يوسف بن يحيى بن عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن عبد الواحد ابن الحنبلي الأنصاري، الشيخ شمس الدين أبو المحاسن ناظر المدرسة الصاحبة ودار الحديث العالمة. حضر على والده وسمع منه ومن أبي الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وابن أخته عبد الرحيم بن عبد الملك، وأحمد بن شيبان، وابن البخاري، وعبد العزيز بن عساكر، وابن العسقلاني، وابن الزين، وغيرهم وحدث.
سمع منه البرزالي وذكره في ’’معجمه’’ فقال: وهو من بيت معروف بالعلم والصلاح والرواية، وفيه عقل وسكينة، وله اشتغال وفضيلة، انتهى كلامه. ودرس بالصاحبة والعالمة، وخرج له مشيخة.
مولده في صفر سنة خمس وستين وست مئة، وتوفي في ليلة الجمعة السادس والعشرين من شعبان سنة إحدى وخمسين وسبع مئة وصلي عليه عقيب الجمعة بالجامع المظفري، ودفن على والده بتربة جده غربي جامع الأفرم بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.
سمعت عليه أحاديث من مشيخته تخريج ابن سعد، و ’’جزء الأنصاري’’ بسماعه من والده حضورا، ومن ابن أبي عمر، وابن البخاري، وابن شيبان سماعا بسماعهم من ابن طبرزد، وبسماعهم أيضا خلا والده من الكندي، بسماعهما من القاضي أبي بكر، بسماعه من البرمكي، بسماعه من ابن ماسي، بسماعه من الكجي عن الأنصاري.
أخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو المحاسن يوسف بن يحيى ابن الشيخ الإمام ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب ابن الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا والدي الشيخ الإمام العالم سيف الدين أبو زكريا يحيى ابن الشيخ الإمام العلامة ناصح الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الشيخ الإمام نجم الدين نجم ابن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام الكبير أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن يعيش بن عبد العزيز الأنصاري، المعروف بابن الحنبلي قراءة عليه وأنا حاضر في الثانية في منتصف شعبان سنة ست وستين وست مئة، ومرة أخرى سماعا في تاسع شعبان سنة إحدى وسبعين وست مئة، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد ابن الأكفاني، قال: أخبرنا الشيخان أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي، وأبو عبد الله محمد بن عقيل بن بندار الكريدي، قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن أبي الحديد، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر القاضي في سنة سبع وعشرين وثلاث مئة، قال: حدثنا يوسف بن سعيد، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد الحميد بن جبير، أنه سمع محمد بن عباد بن جعفر، أنه سأل جابر بن عبد الله الأنصاري وهو يطوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن صيام يوم الجمعة؟ قال: نعم، ورب هذا البيت.
أخرجه البخاري عن أبي عاصم، عن ابن جريج، به. وأخرجه مسلم عن يوسف بن سعيد بن مسلم، به، فوقع لنا موافقة عالية لمسلم وبدلا عاليا للبخاري ولله الحمد والمنة.
وبه إلى ابن زبر، قال: حدثنا يوسف، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن شعيب، أن عمرو بن الشريد أخبره، أن الشريد باع جار له أرضا فخاصم الشريد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ’’يا شريد أنت أحق بسقبك، الجار أحق بسقبه’’، فقضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم للشريد.
أخرجه النسائي في البيوع وفي الشروط عن إسحاق بن إبراهيم، عن عيسى بن يونس، عن حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، به، فوقع لنا عاليا.
وأخبرنا الشيخ شمس الدين ابن الحنبلي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا والدي أبو زكريا يحيى ابن الحنبلي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة بن الخضر السلمي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي، قال: أخبرنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي، قال: حدثنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا، قال: حدثنا يونس وحده إملاء، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، أن عثمان بن عفان خرج يوما فصلى الصلاة ثم جلس على المنبر، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن هاهنا امرأة أخالها قد جاءت بشيء، ولدت في ستة أشهر فما ترون فيها، فناداه ابن عباس فقال: إن الله تعالى قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} فأقل الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان ولم يرجمها.
أبو عبيد اسمه سعد بن عبيد القرشي المديني مولى عبد الرحمن بن أزهر، وهو ينسب إلى عبد الرحمن بن عوف أيضا لأنهما ابنا عم، سمع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم. روى عنه الزهري وسعيد بن خالد المدني، ذكره الحاكم في كتابه ’’الكنى’’.
وبه إلى الحنائي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الحسن، قال: أخبرنا سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت قاسما الجوعي يقول: سمعت مسلم بن زياد يقول: من سالم الناس سلم، ومن سالم الناس نجح، ومن طلب الفضل في غير أهله ندم.
وبه إلى الحنائي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان بن الحكم بن أبي الحديد قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو السوسي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي قلابة، قال: أتى رجلان السوق، فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي تعال حتى ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله أن يغفر لنا، ففعلا، فقضي لأحدهما أنه مات قبل صاحبه، فأتاه في المنام فقال: يا أخي شعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 519