ابن شداد يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي، أبو المحاسن، بهاء الدين ابن شداد: مؤرخ، من كبار القضاة. ولد بالوصل، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ عند أخواله (بني شداد) وشداد جده لأمه، فنسب إليهم وتفقه بالموصل ثم بغداد، وتولى الإعادة بالنظامية نحو أربع سنين. وعاد إلى الموصل، فدرس وصنف بعض كتبه. وسافر إلى حلب، فحدث بها وبدمشق ومصر وغيرها. ولما دخل دمشق، كان السلطان صلاح الدين محاصرا قلعة (كوكب) فدعاه اليه، وولاه قضاء العسكر وبيت المقدس والنظر على أوقافه. واستصحبه معه في بعض غزواته، فدون وقائعه وكثيرا من أخباره. ولما توفى صلاح الدين كان حاضرا. وتوجه إلى حلب لجمع كلمة الألأخوة أولاد صلاح الدين، وتحليف بعضهم لبعض. ثم انصرغ إلى مصر لأستخلاف الملك العزيز (عثمان بن صلاح الدين يوسف) وعرض عليه الظاهر (صاحب حلب) الحكم فيها فأجاب قال السبكي: وكان مدبر أمور الملك فيها. وقال ابن العديم: كانت ولايته قضاء حلب ووقوفها سنة 591 واستمر إلى ان توفى فيها. وهو شيخ المؤرخ ابن خلكان. ومن كتبه (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية-ط) في سيرة السلطان صلاح الدين، (دلائل الأحكام -خ) في الحديث و (ملجا الحكام عند التباس الأحكام-خ) في القضاء و (فضل الجهاد) و (الموجز الباهر) في الفروع، (وكتاب العصا-خ).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 230

ابن شداد القاضي بهاء الدين ابن شداد اسمه يوسف بن رافع بن تميم.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

يوسف القاضي بهاء الدين ابن شداد يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدي، القاضي بهاء الدين بن شداد الشافعي قاضي حلب. توفي أبوه وهو صغير السن فنشأ عند أخواله بني شداد، وكان شداد جده لأمه، وكان القاضي بهاء الدين أولا يكنى أبا العز ثم غير كنيته وجعلها أبا المحاسن. وولد بالموصل في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، وتوفي، رحمه الله، في صفر سنة اثنتين وثلاثين وست مائة، ودفن بحلب في تربة عمرها. وحفظ القرآن بالموصل وقدم عليهم الشيخ صائن الدين يحيى بن سعدون القرطبي فلازمه وقرأ عليه بالسبع وأتقن القراءات، قرأ عليه إحدى عشرة سنة، والحديث والقرآن والتفسير، من ذلك: البخاري، ومسلم من عدة طرق، وكتب الأدب، و(شرح الغريب) لأبي عبيد، وقرأ على الشيخ أبي البركات عبد الله بن الحسين بن الشيزري بعض (تفسير الثعلبي)، وأجاز له جميع ما يرويه، وقرأ على الشيخ أبي الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي خطيب الموصل. وكان مشهورا بالرواية يقصد من الآفاق كثيرا من أجل مروياته، وأجاز له، وقرأ على القاضي فخر الدين أبي الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري (مسند الشافعي)، و(مسند أبي يعلى الموصلي)، و(مسند أبي عوانة)، و(سنن أبي داود)، و(جامع الترمذي)، وأجاز له، وقرأ على الحافظ مجد الدين أبي محمد عبد الله بن علي الأشيري الصنهاجي، وأجاز له جميع ما يرويه، وقرأ على الحافظ سراج الدين أبي بكر محمد بن علي الجياني (صحيح مسلم)، و(الوسيط) للواحدي وأجاز له، وسمع ببغداد من شهدة الكاتبة، وأبي المغيث، والشيخ رضي الدين القزويني مدرس النظامية، وجماعة غيرهم، وقرأ الخلاف على الضياء ابن أبي الحازم صاحب محمد بن يحيى الشهيد، وباحث في الخلاف متفنني أصحابه كالفخر النوفاني، والبردي، والسيف الخواري، والعماد الميانجي، ونزل بالمدرسة النظامية. بعد تأهله وترتب فيها معيدا نحو أربع سنين، والمدرس يوم ذلك أبو نصر أحمد بن عبد الله بن محمد الشاشي، ورفيقه في الإعادة السديد السلماسي. ثم إنه عاد إلى الموصل ورتب مدرسا في مدرسة القاضي كمال الدين أبي الفضل محمد بن الشهرزوري، ولازم الاشتغال وانتفع به الناس. وحج وزار القدس ودخل دمشق، والسلطان صلاح الدين على كوكب يحاصرها، فسمع به فاستحضره، فقابله بالإكرام التام وسمع عليه (أذكار البخاري)، فلما خرج من عنده اتبعه العماد الكاتب وقال له: السلطان يقول لك إذا عدت من الزيارة عرفنا بعودك، فلما عاد عرفه وجمع له عند ذلك كتابا يشتمل على فوائد الجهاد وفضائله وما أعد الله للمجاهدين، ويحتوي على ثلاثين كراسا، فاجتمع به على حصن الأكراد. ثم إن السلطان صلاح الدين ولاه قضاء العسكر والحكم في القدس سنة أربع وثمانين وخمس مائة. وحضر إليه مرة صحبة الشيخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل، والقاضي محيي الدين ابن الشهرزوري وهم بمصر، فاتفق وفاة بهاء الدين الدمشقي مدرس منازل العز بمصر وخطيبها، فعرض ذلك عليه السلطان فلم يفعل، وحضر عنده أيضا وهو على حران وكان مريضا. ثم إن القاضي كان عند السلطان لما مرض بقلعة دمشق ومات رحمه الله تعالى، وتوجه إلى حلب ليجمع كلمة الأخوة أولاد صلاح الدين، وتحليف بعضهم لبعض.ثم جهزه غازي من حلب إلى مصر لتحليف أخيه العزيز عثمان، وعرض عليه الحكم بحلب فلم يوافق، ثم إنه لما عاد من مصر اتفق موت الحاكم بحلب فعرض عليه الحكم فأجاب، وولاه أوقافها، وقيل بل عزل قاضي حلب زين الدين أبا البيان ابن البانياسي نائب محيي الدين ابن الزكي، ثم إن القاضي بهاء الدين كان عند الظاهر في رتبة الوزير والمشير، وكانت حلب إذ ذاك قليلة المدارس والفقهاء، فعني بها القاضي بهاء الدين وجمع الفقهاء وعمرت المدارس، وكان الظاهر قد قرر له إقطاعا جيدا يحصل منه جملة كبيرة، وكان القاضي قليل الخرج لم يولد له ولا له أقارب، فتوفر له شيء كثير فعمر مدرسة بالقرب من باب العرق قبالة مدرسة نور الدين محمود بن زنكي للشافعي سنة إحدى وست مائة، وعمر في جوارها دار حديث، وجعل بين المكانين تربة برسم دفنه فيها، ولها بابان أحدهما إلى المدرسة والآخر إلى دار الحديث، وشباكان إليهما متقابلان، وكان يدرس بنفسه، ولما طعن في السن وضعف رتب أربعة فقهاء فضلاء برسم الإعادة، والجماعة يشتغلون عليه. وكان القاضي بيده حل الأمور وعقدها لم يكن لأحد معه كلام في الدولة، ولما ولي الملك العزيز محمد بن الظاهر غازي، كان تحت حجر الطواشي أبي سعيد طغرل شهاب الدين وهو أتابكه ومتولي تدبيره بإشارة القاضي بهاء الدين. وكان للفقهاء في أيامه حرمة كبيرة ورعاية تامة خصوصا فقهاء مدرسته، كانوا يحضرون مجالس السلطان ويفطرون في شهر رمضان على سماطه. وكان القاضي قد بقي كأنه الفرخ، وكانت تعتريه نزلات كثيرة في دماغه فلا يزال عليه الفرجية البرطاسي والثياب الكثيرة وتحته الطراحة الوثيرة فوق البسط ذوات الخمائل الثخينة.
قال قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان: كنا نجد عنده الحر والكرب وهو لا يشعر به لكثرة استيلاء البرودة عليه من الضعف، وكان لا يخرج لصلاة الجمعة إلا في شدة القيظ، وكان إذا قام للصلاة بعد الجهد كاد يسقط.
وكان كثيرا ما ينشد:

وكثيرا ما يتمثل بقول صردر:
وكان القاضي بهاء الدين قد سلك طريق البغاددة في ترتيبهم وأوضاعهم، حتى إنه كان يلبس ملبوسهم وزيهم، وكان الرؤساء الذين يترددون إلى بابه ينزلون عن دوابهم على قدر أوضاعهم، كل منهم له مكان لا يتعداه.
وكان قبل موته قد تجهز إلى مصر لإحضار ابنة الملك الكامل ابن الملك العادل لأجل الملك العزيز صاحب حلب، فسافر في أول سنة تسع وعشرين وأواخر سنة ثمان وعشرين وست مائة، وعاد وجاء في شهر رمضان سنة تسع وعشرين، ولما وصل كان قد استقل الملك العزيز بنفسه ورفعوا عنه الحجر، ونزل الأتابك طغرل من القلعة إلى داره تحت القلعة، واستولى على الملك العزيز شباب كانوا يعاشرونه ويجالسونه، فاشتغل العزيز بهم ولم ير القاضي منه وجها يرتضيه، فلازم داره إلى أن توفي وهو باق على الحكم والإقطاع، غاية ما في الباب أنه لم يكن له حكم في الدولة ولا كانوا يراجعونه، فصار يفتح بابه لإسماع الحديث كل يوم بين الصلاتين، وخرف آخر الحال بحيث إنه إذا جاءه إنسان لا يعرفه، وإذا قام من عنده يسأل عنه، واستمر على ذلك مديدة، ومرض أياما قلائل، ومات رحمه الله تعالى.
وصنف كتاب (ملجأ الحكام عند التباس الأحكام) في مجلدين، وكتاب (الموجز الباهر) في الفقه، وكتاب (سيرة صلاح الدين).
وجعل داره خانقاه للصوفية.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 29- ص: 0

ابن شداد الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة بقية الأعلام، بهاء الدين، أبو العز، وأبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدي، الحلبي الأصل والدار، الموصلي المولد والمنشأ، الفقيه، الشافعي المقرئ، المشهور: بابن شداد؛ وهو جده لأمه.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
ولازم يحيى بن سعدون القرطبي، فأخذ عنه القراءات والنحو والحديث. وسمع من: حفدة العطاري، وابن ياسر الجياني، وعبد الرحمن بن أحمد الطوسي، وأخيه خطيب الموصل أبي عبد الله، والقاضي سعيد بن عبد الله بن الشهرزوري، ويحيى الثقفي، وطائفة. وارتحل إلى بغداد فسمع من شهدة الكاتبة، وجماعة، وتفقه، وبرع، وتفنن، وصنف، ورأس، وساد.
حدث بمصر، ودمشق، وحلب، حدث عنه: أبو عبد الله الفاسي، والمنذري، والعديمي، وابنه؛ مجد الدين، وأبو حامد ابن الصابوني، وسعد الخير ابن النابلسي، وأخوه، وأبو صادق محمد بن الرشيد، وأبو المعالي الأبرقوهي، وسنقر القضائي، والصاحب محيي الدين ابن النحاس سبطه، وجماعة.
وبالإجازة قاضي القضاة تقي الدين سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازي.
قال عمر بن الحاجب: كان ثقة، حجة، عارفا بأمور الدين، اشتهر اسمه، وسار ذكره، وكان صلاح وعبادة، كان في زمانه كالقاضي أبي يوسف في زمانه، دبر أمور الملك بحلب، واجتمعت الألسن على مدحه، أنشأ دار حديث بحلب، وصنف كتاب ’’دلائل الأحكام’’ في أربع مجلدات.
وقال ابن خلكان: انحدر ابن شداد، إلى بغداد، وأعاد بها، ثم مضى إلى الموصل، فدرس بالكمالية، وانتفع به جماعة، ثم حج سنة 583، وزار الشام، فاستحضره السلطان صلاح الدين وأكرمه، وسأله عن جزء حديث ليسمع منه، فأخرج له ’’جزءا’’ فيه أذكار من البخاري، فقرأه عليه بنفسه، ثم جمع كتابا مجلدا في فضائل الجهاد وقدمه له ولازمه فولاه قضاء العسكر، ثم خدم بعده ولده الملك الظاهر غازيا، فولاه قضاء مملكته ونظر الأوقاف سنة نيف وتسعين. ولم يرزق ابنا، ولا كان له أقارب، واتفق أن الملك الظاهر أقطعه إقطاعا يحصل له منه جملة كثيرة، فتصمد له مال كثير فعمر منه مدرسة سنة إحدى وست مائة ودار حديث وتربة. قصده الطلبة واشتغلوا عليه للعلم وللدنيا، وصار المشار إليه في تدبير الدولة بحلب، إلى أن استولت عليه البرودات والضعف، فكان يتمثل:

قال الأبرقوهي: قدم مصر رسولا غير مرة، آخرها القدمة التي سمعت منه فيها.
قال ابن خلكان: كان يكنى أولا بأبي العز، ثم غيرها بأبي المحاسن. قال: وقال في بعض تواليفه: أول من أخذت عنه شيخي صائن الدين القرطبي، لازمت القراءة عليه إحدى عشرة سنة، وقرأت عليه معظم ما رواه من كتب القراءات والحديث وشروحه والتفسير. ومن شيوخي: سراج الدين الجياني؛ قرأت عليه ’’صحيح مسلم’’ كله، و’’الوسيط’’ للواحدي سنة تسع وخمسين بالموصل. ومنهم فخر الدين أبو الرضا ابن الشهرزوري سمعت عليه ’’مسند أبي عوانة’’ و’’مسند أبي داود’’، و’’مسند الشافعي’’، و’’جامع الترمذي’’... إلى أن قال ابن خلكان: أخذت عنه كثيرا، وكتب إليه صاحب إربل في حقي وحق أخي، فتفضل وتلقانا بالقبول والإكرام ولم يكن لأحد معه كلام، ولا يعمل الطواشي طغريل شيئا إلا بمشورته. وكان للفقهاء به حرمة تامة... إلى أن قال: أثر الهرم فيه، إلى أن صار كالفرخ. وكان يسلك طريق البغاددة في أوضاعهم، ويلبس زيهم، والرؤساء ينزلون عن دوابهم إليه. وقد سار إلى مصر لإحضار بنت السلطان الكامل إلى زوجها الملك العزيز، ثم استقل العزيز بنفسه، فلازم القاضي بيته، وأسمع الحديث إلى أن مات وهو على القضاء. قال: وظهر عليه الخوف، وعاد لا يعرف من كان يعرفه، ويسأله عن اسمه ومن هو، ثم تمرض ومات يوم الأربعاء، رابع عشر صفر، سنة اثنتين وثلاثين وست مائة، وله ثلاث وتسعون سنة.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 16- ص: 275

يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدي الحلبي قاضي القضاة بحلب بهاء الدين أبو المحاسن ابن شداد
وابن شداد جده لأمه فنسب إليه
ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بالموصل وحفظ القرآن ولزم يحيى بن سعدون القرطبي فقرأ عليه القرآن والعربية وسمع منه ومن محمد ابن أسعد حفدة العطاري صاحب البغوي ومن ابن ياسر الجياني وأبي الفضل خطيب الموصل وأخيه عبد الرحمن بن أحمد والقاضي أبي الرضا سعيد بن عبد الله الشهرزوري وأبي البركات عبد الله بن الخضر الشيرجي الفقيه ويحيى الثقفي وببغداد من شهدة الكاتبة وأبي الخير القزويني وجماعة وحدث بدمشق ومصر وحلب
روى عنه أبو عبد الله الفاسي المقرئ والحافظ المنذري وكمال الدين ابن العديم وابنه مجد الدين وجمال الدين ابن الصابوني والشهابان القوصي والأبرقوهي وسنقر القضائي وجماعة
وكان إماما فاضلا ثقة عارفا بالدين والدنيا رئيسا مشارا إليه متعبدا متزهدا نافذ الكلمة وكان يشبه بالقاضي أبي يوسف في زمانه
دبر أمور الملك بحلب واجتمعت الألسن على مدحه والقلوب على حبه لمكارمه وأفضاله ونفعه الطلبة في العلم والدنيا
وله المصنفات الكثيرة منها كتاب ملجأ الحكام عند التباس الأحكام وكتاب دلائل الأحكام وكتاب الموجز الباهر في الفقه وكتاب سيرة السلطان صلاح الدين وكتاب فضائل الجهاد صنفه للسلطان صلاح الدين
وكان من بدء سعادته أنه حج وورد إلى الشام فاستحضره السلطان صلاح الدين وأكرمه وسأله عن جزء حديث ليسمع منه فأخرج له جزءا فقرأه عليه بنفسه ثم جمع كتابه في فضائل الجهاد وقدمه للسلطان ولازمه فولاه قضاء العسكر وقضاء القدس وهو أول قاض ولي القدس بعد فتوح صلاح الدين وكان حاضرا موت صلاح الدين وخدم بعده ولده الملك الظاهر فولاه قضاء مملكته ونظر أوقافها سنة نيف وتسعين وكان القاضي بهاء الدين لا ولد له ولا قرابة وزاد إقبال الملك الظاهر عليه وأقطعه الإقطاعات الهائلة وكان ينعم عليه بعد ذلك بالأموال الجزيلة فتكاثرت أمواله فعمر بحلب مدرسة ثم دار حديث ثم أنشأ بينهما تربة وصار يكثر الأفضال على طلبة العلم والطلبة تقصده من البلاد لثلاث اجتمعن فيه العلم والمال والجاه وهو
لا يبخل بشيء منها وطعن في السن واستولت عليه البرودات والضعف فكان يتمثل بقول الشاعر

وقدم مصر رسولا غير مرة
وقد أطال ابن خلكان في ترجمته وقال إنه توفي بحلب يوم الأربعاء رابع عشر صفر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة ودفن بتربته
قيد ابن شداد في كتاب دلائل الأحكام قول الأصحاب إن السلطان أولى بالإمامة من صاحب المنزل وإمام المسجد بالجمعات والأعياد لتعلق هذه الأمور بالسلاطين قال وأما بقية الصلوات فأعلمهم أولى بالإمامة إلا أن تجمع الخصال المذكورة في الإمام فيكون حينئذ أولى ولعله أخذه من كلام الخطابي

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 360

وقاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم الأسدي الحلبي لشافعي ابن شداد

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 196

يوسف بن رافع -قاضي القضاة بحلب- بهاء الدين بن شداد الحلبي
ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، سمع وحدث وأعاد بالنظامية، ودبَّر أمور الملك بحلب، وكان يشبه بالقاضي أبي يوسف في زمانه من نفاذ الكلمة وسعة المال، وقد بنى بحلب مدرسة ودار حديث واشتغل بالعلم بالموصل وحلب ومصر وغيرها، روى عنه المنذرى وابن موهى، وأجاز لقاضي القضاة تقى الدين سليمان الحنفى، صنف في ’’فضائل الجهاد’’، ’’ودلائل الأحكام’’ جزءان، و’’الموجز الباهر في الفقه’’، و’’ملجأ الحكام في الأقضية’’ جزءان، و’’سيرة صلاح الدين’’، وأخذ عنه القاضي شمس الدين بن خلكان.
ومن شعره:-

مات سنة اثنين وثلاثين وستمائة، وحكى ابن خلكان عنه حكاية البلادر، أنَّ خمسة أكلوه فجنُّوا وأن أحدهم عاد مكشوف العورة عُرياناً وعليه بقيا كثير، وعد به فاجتمع الفقهاء يسألونه كيف الحال فقال لا شيء، إلا أن الأصحاب شربوا البلادر فجنوا، وأما أنا فلم يصبنى شيء وهو مصمم وهم يضحكون عليه.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1