد بن يحيى الفارسي حدثني عبد الله بن محمد عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا (ع) قال انظر إلى ما ختم الله ليونس قبضه بالمدينة مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ’’16’’ حدثني محمد بن مسعود حدثني جعفر بن أحمد حدثني العمركي حدثني الحسن بن أبي قتادة عن داود بن القاسم قال قلت لأبي جعفر (ع) ما تقول في يونس قال من يونس؟ قلت ابن عبد الرحمن قال لعلك تريد مولى بني يقطين قلت نعم قال رحمه الله كان على ما نحب ’’17’’ محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد حدثني أبو العباس الحميري عن عبد الله بن جعفر عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا جعفر (ع) عن يونس قال رحمه الله ’’18’’ حدثني علي بن محمد القتيبي حدثني الفضل بن شاذان عن أبي هاشم الجعفري قال سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) عن يونس فقال من يونس قلت مولى علي بن يقطين فقال لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن فقلت لا والله لا أدري ابن من هو قال بل هو ابن عبد الرحمن ثم قال رحم الله يونس نعم العبد كان لله عز وجل ’’19’’ حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن عيسى قال روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن الرضا (ع) فقال سألته عن يونس فقال مولى آل يقطين؟ قلت نعم فقال لي رحمه الله كان عبدا صالحا قال حمدويه قال محمد بن عيسى وكان يونس أدرك أبا عبد الله (ع) ولم يسمع منه ’’20’’ حدثني آدم بن محمد حدثني علي بن محمد الدقاق النيشابوري حدثني محمد بن موسى السمان حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر بن عيسى قال كنت عند أبي الحسن الرضا (ع) وعنده يونس بن عبد الرحمن إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة فأومى أبو الحسن (ع) إلى يونس أدخل البيت فإذا بيت مسبل عليه ستر وإياك أن تتحرك حتى يؤذن لك فدخل البصريون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس وأبو الحسن (ع) مطرق حتى لما أكثروا قاموا فودعوا وخرجوا فأذن ليونس بالخروج فخرج باكيا فقال جعلني الله فداك أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابي فقال له أبو الحسن (ع) يا يونس فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك راضيا يا يونس حدث الناس بما يعرفون واتركهم مما لا يعرفون كأنك تريد أن يكذب على الله في عرشه يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال الناس بعرة أو بعرة وقال الناس درة هل ينفعك ذلك شيئا فقلت لا فقال هكذا أنت يا يونس إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس.
’’أقول’’ يظهر أن يونس كان يحدثهم بما لا تتحمله عقولهم وإن كان صوابا ولذلك نهاه عن التحديث بمثل ذلك وأمره أن يحدثهم بما يعرفون حتى لا ينسبوا قائله إلى الكذب ويقدحوا فيه كما أن الإمام (ع) لم يردعهم لما أكثروا الوقيعة في يونس واكتفى بالإطراق لعلمه بأنهم لا يرتدعون وإن ردعهم يجر مفسدة أخرى وهو تسرب القدح في الإمام (ع) إلى أذهانهم بسبب ذلك والى ذلك أشير بقوله كأنك تريد أن يكذب على الله في عرشه أي يقال أن ما تحدث به كذب وأن الله لم يقله فيكون من يقول ذلك قد كذب على الله في عرشه وأنت السبب في ذلك وهو معنى قوله في الحديث الآتي: أرفق بهم فإن كلامك يدق عليهم أي حدثهم بما تقبله عقولهم وقوله في الذي بعده دارهم فإن عقولهم لا تبلغ.
’’21’’ حمدويه بن نصير حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن قال: قال العبد الصالح يا يونس ارفق بهم فإن كلامك يدق عليهم قلت إنهم يقولون لي زنديق قال لي وما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة فيقول الناس هي حصاة وما ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة.
’’22’’ علي بن محمد القتيبي حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان حدثني أبو جعفر البصرى وكان ثقة فاضلا صالحا قال دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا (ع) فشكا إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة فقال الرضا (ع) دارهم فإن عقولهم لا تبلغ.
’’23’’ علي بن محمد حدثني الفضل حدثني عدة من أصحابنا أن يونس بن عبد الرحمن قيل له أن كثيرا من هذه العصابة يقولون فيك ويذكرونك بغير الجميل فقال أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم نصيب فهو في حل مما قال.
’’24’’ حمدويه بن نصير حدثني محمد بن إسماعيل الرازي حدثني عبد العزيز بن المهتدي قال كتبت إلى أبي جعفر (ع) ما تقول في يونس بن عبد الرحمن فكتب إلي بخطه أحبه وأترحم عليه وإن كان يخالفك أهل بلدك.
’’25’’ وجدت بخط جبرائيل بن أحمد في كتابه حدثني أبو سعيد الآدمي حدثني أحمد بن محمد بن الربيع الأقرع عن محمد بن الحسن البصري عن عثمان بن رشيد البصري قال أحمد بن محمد الأقرع ثم لقيت محمد بن الحسن فحدثني بهذا الحديث قال كنا في مجلس عيسى فقال أردت أن أكتب إلى أبي الحسن الأول (ع) في مسألة أسأله عنها جعلت فداك عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فأعطيهم من الزكاة شيئا فكتب إلي نعم أعطهم فإن يونس أول من يجيب عليا (يعني الرضا) إذا دعا قال كنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل فقال قد مات أبو الحسن موسى (ع) وكان يونس في المجلس فقال يونس يا معشر أهل المجلس أنه ليس بيني وبين الله إمام إلا علي بن موسى (ع) فهو إمامي.
’’26’’ حدثني علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى قال: قال ياسر الخادم أن أبا الحسن الثاني (ع) أصبح في بعض الأيام فقال لي رأيت البارحة مولى لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء فتأولت ذلك على الدين.
’’27’’ علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن قال مات أبو الحسن (ع) وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير وذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار فلما رأيت ذلك وتبين علي الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا (ع) ما علمت تكلمت ودعوت الناس إليه فبعثا إلي وقالا لي لا تدع إلى هذا، إن كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف دينار وقالا لي كف قال يونس فقلت لهما إنا روينا عن الصادقين إنهم قالوا إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الإيمان وما كنت أدع الجهاد وأمر الله على كل حال فناصباني واظهرا لي العداوة.
’’28’’ جعفر بن أحمد عن يونس قلت له (ع) قد عرفت انقطاعي إليك وإلى أبيك وحلفته ’’وحلفت له’’ بحق الله وحق رسوله وحق أهل بيته وسميتهم حتى انتهيت إليه أن لا يخرج ما يخبرني به إلى الناس وإني أرجو أن يقول أبي حي ثم سألته عن أبيه أحي أو ميت فقال قد والله مات قلت جعلت فداك أن شيعتك أو قلت مواليك يرون أن فيه شبه أربعة أنبياء قال قد والله الذي لا إله إلا هو هلك قلت هلاك غيبة أو هلاك موت فقال هلاك موت والله قلت جعلت فداك فلعلك مني في تقية فقال سبحان الله قلت والله مات قلت حيث كان هو في المدينة ومات أبوه في بغداد فمن أين علمت موته قال جاءني منه ما علمت به أنه قد مات قلت فأوصى إليك قال نعم قلت فما شرك فيها أحدا معك قال لا قلت فعليك من إخوانك إمام فقال لا قلت فأنت إمام قال نعم.
’’29’’ حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا محمد بن عيسى حدثني هشام المشرقي أنه دخل على أبي الحسن الخراساني (ع) فقال إن أهل البصرة سألوا عن الكلام فقالوا أن يونس يقول إن الكلام ليس بمخلوق فقلت لهم صدق يونس أن الكلام ليس بمخلوف أما بلغكم قول أبي جعفر (ع) حين سئل عن القرآن أخالق هو أم مخلوق فقال لهم ليس بخالق ولا مخلوق إنما هو كلام الخالق فقويت أمر يونس فقالوا إن يونس يقول إن من السنة أن يصلي الإنسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة فقلت صدق يونس.
’’أقول ’’ المراد بأبي الحسن الخراساني هو الرضا (ع).
وفي بعض النسخ دخل على أبي الحسن خراساني والظاهر أن الصواب هو الأول فيكون البصريون سألوا الرضا (ع) وهو أجابهم وقوله (ع) أن الكلام ليس بخالق ولا مخلوق لعله كان تقية من السائلين الذين كانوا يعتقدون أن كلام الله ليس بمخلوق ويرشد إليه سؤالهم عن نافلة العشاء التي أمرها مشهور بين الإمامية كالفريضة.
رواياته في قدحه
(1) جعفر بن معروف سمعت يعقوب بن يزيد يقع في يونس ويقول كان يروي الأحاديث من غير سماع (أقول) مر في يعقوب بن يزيد أن له كتاب الطعن على يونس وفي التعليقة إذا كان مثله يقع فيه فما ظنك بغيره ولا يخفى أن الرواية من غير سماع غير مضرة بل هو من المسائل الاجتهادية.
(2) علي بن الحسن بن علي بن فضل حدثني مروك بن عبيد عن محمد بن عيسى القمي قال توجهت إلى أبي الحسن الرضا صلى الله عليه وسلم فاستقبلني يونس مولى آل يقطين فقال أين تذهب قلت أريد أبا الحسن قال اسأله عن هذه المسألة قل له خلقت الجنة بعد فأني أزعم أنها لم تخلق قال فدخلت على أبي الحسن (ع) فجلست عنده فقلت له أن يونس مولى آل يقطين أودعني إليك رسالة قال وما هي قلت قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد فأني أزعم أنها لم تخلق فقال كذب فأين جنة آدم (ع).
’’3’’ علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن مروك بن عبيد عن يزيد بن داود عن ابن سنان قال قلت لأبي الحسن (ع) أن يونس يقول إن الجنة والنار لم يخلقا فقال ما له لعنه الله وأين جنة آدم (أقول) اعتقاد أن الجنة لم تخلق لا يوجب الذم واللعن ولا يصدر من الإمام (ع) ويجوز أن يعتقد أنها غير جنة آدم بل كان يقول إنه مخطئ ويردعه بالتي هي أحسن.
’’4’’ علي حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن الحسن بن راشد عن محمد بن باديه قال كتبت إلى أبي الحسن (ع) في يونس فكتب لعنه الله ولعن أصحابه أو برئ الله منه ومن أصحابه.
’’5’’ علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب ابن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي عن يونس بن بهمن قال: قال لي يونس اكتب إلى أبي الحسن (ع) فأسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شيء فكتبت إليه فأجابه هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة فقلت ليونس فقال لا يسمع ذا أصحابنا فيبرؤون منك قلت ليونس يبرؤون مني أو منك.
’’6’’ طاهر بن عيسى حدثني جعفر بن أحمد حدثني الشجاعي عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن بشار عن الحسن ابن بنت الياس عن يونس بن بهمن قال: قال يونس بن عبد الرحمن كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام هل فيه من جوهرية الرب شيء فكتب إلي جواب كتابي ليس صاحب هذه المسألة على شيء من السنة زنديق (أقول) في تعليقة البهبهاني لا يخفى على المتأمل ما فيه من إمارة الوضع.
’’7’’ علي حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب عن الحسين بن راشد قال لما ارتحل أبو الحسن عليه السلام إلى خراسان قلنا ليونس هذا أبو الحسن حمل إلى خراسان فقال إذ دخل في هذا الأمر طائعا أو مكرها فهو طاغوت.
’’8’’ علي حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب عن علي بن مهزيار عن الحضيني أنه قال إن دخل في هذا الأمر طائعا أو مكرها انتقضت النبوة من لدن آدم.
’’9’’ آدم حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي قال لما حمل أبو الحسن إلى خراسان قال يونس بن عبد الرحمن إن دخل في هذا الأمر طائعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم (أقول) كيف يمكن أن يقول يونس أن دخوله كارها يوجب انتقاض النبوة.
’’10’’ علي حدثنا محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن محمد بن الحسن بن صباح عن أبيه قال قلت ليونس أخبرني دلامة أنك قلت لو علمت أن أبا الحسن الرضا عليه السلام لا يقدم ’’لا يقوم’’ بالكتاب الذي كتبته إليه لوجهت إليه بخمسمائة ماهر تقى ’’مارد’’ قال نعم قلت ويحك فأي شيء أردت بذلك فقال أردت أن أغنيه عن دفائنكم فقلت أردت أن تغير الله في عرشه.
’’11’’ علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن علي بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند الرضا عليه السلام ومعه كتاب يقرؤه في بابه حتى ضرب به الأرض فقال كتاب ولد الزنا للزانية فكان كتاب يونس.
’’12’’ آدم بن محمد حدثني علي بن محمد القمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال قال كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام إذ ورد عليه كتاب يقرؤه فقرأه ثم ضرب به الأرض فقال هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشدة فنظرت إليه فإذا كتاب يونس.
’’13’’ آدم بن محمد القلانسي البلخي حدثني علي بن محمد القمي حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد عن أبي الحسن عليه السلام قال قلت له أصلي خلف من لا أعرفه فقال لا تصلي إلا خلف من تثق بدينه فقلت له أصلي خلف يونس وأصحابه فقال يأبى ذلك عليكم علي بن حديد قلت آخذ بقوله قال نعم فسألت علي بن حديد عن ذلك فقال لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه ومضى في عبد الله بن جندب أن الحسن بن علي بن يقطين كان سيء الرأي في يونس وروى في الصحيح أنه قيل لأبي الحسن عليه السلام أن يونس مولى آل يقطين يزعم أن مولاكم والمتمسك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا ويقول إنه شاكره فقال هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف ما له ولعبد الله بن جندب أن عبد الله بن جندب لمن المخبتين (أقول) ومر هناك حديث رؤية يونس عبد الله بعرفة وشهادته باجتهاده في العبادة ومدحة فلا يعقل أن يقول في حقه مثل هذا الكلام وأن روي في الصحيح ويمكن أن يكون راويه سمعه من حاسد ليونس ولم يمكن للإمام (ع) تكذيبه لبعض المصالح أو درء بعض المفاسد وقال الكشي أيضا: علي بن محمد القتيبي حدثنا الفضل بن شاذان قال كان أحمد بن محمد بن عيسى تاب واستغفر من وقيعته في يونس لرؤيا رآها وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن الميل إلى يونس وهشام. (قال أبو عمرو) فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الأخبار التي رواها القميون في يونس وليعلم أنها لا تصح في العقل وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه ومن علي مداراة لأصحابه فأما يونس بن بهمن كان أخذ من يونس بن عبد الرحمن فلا يعقل أن يظهر له مثلبة فيحكيها عنه والعقل ينفي مثل هذا إذ ليس في طباع الناس إظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم وأما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد فإن أبا الحسن عليه السلام أجل خطرا وأعظم قدرا من أن ينسب أحدا إلى الزنا وكذلك آباؤه عليهم السلام من قبله وولده من بعده لأن الرواية عنهم بخلاف هذا إذ كانوا قد نهوا عن مثله وحثوا على غيره مما فيه الزينة للدين والدنيا (روى) علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عليهم السلام أنه كان يقول لبنيه جالسوا أهل الدين والمعرفة فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم فإن أبيتم إلا مجانسة الناس فجالسوا أهل المروات فإنهم لا يرفثون في مجالسهم فما حكاه هذا الرجل عن الإمام في باب الكتاب ما لا يليق به إذ كانوا عليهم السلام منزهين عن البذاء والرفث والسفه وتكلم عن الأحاديث الأخرى بما يشاكل هذا ’’انتهى’’ ’’أقول’’: وجه الجمع بين هذه الأحاديث ’’أولا’’ صحة سند أحاديث المدح وضعف سند أحاديث القدح فعن الشهيد الثاني: أورد الكشي في ذمه نحو عشرة أحاديث وحاصل الجواب عنها يرجع إلى ضعف سندها وجهالة بعض رجالها والله أعلم بحاله ’’انتهى’’ ’’ثانيا’’ يظهر من نفس هذه الأحاديث أنه كان يروي ما لا تتحمله أكثر العقول مع أنه حق فقدح فيه لذلك ’’ثالثا’’ يمكن كون بعض ما ورد فيه عن الذم واللعن منهم عليهم السلام من باب خرق السفينة فقد ورد نظيره في إجلاء الرواة وبينوا عليهم السلام وجهه بذلك ’’رابعا’’ الخبر الذي فيه الإرجاع إلى قول علي بن حديد فيه أن علي بن حديد ورد فيه ذم فالإرجاع إلى قوله إن صح هو لحكمة أخرى لا لصحة قوله مع أن يونس فيه محتمل ليونس بن ظبيان. وفي تعليقة البهبهاني على رجال الميرزا في أمالي الصدوق في الصحيح عن علي بن مهزيار كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم وخلف من يقول بقول يونس يعني ابن عبد الرحمن فكتب لا تصلوا خلفهم ولا تعطوهم من الزكاة وابرأ منهم بريء الله منهم قال والسند في غاية الصحة إلا حكاية المكاتبة ويمكن أن يكون قول يونس قولا اشتهر في ذلك الزمان نسبته إليه ولم يكن قوله واقعا أو يكون قوله يعني ابن عبد الرحمن اجتهادا من بعض الرواة وكان خطأ أو أن الغرض منه كان دفاعا عنه وتخليصا له من الحساد أو غير ذلك ومضى في جعفر بن عيسى بن يقطين ما يدل على جلالته وهو أنه استؤذن لجماعة على أبي الحسن الثاني (الرضا) عليه السلام فقال يدخل آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن ويدخل الباقون رجل رجل فلما دخلوا وخرجوا خرج مسافر ’’وهو آذنه’’ ودعا هشام بن إبراهيم ودعا الختلي وهو المشرقي وجعفر بن عيسى ويونس فقال له جعفر أشكو إلى الله وإليك ما نحن فيه من أصحابنا هم والله يا سيدي يزندقوننا أو يكفروننا ويبرأون منا فقال هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسى صلوات الله عليهم ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم وغيرهم كانوا يكفرونهم فقلت له يا سيدي نستعين بك على هذين الشخصين يونس وهشام وهما حاضران وهما أدبانا وعلمانا الكلام فإن كنا يا سيدي على هدى فقرنا وإن كنا على ضلال فهذان أضلانا فمرنا بتركه ونتوب إلى الله على النصيحة القديمة والحديثة خيرا فتأولوا القديمة علي بن يقطين رحمه الله والحديثة خدمتنا له وقال يونس جعلت فداك أنهم يزعمون إنا زنادقة فقال له أرأيتك لو كنت زنديقا فقال لك هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك ولو كنت مؤمنا فقال هو زنديق ما كان يضرك منه ’’الحديث’’ قال البهبهاني وكذا في هشام بن إبراهيم وسعد بن عبد الله وأيوب بن نوح وبالجملة يظهر من كثير من التراجم كترجمة جعفر بن عيسى وزرارة وغيرهما أن كثيرا من الشيعة يخالف بعضهم بعضا ويذمون ويقدحون ويكفرون وربما كان ذلك من ديانتهم بأنهم كانوا يرون من آخر ما هو في اعتقادهم وباجتهادهم غلو أو جبر أو تشبيه أو استخفاف به تعالى وربما كان منشؤه قصور فهمهم وعدم قابليتهم لدرك حقيقة الأمر وكثيرا ما كانوا يعرضون الأمر على إمامهم وهم عليهم السلام ربما كانوا يمنعونهم وربما كانوا يسكتون أو يوافقونهم بأنه إذا كان كذلك فهو ملعون أو لا تصلوا خلفه أو نظائر ذلك وهم يفهمون الطعن فيه واللعن عليه واقعا على حسب معتقدهم ومر في زرارة ما ينبه على ذلك وهم ما كان عليهم تكذيبهم بالنسبة لمخالفته لمعلومهم ومحسوسهم ولإبيان حقيقة الأمر لقصورهم عن دركها ولا يمكنهم مع ذلك مدحه والأمر بالصلاة خلفه ولخوفهم من إداء ذلك إلى فساد العقيدة والخلل في الشريعة والصلاة مثلا خلف من ليس بأهل ممن هو مثله في اعتقادهم إلى غير ذلك من المصالح ومما ينبه على ما ذكرنا قوله يأبى ذلك عليكم علي بن حديد من دون تصريح بالمنع من نفسه لا سيما مع ما ذكره الفضل من ميله في الباطن إليه ثم أنهم ربما كانوا يعاقبونه ويؤدبونه بسبب السلوك الغير المناسب وتحميله إياهم ما لا يتحملون إلى غير ذلك. وقال جدي يعني المجلسي الأول وأما طعن القميين فيه فالظاهر أنه للاجتهاد في الأخبار وكانوا لا يجوزونه كما يظهر من مواضع من كتب الأصحاب ’’انتهى’’ (وفي أنساب السمعاني): وأما اليونسية فطائفة من غلاة الشيعة نسبوا إلى يونس بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين وهو الذي يزعم أن معبوده على عرشه تحمله ملائكته وان كان هو أقوى منهم كالكراكي تحمله رجلاه وهو أقوى منهما وقد أكفرت الأمة من قال أن الله محمول حمله العرش انتهى (أقول) هذا افتراء لا يقول به ولا غيره من الشيعة لما عرفت من جلالة قدر يونس وشهادة الإمام الرضا عليه السلام بحسن حاله.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 326