التصنيفات

فاطمة بنت الناصح عبد الرحمن بن محمد بن عياش الصالحية روت بالإجازة عن ابن القبيطي، وأبي تمام بن أبي الفخار.
وكانت خيرة صالحة، ماتت في رمضان سنة ست عشرة وسبع مائة، وقد نيفت على الثمانين.
أخبرتنا فاطمة بنت عياش سنة ست وسبع مائة، أنبأنا عبد اللطيف بن نعمة، سنة تسع وثلاثين وست مائة، أنا أبو الفتح بن البطي.
وقرأت على أبي الفهم السلمي، أخبركم ابن قدامة.
وقرأت على سعد الحلبي، أخبركم عبد اللطيف بن يوسف، قالوا: أنا ابن البطي، أنا محمد بن أبي نصر الحافظ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد القارئ، أنا محمد بن أحمد الإخميمي، نا إسماعيل بن داود بن وردان، نا هارون بن سعيد الأيلي، نا ابن وهب، أنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة تقول: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى، قالت: كانت ليلتي أتقلب فوضع نعليه عند رجليه، ووضع رداءه، وبسط طرف إزاره على فراشه، ولم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا، وأخذ رداءه رويدا، ثم فتح الباب رويدا، فخرج وأجافه رويدا، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في إثره حتى أتى البقيع فرفع يده ثلاث مرات فأطال القيام ثم انحرف، وانحرفت ثم أسرع وأسرعت فهرول وهرولت وأحصر وأحصرت، وسبقته ودخلت فليس إلا أن انضجعت فدخل فقال: «ما لك يا عائشة حشياء» قلت: لا شيء، قال: «لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير».
قلت: بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر، قال: «فأنت السواد التي رأيته أمامي؟».
قلت: نعم، فلهزني في صدري أوجعني وقال: «أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟» قالت: فمهما تكتم الناس فقد علمه الله تعالى، قال: «نعم، فإن جبريل أتاني حين رأيت، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ببابك فناداني واختفى منك فأخفيته منك، وظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، أمرني أن آتي أهل البقيع فاستغفر لهم».
قالت: فكيف أقول يا رسول الله؟ قال: ’’ قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ’’.
هذا حديث صحيح غريب من حديث ابن جريج، وقد رواه حجاج الأعور، عنه فقال عن عبد الله رجل من قريش ولم ينسبه، وشذ يوسف بن سعد بن مسلم عن حجاج فقال: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة.
أخرجه مسلم، عن هارون فوافقناه

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 109