عمر بن محمد بن نصر الله بن عمر أبو حفص الكفربطناني الفاكهي الخشاب فيه دين وأمانة وهو مقبول عند الحكم، سمع من الإمام شمس الدين بن قدامة والدينوري، خطيب كفربطنا، وابن مشرف جماعة، مولده في سنة خمس وسبعين وست مائة ظنا.
حدثني عمر بن محمد المعلم، قال: أفطر معنا في سنة تسع وسبع مائة شيخ نجار، وحلف لنا بالله أنه عاين هذه الواقعة بحضرة الحجرة
النبوية، قال: كان معنا في الركب الأسد الميداني رئيس الإمامية، أنا أعرفه، وزرت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته برا الدرابزين، فقلت: ما لك لا تدخل؟ فقال: من أين أدخل؟ فقلت: سبحان الله! قال: والله ما أجد بابا، فأخذت بيده ودخلت به، فانجذب مني، وقال: يا أخي إيش، يسخط بي، أأدخل معك في الحائط! فزاد تعجبي منه، وتحيرت ثم ذكرت رفضه فقلت: يا هذا والله، لسبك أبي بكر، فتب إلى الله، قال: فبكى وتاب إلى الله في الحال، ثم جاء فدخل إلى عند النبي صلى الله عليه وسلم فلقد انتحب بالبكاء وبالغ في التضرع وعمل ما لا يوصف، وترك الرفض من يومئذ، إن شاء الله.
توفي في يوم الثلاثاء من شوال سنة أربع وأربعين وسبع مائة.
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 79