أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد عبيد الله الربعي المقدسي الشافعي التاجر لقيته بسبتة وحدثني بأشياء وأجازني جميع روايته عن شيوخه أبي إسحاق الشيرازي وأبي بكر الخطيب وأبي الفتح نصر المقدسي.
وذكر لي أن الخطيب أجازه جميع كتبه وروايته وأنه سمع منه بعض تصانيفه وأنه سمع من نصر كثيرا وأجازه جميع رواياته وتصانيفه وأنه درس على الشيرازي نحو نصف التعليقة والنكت والمعونة والبصيرة له، وأجازه جميع رواياته، وكتبه قال: وسمعت من الفقيه نصر كتاب البخاري روايته عن ابن السمسار عن المروزي ومصنف أبي داود وسنن الدراقطني والموطأ وغير شيء ومن ذلك كتاب المصباح والداعي إلى الفلاح من تأليفه.
وحدثنا أبو الحسن عن الخطيب قال: ذكر أن رجلا هاشميا اسمه عبد الصمد تكلم عند المأمون فرفع صوته، فقال له المأمون: ’’لا ترفعن صوتك با عبد الصمد، إن الصواب في الأسد لا الأشد’’.
’’بينما أنا في الطواف إذا رأيت جارية متعلقة بأستار الكعبة وهي تقول: ’’الهي وسيدي إن طالبتني بشري طالبيك بعفوك وإن أخذتني بذنوبي أتيتك بتوحيدك وإن أدخلتني النار مع أعدائك أعلمتهم بمحبتي فيك’’ فقلت: لقد أحسنت والله يا جارية، فأنأت تقول:
أفنيت عمرك والذنوب تزيد | والرب يحصي والرقيب شهيد |
حتى متى لا ترعوى عن لذة | وعقابها يوم الحساب شديد |
فكأنني بك قد أتتك منية | لا شك أن سبيلها مورود |
فلمضا بصرنا به مقيلا | حللنا تاحبي وابتدرنا القياما |
فلا تنكرن قيامي له | فإن الكريم يجل الكراما |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 181