التصنيفات

الفقيه الرواية أبو عمران موسى بن عبد الرحمن ابن أبي تليد الشاطبي شيخ بلده ومفتيه وكبيره، مع الأدب الجم والرواية العالية سمع أباه وابن عنه وأبا همر ابن عبد البر وأكثر عنه وغيرهم، ورحل إليه الناس في سماع كتب أبي عمر ورواياته.
لقيته بسبته منصرفه من حصرة السلطان، أيده الله، وأشخص لها لمطالبة لحقته فسمعت منه التقصي لأبي ابن عبد البر قرئ جميعه عليه أنا حاضر وحدثني به عن مؤلفه، وناولني كتاب الصحابة لأبي عمر ابن عبد البر عنه، وكتب إجازته لي بخطه لجميع رواياته، من ذلك بلده، فتوفي إثر ذلك، رحمه الله، ثم اجتاز البحر إلى عشرة وخمسمائة، مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
فسألته - رحمه الله! أول مت لقيته - عن حاله، فقال لي:’’حالي مع الدهر، كما قلت قديما:

وكتب من قوله للفقيه بن وهيب، زمن حبسه بـ ’’الحضرة’’ وكان انقبض عنه. وأنشدنيه لنفسه:
وحدثنا - رحمه الله! قال حدثنا أبو عنر ابن عبد البر، حدثنا أبو عبد الله محمد بن خليفة، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين البغدادي، حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن ويزيد الرفاعي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن عرفة، قالوا حدثنا أبو بكر ابن عباس. قال: حدثنا عاصم عن زر بن حبيش، عن عبد الله ابن مسعود قال: ’’إن الله نظر في قلوب العباد،فوجد قلب محمد - عليه السلام! خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، وبعثه برسالته. ثم نظر في قلوب العباد، بعد قلب محمد، فوحد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه’’.

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 195