التصنيفات

محمد بن أبي بكر بن القاسم الشيخ العالم الزاهد المتكلم شيخ الشيعة ومتكلم القوم شمس الدين أبو عبد الله الهمذاني ثم الدمشقي السكاكيني خطيب جسرين مرة ثم إمام السامرية، كان صديقا لوالدي، وكان مطبوعا متوددا، حلو المجالسة، فصيحا قوي المشاركة في الأدب والاعتزال والبدعة عارفا بفقه الإمامية، من أذكياء الرجال، وكان يترضى عن الشيخين وينصف، وما حفظ عنه سب معين، وله أشياء حسنة، ولكن التقية شعاره، فالله أعلم بسريرته، وحدثني عنه من عاده في مرضه فوجده يتسنن ويتبرأ من الرفض، فقال له ابنه: ما على هذا ديننا؟ أو نحو هذا القول، فأظنه انتفع بذكائه إن شاء الله تعالى، فإنه قرأ البخاري وقد أخذه معه أمير المدينة منصور الحسيني وأكرمه فجاور عنده أعواما وخفف من بدعته بحيث أنه عزر إنسانا على دابة لكونه سب أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
مولده في سنة خمس وثلاثين وست مائة بسفح قاسيون.
وكان أبوه من أهل السنة، واسمه أبو بكر، فقيل لهذا أنت اسم أبيك أبو بكر، وكان من أصحاب الزاهد عمر الدينوري، فمن أين جاءك المذهب؟ فقال: مات أبي، وأنا صبي، فقعدت في الصنعة عند شيخين يتشيعان.
قلت: ظهر له في أواخر عمره السماع الكبير من ابن علان، والرشيد العراقي، وابن سعد، وجماعة.
ولما رجع من المدينة سنة سبعة عشرة وسبع مائة، سمع منه الجماعة، وأنشدهم قصيدة له في مدح الصحابة.
مات في صفر سنة إحدى وعشرين وسبع مائة.
أخبرنا محمد بن أبي بكر، أنا إسماعيل العراقي، أنا السلفي، كتابة، أنا جعفر بن أحمد السراج، أنا أبو بكر بن علي الحافظ، نا أبو العلاء محمد بن الحسن الوراق، نا أحمد بن كامل القاضي، حدثني علي بن الحسين النجار، نا الصغاني، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: رأيت صبيا ابن أربع سنين، وقد حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأى، غير أنه إذا جاع بكى.

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 318