عبد الرحمن بن أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة شيخ الإسلام قاضي القضاة فريد العصر أبو الفرج شمس الدين المقدسي الصالحي الحنبلي مولده في أول سنة سبع وتسعين وخمس مائة.
وسمع أباه القدوة الزاهد أبا عمر، وعمه الشيخ الموفق، وتفقه به وحنبلا المكبر، وعمر بن طبرزد، وأبا اليمن الكندي، وأبا القاسم بن الحرستاني، وخلقا سواهم، وأجاز له ابن الجوزي، وأبو جعفر الصيدلاني، وعدد كثير، وحدث ستين سنة، وهو ممن اجتمعت الألسن على مدحه، والثناء عليه بالعلم والعمل والأخلاق الشريفة، وقد سمع منه الحافظ بن الحاجب بعد العشرين وست مائة، وقال: سألت عنه الحافظ الضياء، فقال: إمام عالم خير، كان الإمام محيي الدين النواوي، رحمهما الله، يقول: هو أجل شيوخي.
وقد حدث الشيخ زين الدين بن عبد الدائم عنه في مشيخته التي خرجها لنفسه، وجمع المفيد نجم الدين بن الخباز له سيرة في مائة وخمسين جزءا.
توفي في سلخ ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وست مائة، وكانت جنازته مشهودة عديمة النظير، فرضي الله عنه ورحمه.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه، وعلي بن أحمد، ومسلم بن محمد العلاني، كتابة بجميع مروياتهم، قالوا: أنا حنبل بن عبد الله، أنا هبة الله بن الحصين، أنا الحسن بن علي الواعظ، سنة سبع وثلاثين وأربع مائة.
أخبرنا أحمد بن جعفر، نا بشر بن موسى، نا الفضل بن دكين، نا زكرياء بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: «فتلت لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم القلائد قبل أن يحرم».
أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي من حديث زكريا، وداود، وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، فوقع لنا موافقة للبخاري بعلو
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 1- ص: 375