الملك الناصر يوسف (الناصر) بن محمد (العزيز) بن الظاهر غازي ابن الناصر صلاح الدين يوسف ابن ايوب: آخر ملوك بني أيوب. ولد بقلعة حلب. وولى الملك فيها بعد وفاة والده (سنة 634هـ) وعمره نحو سبع سنين، فقام وزراء أبيه بتدبير مملكته، لايمضون أمرا قبل الرجوع إلى (جدته) الصاحبة (ضيفة خاتون) أخت الملك الكامل، إلى ان توفيت (سنة 640) فجلس يوسف في دار العدل، وامر ونهى، وعمره 13 سنة. وأحبته رعيته. وأضاف إلى دولة (حلب) بلاد الجزيرة وحران والرها والرقة ورأس عين وحمص، ثم دمشق (سنة 648) وأطاعه صاحب الموصل وماردين. وهاجم مصر (في هذه السنة) فدخلها عنوة، بعد قتال، ثم ظهرت عليه طائفة من عسكرها فانهزم إلى الشام، واستقر في دمشق. وصفا له الملك نحو عشرة أعوام، حتى كانت غارة التتر واستيلاؤهم على البلاد، فذهبوا به إلى (هولاكو) في توريز، فأكرمه أول الأمر، ثم قتله، ووكانت للشعراء دولة في أيامه (كما يقول اليافعي) لأنه كان يقول الشعر ويجيز عليه. ويروى له شعر كثير. وهو باني دار الحديث الناصرية بسفح قاسيون (بدمشق) وتسمى البرانية، والناصرية التي في داخل دمشق تسمى الجوانية. وكان جوادا حليما إلى حد الضعف.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 249