الفقيه الرواية أبو عمران موسى بن عبد الرحمن ابن أبي تليد الشاطبي شيخ بلده ومفتيه وكبيره، مع الأدب الجم والرواية العالية سمع أباه وابن عنه وأبا همر ابن عبد البر وأكثر عنه وغيرهم، ورحل إليه الناس في سماع كتب أبي عمر ورواياته.
لقيته بسبته منصرفه من حصرة السلطان، أيده الله، وأشخص لها لمطالبة لحقته فسمعت منه التقصي لأبي ابن عبد البر قرئ جميعه عليه أنا حاضر وحدثني به عن مؤلفه، وناولني كتاب الصحابة لأبي عمر ابن عبد البر عنه، وكتب إجازته لي بخطه لجميع رواياته، من ذلك بلده، فتوفي إثر ذلك، رحمه الله، ثم اجتاز البحر إلى عشرة وخمسمائة، مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
فسألته - رحمه الله! أول مت لقيته - عن حاله، فقال لي:’’حالي مع الدهر، كما قلت قديما:
حالي مع الدهر في تصرفه | كطائر ضم رجله شرك |
فهضمه في خبلص مهجته | يروم تخلصها فتشتبك |
الليالي تسوء ثم تسر | وصوف الزمان ما تستقر |
بينما المرء في حلاوة عيش | إذ أتاه على الحلوة مر |
فالكريم المصاب يفزع فيه | لكريم ونفع الحر حر |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 195