التصنيفات

عمر بن عبد العزيز الأديب البارع أبو حفص المغربي الآسفي الشاعر له نظم رائق وهجو مقذع، سمع من شعره، ولم أعلقه، وكان في سن الكهول في سنة أربع عشرة وسبع مائة.
سمعت عمر بن سعيد بكفر بطنا يقول: عاين قوم الغرق فقام رجل فقال: يا قوم توبوا إلى الله، فإن هلكنا لقينا الله على توبة، ولعلنا نسلم بالتوبة، فتابوا وبقي منهم رجل لم يتب فألحقوا عليه، فلم يسمح بتوبته، قالوا له: فتب من بعض الأشياء، فقال: إني تائب من أكل لحم الأفيلة فزبروه وعنفوه، ثم إنهم غرقوا، فسلم هو على لوح، ثم إنه لقي ثلاثة قد نجوا إلى البر فبقوا أياما لا يجدوا طعاما، وعاينوا التلف فوجدوا حيوانا فتأملوه فإذا هو فرخ فيل فذبحوه وشووا من لحمه، فامتنع الرجل من أكله، وقال: قد عاهدت الله، فأنا أموت ولا آكله، وشبع أولئك وناموا، ولم ينم هو من الجوع، فجاءت في الليل أم ذلك الفرخ فجعلت تشم فكل من وجدت منه ريح لحم ولدها قتلته تحت قوائمها وشمت ذاك فلم تر ريحا فلفته بزلومها وألقته على ظهرها وهرولت به، فلما أصبح وضعته على الطريق ومر الناس به ونجا

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 74