محمد بن أبي عمرو محمد بن محمد، وبقية نسبه تقدمت في ترجمة أخيه قبله، الربعي اليعمري الأندلسي الأصل القاهري المولد والدار والوفاة، زين الدين أبو القاسم المالكي. سمع من عبد العزيز الحراني، وابن خطيب المزة، وأبي بكر ابن الأنماطي وغيرهم، وحدث وتفقه وأعاد بالمدرسة الأشرفية ودرس بالجامع الصالحي، وكان ساكنا متوددا....
سمعت عليه حضورا في الرابعة من ’’سنن أبي داود’’ الجزء الأول والثالث، ومن أول الجزء الرابع إلى قوله: الصلاة على الحصير، ومن أول الجزء السادس إلى آخر الجزء التاسع والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والخامس عشر بسماعه من ابن خطيب المزة، بسماعه من ابن طبرزد بسنده في سنة إحدى وثلاثين وسبع مئة بالخانقاه الشرابشية بالقاهرة.
أخبرنا الشيخ زين الدين أبو القاسم محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله ابن سيد الناس اليعمري قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى ابن خطيب المزة قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر ابن طبرزد قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الفتح مفلح بن أحمد بن محمد الدومي قراءة عليه، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة بقراءتي عليه في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، قال: أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ومعه من يستره من الناس، فقيل لعبد الله: أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة؟ قال: لا.
أخرجه البخاري في الحج عن مسدد، فوقع لنا موافقة. وأخرجه النسائي عن إبراهيم بن يعقوب، عن يحيى بن يعلى بن الحارث، عن أبيه، عن غيلان بن جامع، عن إسماعيل بن أبي خالد، به. فوقع لنا عاليا بدرجتين.
وبه إلى أبي داود، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله إني وهبت نفسي لك، فقامت قياما طويلا، فقال رجل: يا رسول الله زوجنيها إن لم يكن لك بها حاجة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’هل عندك من شيء تصدقها إياه؟’’ قال: ما عندي إلا إزاري هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’إنك إن أعطيتها إزارك جلست لا إزار لك، فالتمس شيئا’’ قال: لا أجد قال: ’’فالتمس ولو خاتما من حديد’’ فالتمس فلم يجد شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’هل معك من القرآن شيء’’ قال: نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’قد زوجتكها بما معك من القرآن’’.
أخرجه البخاري في الوكالة وفي النكاح وفي التوحيد عن عبد الله بن يوسف. وأخرجه الترمذي في النكاح عن الحسن بن علي عن إسحاق بن عيسى وعبد الله بن نافع. وأخرجه النسائي فيه وفي فضائل القرآن عن عون بن عبد الله، عن معن؛ أربعتهم عن مالك، به. فوقع لنا موافقة للبخاري، وعاليا للترمذي والنسائي.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 454