التصنيفات

هشام بن أحمد الفقيه أبو الوليد القرطبي المعروف بابن العواد أحد مقدمي فقهائها ومفتيها في وقته في الخبر والعلم والحفظ للحديث والفقه والإتقان والانقباض والزاهد، تفقه بأبي جعفر ابن رزق وابن الطلاع وغيرهما من القرطبيين وسمع منهم ومن الجياني وأبي مروان ابن سراج وسواهم، وشرع في جمع كتابي أبي عمر ابن عبد البر على الموطأ: التمهيد والاستذكار وتم من ذلك قطعة قطعت بأمله في إتمامه المنية، رحمه الله.
وكان حسن الخلق مختص الزي متواضعا، عزم عليه في القضاء غير مرة فلم يجب، تفقه عنده جماعة وسمعوا منه.
لقينه بقرطبة وقرأت عليه في داره جميع كتاب المصنف لأبي داود السجستاني في السنن وهو يمسك على أصل شيخنا أبي علي الحسين بن محمد الجياني الذي أتقنه وحدثني به عنه عن أبي عمر ابن عبد البر عن ابن عبد المؤمن عن ابن داسة عن أبي داود.
قال أبو علي: وحدثني به أيضا أبو عمر عن أبي عبد الرحمن بن يحيى عن أحمد بن سعيد بن حزم عن أبي سعيد ابن العرابي عن أبي داود، وما كان فيه من رواية الرملي وأبي عيسى إسحاق بن موسى فإن أبا عمر حدثه به عن سعيد بن عثمان القزاز النحوي عن أبي عمرو بن دحيم بن خليل عن أبي عيسى.
وقد ذكرنا قبل سماعنا وروايتنا فيه عن القاضي أبي عبد الله ابن عيسى عن أبي علي أيضا، وقد أجازنيه أبو علي إذنا، رحمه الله.
وأما رواية أبي علي محمد بن أحمد اللؤلؤي عن أبي داود، فإن الإمام أبا بكر الطرطوشي حدثنا به عن أبي علي التستري عن أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي القاضي عن اللؤلؤي وقد تقدم ذكرنا لهذا ولم نسمع برواية في كتاب أبي داود من غير هذه الطرق الأربع.
وكتاب المرسيل لأبي داود السجستاني قرأته عليه، رحمه الله، وحدثني به عن أبي علي الجياني الحافظ وهو يمسك أصله على ةقال، حدثني بجميعه أبو علي الجياني عن أبي العباس الدلائي عن أبي ذر الهوري عن أبي عبد الله الحسين بن بكر بن ممحمد الوراق عن أبي علي اللؤلؤي عن أبي داود وهو لي إجازة من أبي علي.
وكتاب التفرد لأبي داود السجستاني حدثني به، رحمه الله، عن الحافظ أبي علي بن أبي عمر عن ابن عبد المؤمن عن ابن أبي بكر ابن داسة عن أبي داود.
وتوفي أبو الوليد، رحمه الله، بقرطبة عقب صفر من سنة تسع خمسمائة، مولده سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
حدثنا، رحمه الله، بقراءتي عليه قال، حدثنا الحسين بن محمد الحافظ قال، حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر حدثنا عبد بن أحمد الحافظ حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق حدثنا أبو علي اللؤلؤي حدثنا سليمان بن الأشعث حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عنثابت عن عمرو بن شعيب:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على بن أبي طالب، رضي الله عنه وقد خرج لصلاة الفجر وهو يقول: اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم تب علي، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكبه وقال له: ’’أعمم ففضل ما بين العموم والخصوص كما فضل ما بين السماء والأرض’’.

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 217