الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد ابن عتاب بن محسن الجذامي مولاهم ومحسن مولى عبد الملك ابن أبي سليمان ابن أبي عتاب الجذامي، بقية المشيخة بقرطبة ومسنيهم ومقدم مفتيهم وأكبر مسنديهم، سمع أباه كثيرا وأبا القاسم الطرابلسي وأجازه جماعة منهم أبو عمر ابن الحذاء وأبو محمد الشنتجيالي وأبو زكرياء القليعي وأبو عبد الله ابن عابد وأبو محمد مكي المقرئ وأبو حعفر ابن مغيث وأبو عمر ابن عبد البر وأبو حفص الزهراوي وأبو عبد الله بن شماخ وأبو عمر السفاقسي وأبو مروان ابن حيان.
وقرأ القرآن بالسبع مقارئ على أبي محمد ابن شعيب وجوده وأقرأه مدة، وكان قائما على الفتوى عارفا بالنوازل مقدما في ذلك تدرب مع أبيه ومارسها بطول عمره، وكان فاضلا متواضعا صبورا على الجلوس للسماع متحملا المشقات في ذلك ثقة فهما بما يقرأ عليه، وله كتاب كبير في الرقائق سماه بشفاء الصدور. ولقيته بقرطبة.
وقرأت عليه صحيح البخاري والملخص للقابسي.
وقرأت عليه وسمعت جميع المونة والمختلطة.
وسمعت عليه الموطأ رواية يحيى بن يحيى الأندلسي وقد ذكرت أسانيدي قبل فيها.
وقرأت عليه الناسخ والمنسوخ لأبي محمد مكي المقرئ حدثني به عنه. وسمعت عليه الموطأ رواية يحيى بن بكير إلا ما فاتني منه فإنه ناولنية وحدثني به عن حاتم بن محمد عن أبي الحسن القابسي عن أبي العباسي لأبياني عن يحيى بن عمر عن يحيى بن بكير عن مالك، رحمه الله.
وقرأت عليه كثيرا من السنن لأبي عبد الرحمن النسائي وناولني بقيته وحدثني به عن أبيه عن أبي محمد عبد الله بن ربيع عن أبي بمر ابن معاوية عنه.
زحدثني بجامع عبد الله بن وهب عن أبيه عن أبي عثما سعيد بن سلمة عن أبي محمد بن خمير عن يونس بن عبد الأعلى وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عبد الله بن وهب.
وناولني طبقات علماء الأندلس تأليف القاضي أبي الوليد ابن الفرضي بخط أبيه، رحمهما الله، حدثني به عن أبي عمر عن مؤلفه.
وحدثني بتواليف ابن أبي زمنين كلها عن القليعي عنه.
وحدثني بأجزاء من عوالي السفاقسي وأبي عمر ابن عبد البر، كتباها له.
وحدثني بتفسير عبد الرزاق سماعا لبعضه وإجازة لما فاتني منه عن أبيه من أبي بكر ابن حوبيل والقاضي يونس بن مغيث عن أبي بكر إسماعيل ابن بدر عن الخشني عن سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق ولنا فيه أسانيد أخر.
وحدثني بتأليف القاضي أبي محمد عبد الوهاب عن أبي عبد الله ابن شماخ عنه. وبكتاب الفصوص لصاعد بن الحسن عن أبي مروان ابن حيان عنه.
وإليه كانت الرحلة للسماع بقرطبة آخرعمره لعلو سنده وانقراض طبقته وصبره على الجلوس والإسماع آناء ليله وأطراف نهاره واستوى في اللأخذ عنه الآباء إلى أن توفي، رحمه الله، في جمادى الأولى لخمس خلون منه سنة عشرين وخمسمائة، مولده ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وأجازني، رحمه الله، جميع رواياته من ذلك ما جمعته فهرسة أبيه وفهرسة أبي عمر ابن عبد البر وفهرست أبي محمد مكي وفهرسة السفاقسي عنهم وغير ذلك.
وحدثنا، رحمه الله، بقراءتي عليه قال، حدثنا أبي قال، حدثني عبد الله بن ربيع حدثنا أبو بكر ابن معاوية حدثنا أحمد بن شعيب حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو عامر حدثنا شعبة عن عمرو بن عامر قال، سمعت أنس بن مالك يقول:
’’ كان المؤذن يؤذن بصلاة المغرب فيبتدر الباب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم السواري يصلون الركعتين حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون’’
وأخبرنا رحمه الله، قال، حدثنا أبو عبد الله بن عابد حدثنا عبد الله ابن إبراهيم حدثنا الطلحي حدثنا منجاب أخبرنا علي بن مسهر عن عاصم الأحوال عن أبي عثمان عن أبي هريرة قال:
’’ إن أبخل الناس الذي يبخل بالسلام، وإن أعجز الناس الذي يعجز بالدعاء’’
وحدثنا، رضي الله عنه، قال، حدثنا أبو عمر السفاقسي قال، أنشدني أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال: أنشدنا أبو محمد الجابري قال، أنشدني ابن المعتز لنفسه:
ما عابني إلا الحسو | د وتلك من خير المعايب |
والخير والحساد مق | رونان إن ذهبوا فذاهب |
وإذا ملكت المجد لم | أملك مذمات الأقارب |
وإذا فقدت الحاسدين | فقدت في الدنيا الأطايب |
فما تنفع الآداب والعلم والحجا | وصاحبها عند الكمال يموت |
كما مات لقمان الحكيم وغيره | فكلهم تحت التراب صموت |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 162