الرمادي يوسف بن هارون الكندى الرمادى، أبو عمر: شاعر أندلسى، عالى الطبقة، من مداح المنصور بن أبى عامر. أصله من رمادة (من قرى شلب Silves) ومولده ووفاته بقرطبة. له كتاب (الطير) أجزاء، كله من شعره، عمله فى السجن. قال الفتح ابن خاقان: كان الرمادى معاصرا لأبى الطيب، وكلاهما من كندة، لحقته فاقة وشدة، وشاعت عنه أشعار فى دولة الخليفة وأهلها أوغرت عليه الصدور، فسجنه الخليفة دهرا فاستعطفه فما أصغى إليه، وله فى السجن أشعار رائقة. ومما أغضب الخليفة (الحكم المستنصر) عليه، قوله فيه:
يولى ويعزل من يومه، | فلا ذا يتم ولا ذا يتم! |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 255
الرمادي القرطبي الشاعر اسمه يوسف بن هارون.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
يوسف الرمادي يوسف بن هارون، أبو عمر الكندي الرمادي. كان أحد آبائه من رمادة، وهو موضع بالمغرب. وأبو عمر شاعر قرطبي سريع القول مشهور عند الخاصة والعامة بالمغرب. وكان كثير من أشياخ الأدب بالمغرب يقول: (فتح الشعر بكندة وختم بكندة)، يعنون امرء القيس والرمادي هذا. وامتدح أبا علي القالي بقصيدة أولها:
من حاكم بيني وبين عذولي | الشجو شجوي والغليل غليلي |
في أي جارحة أصون معذبي | سلمت من التعذيب والتنكيل |
إن قلت في بصري فثم مدامعي | أو قلت في كبدي فثم غليلي |
وثلاث شيبات نزلن بمفرقي | فعلمت أن نزولهن رحيلي |
طلعت ثلاثا في نزول ثلاثة | واش ووجه مرقب وثقيل |
فعزلنني عن صبوتي فلئن | ذللت لقد سمعت بذلة المعزول |
روض تعاهده السحاب كأنه | متعاهد من عهد إسماعيل |
قسه إلى الأعراب يعلم أنه | أولى من الأعراب بالتفضيل |
حازت قبائلهم لغات فرقت | فيهم وحاز لغات كل قبيل |
فالشرق خال بعده فكأنما | نزل الخراب بربعه المأهول |
فكأنه شمس بدت في غربنا | وتغيبت عن شرقهم بأفول |
يا سيدي هذا ثنائي لم أقل | زورا ولا عرضت بالتنويل |
من كان يأمل نائلا فأنا امرء | لم أرج غير القرب في تأميلي |
لا الراء تطمع في الوصال ولا أنا | الهجر يجمعنا فنحن سواء |
فإذا خلوت كتبتها في راحتي | وبكيت منتجبا أنا والراء |
أعد لثغة في الراء لو أن واصلا | تسمعها ما أسقط الراء واصل |
ولم أر أحلى من تبسم أعين | غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا |
ولما فشا بالدمع من سر وجدنا | إلى كاشحينا ما القلوب كواتم |
أمرنا بإمساك الدموع جفوننا | ليشجي بما تطوي عذول ولائم |
أبى دمعنا يجري مخافة شامت | فنظمه بين المحاجر ناظم |
وراق الهوى منا جفون كريمة | تبسمن حتى ما تروق المباسم |
رأيت طرفك يوم البين حين همى | ذا الدمع ثغر وتكحيل الجفون لمى |
فاكفف ملامك عني حين ألثمه | فما شككت أني قد رأيت فما |
وإذا بكت عيني تقول تبسمت | إن الدموع لها ثغور عندنا |
متلونين على شواهد حبهم | فالعين تمطرهم بذي ألوان |
ولو أنه ماء لقالوا دمعه | ثغر وجفنا عينه شفتان |
بكى المحبوب لي لما اجتمعنا | وكان هواء فرقته تنسم |
غلطت فما بكى أسفا لبعدي | ولكن ثغر ناظره تبسم |
بمقلة محبوبي دموع تحيرت | دلالا على صب غدا وهو مغرم |
فشبهت عينيه سيوفا وقد غدت | من التيه في أجفانها تبسم |
أيا دمعا به طاب اكتئابي | ولذ لي التعشق والغرام |
لقد حسنت بك اللوعات حتى | كأنك في فم الجفن ابتسام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 29- ص: 0
يوسف بن هارون أبو عمر الكندي المعروف بالرمادي القرطبي شاعر مفلق كان معاصرا لأبي الطيب المتنبي، فكان يقال: فتح الشعر بكندة وختم بكندة، يعنون امرأ القيس والمتنبي والرمادي هذا، وكان مقلا ضيق العيش ونسب إليه بعضهم أشعارا في دولة الخلافة أوغرت صدر الخليفة عليه فسجنه زمانا طويلا، ونظم في السجن عدة قصائد استعطف بها الخليفة فلم يعطف عليه، وكان كلفا بفتى من أبناء النصارى يقال
له نصير وله فيه أشعار حسنة. ولما دخل أبو علي القالي الأندلس لزمه الرمادي وامتدحه بقصيدة، وروى عنه «كتاب النوادر» من تأليفه. وروى الحافظ ابن عبد البر طرفا من شعر الرمادي وأوردها في بعض مصنفاته.
مات أبو عمر الرمادي سنة ثلاث وأربعمائة.
ومن شعره قوله لنصير النصراني الذي تقدم ذكره:
أدر الكأس يا نصير وهات | إن هذا النهار من حسناتي |
بأبي غرة ترى الشخص فيها | في صفاء أصفى من المرآة |
تبصر الناس حولها في ازدحام | كازدحام الحجيج في عرفات |
هاتها يا نصير إنا اجتمعنا | بقلوب في الدين مختلفات |
انما نحن في مجالس لهو | نشرب الراح ثم أنت مواتي |
فإذا ما انقضت ديانة ذا الله | واعتمدنا مواضع الصلوات |
لو مضى الوقت دون راح وقصف | لعددنا هذا من السيئات |
بدر بدا يحمل شمسا بدت | وحدها في الحسن من حده |
تغرب في فيه ولكنها | من بعد ذا تطلع في خده |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 6- ص: 2849
يوسف بن هارون الكندي أبو عمر يعرف بالرمادي
قال الحميدي: أظن أحد أبائه كان من رمادة موضع بالمغرب، شاعر قرطبي كثير الشعر سريع القول مشهور عند العامة والخاصة هنالك لسلوكه في فنون الشعر بكنده وختم بكندة؛ يعنون امرئ القيس والمتنبي ويوسف بن هارون وكانا متعاصرين قال الحميدي: استدللنا على ذلك بمدحه أبا علي إسماعيل بن القاسم عند دخوله الأندلس بالقصيدة التي أنشدها عنه الحاكم أبو بكر مصعب بن عبد الله الأزدي وأولها:
من حاكم بيني وبين عذولي | الشجو شجوى والعويل عويلي |
قفوا تشهدوا بثي وإنكار لائمي | على بكائي في الرسوم الطواسم |
أيأمن أن يغدو حريق بنفسي | وإلا غريقاً في الدموع السواجم |
خذوا رأيه إن كان يتبع كل | من ينوح على ألافه بالملاوم |
فهذا حمام الأيك يبكي هديله | بكائي فليفرغ للوم الحمائم |
وما هي إلا فرقة تبعث الأسى | إذا نزلت بالناس أو بالبهائم |
خلا ناظري من نومه بعد خلوة | متى كان منى النوم ضربة لازم |
قالوا اصطبر وهو شيء لست أعرفه | من ليس يعرف صبراً كيف يصطبر |
أوصى الخلي بأن يغضي الملاحظ عن | عن غر الوجوه ففي إهمالها غرر |
وفاتن الحسن قتال الهوى نظرت | غي إليه فكان الموت والنظر |
ثم انتصرت بعيني وهي قاتلتي | ما تريد بقتلي حين تنتصر |
بإشقة النفس واصلها بشقتها | فإنما أنفس الأعداء تهتجر |
ظلمتني ثم إني جئت معتذراً | يكفيك أني مظلوم معتذر |
خليلي عيني والدموع فعائنا | إلى أن يقتاد الفراق الظعائنا |
فلم أر خلي من تبسم أعين | غداة النوى عن لؤلؤ كان كامنا |
لا تنكروا غرر الدموع فكلما | ينحل من جسمي يصير دموعا |
والعبد قد يعصى وأحلف أنني | ما كنت إلا سامعاً ومطيعا |
قولوا لمن أخذ الفؤاد مسلما | يمنن على برده مصدوعا |
بدر بدا يحمل شمساً بدت | فحدها في الحسن من حده |
تغرب في فيه ولكنها | من بعد ذا تطلع من خده |
صد عني وليس يعلم أني | كنت في كربة ففرج عني |
وتجنى على من غير ذنب | فتجنى على كثير التجني |
حسن ظني قضى علي بهذا | حكم الله لي على حسن ظني |
يولى ويعزل من يومه | فلا ذا يتم ولا ذا يتم |
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1