محمد بن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى الفقيه المقرئ المجود النحوي أبو القاسم الحضرمي السبتي قدم سنة تسع عشرة وسبع مائة، فسمع من المطعم، وابن الشيرازي، وجماعة، وقد سمع ببلده من جماعة.
ومولده في سنة بضع وسبعين وست مائة.
علقت عنه أشياء من التواريخ، وقد دخل إلى اليمن، وأقرأ به القراءات، وسافر عن مصر سنة إحدى وعشرين وسبع مائة على بلاد التكرور إلى المغرب.
أنشدنا محمد بن أحمد الحضرمي، أنشدنا أبو الحكم مالك بن المرحل لنفسه:
يا راحلين ولي في قربهم أمل | لو أعنت الحاليان القول والعمل |
سرتم فكان اشتياقي بعدكم مثلا | من دونه السائران الشعر والمثل |
قد ذقت وصلكم دهرا فلا وأبي | ما طاب لي الأسمران الخمر والعسل |
وقد هرمت أسى في حبكم وجوى | وشب مني اثنتان الحرص والأمل |
غدرتم أو مللتم يا ذوي ثقتي | لا بئست الخلتان الغدر والملل |
عطفا علينا ولا تبغوا بنا بدلا | فما استوى التابعان العطف والبدل |
قالوا كبرت ولم تبرح كذا غزلا | أودى بك الفاضحان الشيب والغزل |
لم أنس يوم تدانو للرحيل ضحى | وقرب المركبان الطرف والجمل |
وأشرقت بهواديهم هوادجهم | ولاحت الزينتان الحلي والحلل |
كم عفروا بين أيدي العيس من بطل | أذابه المضنيان الغنج والكحل |
دارت عليهم كئوس الحب مترعة | وإنما المسكران الراح والمقل |
وآخرون اشتفوا منهم بضمهم | يا حبذا الشافيان الضم والقبل |
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 154