القفطي يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني التيمي القفطي، أبو الفضائل، القاضي الأشرف: وزير، من مقدمي الكتاب والمنشئين. ولد وتعلم بقفط (في الديار المصرية) وخرج (سنة 572) لفتنة قامت فيها. فتولى النظر في عدة جهات، وناب عن (القاضي الفاضل) في كتبة الإنشاء بحضرة السلطان صلاح الدين. ثم ذهب إلى حران، فاستوزره بها الملك الأشرف موسى بن العادل. وحج، ودخل اليمن، فاستوزره (أتابك سنقر) سنة 602 ثم ترك الخدمة، وانقطع بذى جبلة إلى أن مات. وهو والد القاضي الأكرم (علي بن يوسف) القفطي، المؤرخ صاحب التآليف.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 212

يوسف أبو الفضائل الشيباني القفطي يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد القاضي الأشرف، أبو الفضائل الشيباني التميمي القفطي، والد العزيز القاضي الأكرم أبي الحسن علي بن يوسف وأخيه القاضي المؤيد أبي إسحاق إبراهيم. وقد تقدم ذكرهما في مكانيهما. ولد القاضي الأشرف في غرة سنة ثمان وأربعين بقفط، وتوفي، رحمه الله، في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وستمائة بذي جبلة -بكسر الجيم وسكون الباء ثانية الحروف- مدينة في بلاد اليمن.
وكان الأشرف قد خرج من قفط سنة اثنتين وسبعين وخمس مائة في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه وكان من بني عبد القوي الداعي للدين، ادعى أنه داود بن العاضد، فأنفذ السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه الملك العادل أبا بكر فقتل من أهل قفط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرهم بظاهر قفط بعمائمهم وطيالستهم. وخدم الأشرف في عدة خدم سلطانية منها بالصعيد ثم نظر بلبيس ونواحيها ثم نظر القدس ونواحيه، وناب عن الفاضل في كتابة الإنشاء بحضرة السلطان صلاح الدين، ثم إنه استوحش من العادل ووزيره ابن شكر فقدم حران فاستوزره الملك الأشرف موسى ابن العادل، ثم إنه سأله الإذن في الحج فأذن له وجهزه أحسن جهاز على أن يحج ويعود، فلقا حصل بمكة امتنع من العود ودخل اليمن، فاستوزره أتابك سنقر سنة اثنتين وستمائة، ثم ترك الخدمة وانقطع بذي جبلة ورزقه دار عليه إلى أن توفي رحمه الله في التاريخ المذكور أولا. وكان أديبا فاضلا مليح الخط محبا للعلم والكتب واقتنائها، ذا دين متين وكرم وعربية.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 29- ص: 0