يوسف بن تاشفين يوسف بن تاشفين بن إبراهيم، المصالى الصنهاجى اللمتونى الحميرى، أبو يعقوب، أمير المسلمين، وملك الملثمين: سلطان المغرب الأقصى، وبانى مدينة مراكش، وأول من دعى بأمير المسلمين. ولد فى صحراء المغرب. وولاه ابن عمه أبو بكر ابن عمر اللمتونى إمارة البربر، وبايعه أشياخ المرابطين. وجال جولة فى المغرب بجيش كبير، فقوى أمره، واستولى على مدينة فاس. وغزا الأندلس، فصالحه ملوكها على الطاعة له. واستخلفه أبو بكر بن عمر على المغرب (سنة 463هـ) فاستقل به. وبنى مدينة مراكش سنة 465 وكتب إليه المعتمد ابن عباد (سنة 475) من إشيبلية، يستنجده على قتال الفرنج، فزحف بمجموعة، فكانت وقعة (الزلاقة) المشهورة التى انكسر فيها جيش الفرنج الزاحف من طليطلة، كسرة شديدة (سنة 479) وبايعه بعد انتهاء الوقعة، من شهدها معه من ملوك الأندلس وأمرائها، وكانوا ثلاثة عشر ملكا، فسلموا عليه بأمير المسلمين، وكان يدعى بالأمير. وضرب السكة من يومئذ وجددها، ونقش ديناره (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتحت ذلك (أمير المسلمين يوسف بن تاشفين) وكتب فى الدائرة: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين) وكتب فى الصفحة الأخرى: (الأمير عبد الله أمير المؤمنين العباسى) وفى الدائرة تاريخ ضرب الدينار وموضع سكة. وعاد إلى مراكش، وهو على اتصال بإشيبلية وغيرها. ثم لم يلبث أن سير الجيوش إلى الأندلس. ودخل غرناطة (فى السنة نفسها) وفيها آخر الصنهاجيين (عبد الله بن بلكين) فامتلكها وأخذ ابن بلكين معه إلى مراكش. واستولى قائد جيشه (شير بن أبى بكر) على مرسية وشاطبة ودانية ثم بلنسية وإشبيلية وبطليوس؛ فتم له ملك الجزيرة كلها، وشمل سلطانه المغربين الأقصى والأوسط وجزيرة الأندلس. وتوفى بمراكش. وكان حازما، ضابطا لمصالح مملكته، ماضى العزيمة، معتدل القامة، أسمر اللون، نحيف الجسم، خفيف العارضين، دقيق الصوت؛ يخطب لبنى العباس.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 222