علي بن الحسن بن أحمد الواسطي الإمام القدوة العابد القانت الشيخ أبو الحسن ولد سنة أربع وخمسين وست مائة.
قال لي اختبأت بي الوالدة في القصب وأنا أرضع أيام هولادو.
قدم دمشق مرات يحج منها، وحدثني أنه مرات طاف يتلو القرآن من العشاء إلى الصبح.
وحدثني أنه حج مرة وحده من العراق إلى المدينة على ناقة كان يشرب من لبنها وهي ترعى، وكان صنفا غريبا في التأله والتعبد والانقباض عن الناس وعلى ذهنه علوم نافعة.
صحب الشيخ عز الدين الفارثي وغيره، وتؤثر عنه كرامات، توفي محرما ببدر في التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وسبع مائة.
حدثني أبو الحسن الواسطي الزاهد، قال: أتي الحجاج بجماعة من الخوارج فقتل فيهم، فقال رجل منهم: أمهلني حتى أذهب أقضي دينا علي وأرجع فقيل: من يضمنك؟ فقال وزير الحجاج: أنا، فانطلق فقضى دينه، وأتى من الغد، فقال: هأناذا، فقيل له: هلا اختفيت ونجوت؟ قال: أردت أن لا يقال ذهب الصدق من الناس، وقيل للوزير: لم أقدمت على ضمان من يقتل؟ قال: أردت أن لا يقال ذهبت المروءة من الناس فقال الحجاج: وأنا قد عفوت عنك لئلا يقال: ذهب العفو من الناس.
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 2- ص: 24