المولى يوسف يوسف بن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى العلوى، أبو المحاسن: من سلاطين الدولة العلوية فى المغرب الأقصى. ولد بمكناس، وبويع له بالسلطنة وهو فى رباط الفتح، بعد نزول أخيه السلطان عبد الحفيظ عن العرش (سنة 1330هـ-1912م) فنقل البلاط السلطانى من فاس إلى الرباط. ثم جاءته بيعة مكناس وفاس. وكان قد ثار فى أطراف مراكش ثائر دعا إلى الجهاد وإنقاذ البلاد، اسمه (أحمد الهيبة ابن الشيخ ماء العينين) فحاصر مراكش ودخلها عنوة، بعد بيعة المولى يوسف بأربعة أيام، وبويع فيها سلطانا للمغرب الأقصى، فأرسلت الحكومة الفرنسية جيشا قاتله وأزال سلطنته، ففر؛ واطمأن يوسف على عرشه. ونزع الفرنسيون جلائل الأعمال من أيدى أصحاب البلاد، تنفيذا لمعاهدة عقدوها من قبل، مع سلفه عبد الحفيظ، فأزيلت وزارة البحر والخارجية (لآن المقيم العام الفرنسى صار وزير الخارجية والحربية للسلطان) وتولى إدارة (المالية) موظفون فرنسيون. وفى أيامه كانت ثورة المجاهد الأمير (محمد بن عبد الكريم) زعيم الريف الذى صمد لقتال الدولة الإسبانية ثم الفرنسية، أكثر من ثلاثة أعوام. وعنى المولى يوسف بإصلاح بعض المدراس والمساجد، وأنشأ المستشفى المعروف اليوم باسمه، وزار باريس (سنة 1926) وهو أول سلطان مراكشى زار فرنسة. وأمر المؤرخ ابن زيدان بتدوين ما قيل فيه من المدائح، فجمع ديوان (اليمن الوافر الوفى، بمديح الجناب اليوسفى -ط) مجلدان. واستمر إلى أن توفى بفاس. وهو والد السلطان محمد بن يوسف سلطان المغرب الآن.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 226