المظفر الرسولي يوسف (المظفر) بن عمر (المنصور نور الدلين) بن علي بن رسول التركماني اليمني، شمس الدين: ثاني ملوك الدولة الرسولية في اليمن. وقاعدتها صنعاء. ولد بمكة. وولي بعد مقتل أبيه (سنة 647هـ) بصنعاء. وأحسن صيانة الملك وسياسته. وقامت في أياه فتن وحروب، فخرج منها ظافرا. وكانوا يشبهونه بمعاوية، في حزمه وتدبيره. وطالت مدنه. واستمر إلى ان توفى بقلعة تعز. قال ابن الفرات: (كان جوادا عفيفا عن اموال الرعايا، حسن السيرة فيهم) وهو أول من كسا الكعبة من داخلها وخارجها (سنة 659) بعد انقطاع ورودها من بغداد (655) بسبب دخول المغول بغداد. وبقيت كسوته الداخلية إلى سنة 761 ولايزال على أحد الألواح الرخامية في داخل الكعبة إلى اليوم، النص الآتي: (أمر بتجديد الرخام هذا البيت المعظم، العبد الفقير إلى رحمة ربه وأنعمه، يوسف بن عمر بن علي بن رسول. اللهم أيده بعزيز نصرك واغفر له ذنوبه برحمتك ياكريم يا غفار، بتاريخ سنة ثمانين وستمائة) وكانت له عناية بالأطلاع على كتب الطب والفنون، ومعرفة بالحديث، فصنف (المعتمد في الأدوية المفردة-ط) و (المخترع في فنون الصنع-خ) وجمع لنفسه (أربعين حديثا) كما يقول ابن كثير. وفي انباء الزمن: قال الإمام المطهر بن يحيى، حين بلغه خبر وفاته: مات التبع الأكبر: مات معاوية الزمان، مات من كانت أقلامه تكسر رماحنا وسيوفنا!).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 243