التصنيفات

الأستاذ النحوي أبو الحسن علي بن محمد ابن دري الأنصاري وأصله من طليطلة، أحد مشايخ المقرئين والنحاة المقدمين، وكان فاضلا متواضعا محببا إلى الناس متصرفا في حوائج صغيرهم وكبيرهم، مقبول القول مقضي الأرب عند الرؤساء، سكن بلدنا سبتة مدة كثيرة وأقرأ بها، قرأت عليه حينئذ القرآن برواية ابن عامر ثم انتقل إلى غرناطة، ولقيته بعد بها وسمعت منه بعض كتابه في مخارج الحروف وحدثني بجميعه.
وحاز رياسة الإقراء بغرناطة ورياسة جامعها ثم ولى صلاته وخطبته إلى أن مات، رحمه الله، بها في رمضان في سنة عشرين وخمسمائة، وكان قد صحب القاضي أبا الوليد الوقشي وأخذ عنه وعن أبي المطرف ابن سلمة وأبي مروان سراج وابنه أبي الحسن وابن الخشاب وسمع من الصدفي والجياني، وقرأ القرآن على المغامي وسمع غيره من الشيوخ.
وكان له نظر في العلوم القديمة وتفنن في المعارف من أهل الضبط والإتقان، وكان ظريفا حلوا أشدني، رحمه الله، قال، أنشدني سعيد محمد بن محمد الزعيمي البغدادي:

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 176