علي بن المشرف بن المسلم بن حميد بن عبد المنعم ابن عبد الرحمن الأنماطي، رحمه الله، أبو الحسن الإسكندراني الشيخ المسند الرواية، كذا كتب لي اسمه بخط يده في إجازته إياي، كان أسند من بقي ببلاد مصر وأوسعهم رواية، أدرك جملة جلة من الشيوخ منهم أبو زكرياء البخاري والقاضي القضاعي وأبو عبد الله ابن عبد المولى عبد الباقي بن فارس المقرئ وأبو ’’الحسن’’ طاهر ابن بابشاذ وأبو إسحاق الحبال وأبو القاسم ابن الضراب والقاضي أبو الحسين ابن الدليل وجماعة كبيرة، وسمع منهم كثيرا وأخذ عنه الناس، سمع منه شيخنا القاضي الشهيد أبو علي الصدفي والقاضي أبو بكر ابن العربي والحافظ أبو طاهر السلفي وأكثر عنه، ورحل إليه الناس.
وكتب إلي بإجازو جميع روايته سنة خمس عشرة وخمسمائة، من ذلك تواليف أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ عن أبي زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري عن عبد الغني.
وقد تقدمت أسانيده في كتاب المؤتلف والمختلف وكتاب مشتبه النسبة، وكتاب الأوهام منها وسماعنا منها في اسم الصدفي، ومن ذلك التفسير عبد الرزاق عن أبي الحسين عبد الباقي بن فارس المقرئ عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي عن أبي بكر أحمد بن عمر بن جابر الرملي عن أبي عبد الله محمد بن حماد الظهراني عن عبد الرزاق. وسمعت بعض هذا التفسير وأجازني باقية الفقيه أبو محمد ابن عتاب وقد تقدم سندي فيه في اسمه، توفي رحمه الله في إسكندرية سنة تسع عشرة وخمسمائة عن سن عالية.
وحدثنا، رحمه الله، فيما كتب به إلينا وقرأته على غيره قال، حدثنا أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد البخاريقال، حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثنا النسائي أخبرنا أبو عبد الله ابن سعيد، يعني أبا قدامة ابن عيينة عن الزهري سمعته يقول، عن عروة عن زينب عن حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت:
انتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما محمرا وجهه، وهو يقول’’: لا إله إلا الله ثلاث مرات، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا’’ وعقد سفيان عشرا سواء قلت: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث.
وهذا حديث خرجه أهل الصحيح واجتمع فيه أربع صحابيات ربيبتان للنبي، عليه السلام، وهما زينب أم سلمة وهي بنت أبي سلمة، والثانية حبيبة بنت أم حبيبة، وهي حبيبة بنت عبد الله بن جحش وزجتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة ويقال هند ورملة أشهر والثانية زينب بنت جحش.
وأخبرنا، رحمه الله، فيما كتبه لنا قال، سمعت أبا إسحاق الحبال يقول، سمعت أبا الحسن ابن المرتفق الصوفي يقول، سمعت أبا عمرو ابن علوان وقد رأيت في يده سبحة فقلت، يا أستاذ مع عظيم إشارتك وسني عبادتك وأنت مع السبحة فقال لي، كذا رأيت الجنيد بن محمد وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال لي، كذا رأيت عامر بن شعيب وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال لي، كذا رأيت أستاذي الحسن بن أبي الحسن البصري وفي يده سبحة فسألته عما سألتني عنه فقال لي: يا بني هذا شيء كنا في البدايات ما كنا بالذي نتركه في النهايات، أحب أن أذكر الله تعالى بقلبي ويدي ولساني.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 178