يغمراسن بن زيان يغمراس بن زياد بن ثابت بن محمد العبد الوادي، أمير المسلمين، أبو يحيى: أول من استقل بتلمسان من سلاطين (بني عبد الواد). بويع يوم مقتل أخيه (زيدان ابن زياد) سنة 633هـ ، وكانت الدعوة في تلمسان لبني عبد المؤمن، وقد ضعف أمرهم وثار عليهم صاحب إفريقية (أبو زكريا الحفصي) ووصل بجيشه إلى تلمسان، فخرج منها يغمراسن بأهله وماله إلى الصحراء، وأرسل إليه الحفصي يدعوه، فلم يجب. وانتهى الأمر بينهما بالصلح. وعاد الحفصي إلى إفريقية، ويغمراسن إلى تلمسان. وأقبل (السعيد المؤمني) من مراكش (سنة 646) يريد حرب الحفصي بإفريقية، فلما اقترب من تلمسان أفرج له يغمراسن عنها، منحازا إلى جبل قريب منها؛ رغبة في السلم؛ فقصده السعيد، فاقتتلا فقتل السعيد، وظفر يغمراسن بما معه من ذخائر الدولة المؤمنية (كالمصحف العثماني) و (العقد اليتيم) وما كان لجيشه من متاع ومال، وكان ذلك بدء استقلال بني عبد الواد في تلمسان وأغادير وتلك الأنحاء. وهو أول من خلط زي البداوة بأبهة الملك، في تلك الدولة. وكان شجاعا فاضلا حليما متواضعا، يكثر من مجالسه العلماء والصالحين. وصاهر بني حفص أصحاب تونس فزوج ابنه (عثمان) بابنة إبراهيم بن عبد الواحد الحفصي، وخرج للقائها بمليانة (Milyana) وبينما هو عائد أدركته الوفاة في وادي شلف (Oued Chelif) وحملالى تلمسان فدفن فيها. ومدة إمارته 44 سنة وخمسة أشهر و12 يوما. وكان اسلافه يقولون بأنهم من الأشراف، فشئل عن رأيه في صحة هذا النسب فقال: (إن كان المراد شرف الدنيا فهو ما نحن فيه، وإن كان القصد شرف الأخرى فهو عند الله!).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 206