التصنيفات

عثمان بن موسى بن عبد الله أبو عمرو الطائي الإربلي ثم الآمدي الفقيه إمام الحنابلة بالحطيم من مكة سمع من يعقوب الحكاك، وغيره، روى عنه شيخنا الدمياطي، وابن العطار، وكتب إلي بمروياته في سنة ثلاث وسبعين وست مائة، وشيخه عنده من خطيب الموصل.
وقد روى عنه بالإجازة شيخنا ابن جماعة.
أنبأنا عثمان بن موسى، من مكة، أنه قرأ على عبد الرحمن بن أبي حرمي، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد العطار، أنا محمد بن الحسين الفرضي، أنا أحمد بن محمد البزاز، أنا عبيد الله بن محمد، أنا عبد العزيز البغوي، أنا العيشي،
أنا حماد، يعني ابن سلمة، أنا محمد بن إسحاق، عن جميل، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدا جبل يحبنا ونحبه»

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 1- ص: 439

عثمان بن موسى بن عبد الله بن عبد الرحيم الطائى الإربلى أصلا، الإمام أبو عمرو موفق الدين الآمدي مولدا، الحنبلي:
إمام الحنابلة بالحرم الشريف، سمع من عبد الرحمن بن أبي حرمى، ووجدت بخط الآقشهري: أنه يروى عنه صحيح البخاري، وسمع من شرف الدين بن أبي الفضل المرسى، وحدث عنه بصحيح مسلم.
سمع منه ولده القاضي جمال الدين محمد، بفوت. وأجازه وسمع منه أيضا الحافظ شرف الدين الدمياطي، وعلاء الدين بن العطار الدمشقي.
وذكر ابن مسدى في معجمه، في ترجمة عبد الله بن عبد العزيز الصامت: أن عبد العزيز سمع شيئا من أبي يوسف الحكاك، بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم، بإفادة من لا يفهم، وسمع منه من لا يعلم. فما أوقعوه فيه، أن حدث بكتاب الأربعين للطائى، عن أبي يوسف هذا، عن مؤلفها، وإنما سمعها أبو يوسف هذا من يونس بن يحيى، عن مؤلفها، وكان سماعه من أبي يوسف بإفادة أبي عمرو وعثمان بن عبد الله الآمدي الحنبلي. وقد سألت عثمان هذا عن الإسناد، قال: كان أبو يوسف قديم السن، وكان عثمان هذا جاهلا بهذا الفن. وقد وقفت له على روايات وتسميعات، سقط فيها لفيه إبراء إلى الله تعالى مما كان يقتضيه. انتهى.
ووجدت بخط الشيخ أبي العباس الميورقي في تعاليقه: وأفادنا إمام الحنابلة الفقيه عثمان، أن ابن المقير، يروى عن ابن الزاغونى عن ابن عبد البر، ورأيت أنا ذلك بخط الآمدي.
ووجدت بخط الميورقي: أن الرشيد محمد بن الزكى المنذرى، ذكر له: أن ابن الزاغونى مولده سنة ثمان وستين وأربعمائة.
ووجدت بخطه قال: قال لي الإمام الحنبلي: إن الناس يختلفون في الوفاة والمولد، وحكى لي اختلافهم في مولد النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.
ووجدت بخطه أنه قال له: إنك قيدت مولد الزاغونى بالقلم الهندي وأخشى أن يكون تصحف عليك. وانتهى.
وكلام الآمدي هذا، إنما ذكرته للتعجب، كيف يصح أن يكون الزاغونى يروى عن ابن عبد البر، وابن عبد البر مات في سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة؟ وذلك قبل مولد ابن الزاغونى بأزيد من أربع سنين! .
وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام. وقال: روى عن يعقوب بن علي الحكاك، ومحمد ابن أبي البركات. روى عنه الدمياطي، وابن العطار، وكتب إلى بالإجازة، وكان من الزهاد.
وقال ابن الجزري في تاريخه، بعد أن ذكر كلام الذهبي هذا تلو قوله: وكان من
الزهاد: وحضر يوما عند صاحب مكة، وحضر إليه شخص يدعى أن يعرف علم الكيمياء، ويتحدث كثيرا. فقال الشيخ عثمان لذلك الرجل: الذي تصنعه، مخلوق أم مصنوع؟ فقال الرجل: بل مصنوع. فقال له: كل مصنوع لا بد أن يستحيل. فقال له الرجل: أقول لك مخلوق حتى تقتلنى شرعا! وانفصل الميعاد.
وذكر الذهبي، أنه توفى في جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة، وصلى عليه يوم حضر صلاة الغائب، وما ذكره في شهر وفاته وهم؛ لأني وجدت في حجر قبره، أنه توفى في يوم الخميس الثاني والعشرين من المحرم سنة أربع وسبعين وستمائة. وفيه: أنه ولى الإمامة من سنة أربع وعشرين، إلى أن توفى رحمه الله تعالى، وترجم فيه بتراجم، منها: الشيخ الفقيه الإمام الزاهد العالم العامل محيي الشريعة، مفتي الفرق، شيخ الإسلام، حجة المحدثين.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 5- ص: 1