مسلم بن خالد بن فروة
ويقال ابن جرجة المخزومي أبو خالد المكي المعروف بالزنجي لشدة بياضه
روى عن الزهري وابن جريج وهشام بن عروة وطائفة
وعنه الشافعي وأبو نعيم وعبد الله بن وهب وخلق
وثقة ابن معين وغيرها
وقال البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم منكر الحديث
وقال ابن حبان كان من فقهاء أهل الحجاز ومنه تعلم الشافعي الفقه
وإياه كان يجالس قبل أن يلقي مالك بن أنس مات سنة تسع وسبعين وقيل سنة ثمانين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 115
مسلم بن خالد بن قرقرة ويقال ابن جرجة، ويقال ابن سعيد ابن جرجة القرشي المخزومي، مولاهم، أبو خالد المكي، فقيه مكة ومفتيها، المعروف بالزنجى، مولى عبد الله بن سفيان بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم:
روى عن: داود بن أبي هند، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وعمرو بن دينار، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وابن جريج، وجماعة.
روى عنه: سفيان الثورى - فيما قيل - وعبد الله بن مسلمة القعنبى، وعبد الله بن الزبير الحميدى، وعبد الله بن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، والإمام الشافعي محمد ابن إدريس - وبه تفقه بمكة - ويعقوب بن أبي عباد المكي، وجماعة.
روى له: أبو داود، وابن ماجة. قال ابن معين، في رواية عنه: ثقة: وقال في رواية عنه: ليس به بأس. وقال في رواية عنه: ضعيف. وضعفه أبو داود وغيره. وقال النسائي: ليس بالقوى. وقال الساجي: كان كثير الغلط، كان يرى القدر.
قال محمد بن سعد: حدثنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، قال: كان الزنجى بن خالد، فقيها عابدا يصوم الدهر، وكان كثير الغلط في حديثه، وكان في هديه نعم الرجل، ولكنه كان يغلط، وداود العطار أروج في الحديث منه.
وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: كان فقيه أهل مكة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: الزنجى إمام في الفقه والعلم. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، فقال: كان من فقهاء أهل الحجاز، ومنه تعلم الشافعي الفقه، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس، وكان مسلم بن خالد يخطئ أحيانا. انتهى.
وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء له: كان مسلم بن خالد مفتي مكة بعد ابن جريج. انتهى.
وسبقه إلى مثل ذلك الفاكهي، لأنه قال في الترجمة التي ترجم عليها بقوله: «ذكر فقهاء أهل مكة»: ثم هلك ابن جريج، فكان مفتي مكة بعده مسلم بن خالد الزنجى، وسعيد بن سالم القداح. انتهى.
وذكره الفاكهي في عباد مكة، فقال: حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: سمعت أصحابنا المكيين يقولون: كان المثنى بن الصباح، ومسلم بن خالد - وهو حدث - يبتدران المقام بعد صلاة العتمة، فأيهما سبق إليه، كان الآخر خلفه، فلا يزالان يصليان إلى قريب الصبح. وقال الفاكهي أيضا: حدثني أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: حدثني محمد بن أبي عمر، قال: حدثني عمرو بن عمير الوهطى، قال: أقبلت من الطائف وأنا على بغلة لى، فلما كنت بمكة حذو المقبرة، نعست، فرأيت في منأمي وأنا أسير، كأن في المقبرة فسطاطا مضروبا فيه سدرة، فقلت: لمن هذا الفسطاط والسدرة؟ قالوا: لمسلم ابن خالد - وكأنهم الأموات - فقلت لهم: ولم فضل عليكم بهذا؟ قالوا: بكثرة الصلاة. قال: فقلت: فأين ابن جريج؟ قالوا: هيهات، رفع ذلك في عليين، وغفر لمن شهد جنازته. انتهى.
والزنجي: بفتح الزاى وكسرها، على ما قال النووي. واختلف في سبب تلقيبه بذلك، فقيل لشدة سواده، وهذا يروى عن سويد بن سعيد؛ لأن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قلت لسويد بن سعيد: لم سمى الزنجى؟ قال: كان شديد السواد. وقيل سمى بذلك لشدة بياضه، وهذا مروى عن إبراهيم بن إسحاق الحربى، لأنه قال: وإنما سمى الزنجى، لأنه كان أشقر، مثل البصلة.
وعلى هذا، فتكون تسميته بذلك من باب الأضداد. وقيل إنما لقب بالزنجى، لمحبته أكل التمر، وهذا يروى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، لأنه قال: وإنما لقب بالزنجى، لمحبته أكل التمر، قالت له جاريته يوما: ما أنت إلا زنجى لأكل التمر، فبقى عليه هذا اللقب. وقيل إنه لقب لقب به وهو صغير، ذكره ابن سعد، عن بكر بن محمد المكي، لأنه قال: مسلم بن خالد أبيض مشربا حمرة، وإنما الزنجى، لقب لقب به وهو صغير. انتهى.
واختلف في وفاته، فقيل سنة ثمانين ومائة، قاله أحمد بن محمد الأزرقي. وقيل سنة تسع وسبعين، قاله ابن حبان، وحكى القول الأول بصيغة التعريض. وكانت وفاته بمكة على ما ذكر الأزرقي، وبلغ ثمانين سنة على ما ذكر الذهبي.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1