يزيد بن المهلب يزيد بن المهلب بن أبى صفرة الأزدى، أبو خالد: أمير، من القادة الشجعان الأجواد. ولى خراسان بعد وفاة أبيه (سنة 83هـ) فمكث نحوا من ست سنين، وعزله عبد الملك ابن مروان برأى الحجاج (أمير العراقين فى ذلك العهد) وكان الحجاج يخشى بأسه، فلما تم عزله حبسه، فهرب يزيد إلى الشام. ولما أفضت الخلافة إلى سليمان بن عبد الملك، ولاه العراق ثم خراسان، فعاد إليها، وافتتح جرجان وطبرستان. ثم نقل إلى إمارة البصرة، فأقام فيها إلى أن استخلف عمر بن عبد العزيز، فعزله، وطلبه، فجئ به إلى الشام، فحبسه بحلب. ولما توفى عمر وثب غلمان يزيد، فأخرجوه من السجن. وسار إلى البصرة فدخلها وغلب عليها (سنة 101) ثم نشبت حروب بينه وبين أمير العراقين مسلمة بن عبد الملك، انتهت بمقتل يزيد، فى مكان يسمى (العقر) بين واسط وبغداد. وأخباره كثيرة. وإياه عنى الفرزدق بقوله:
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم | خضع الرقاب نواكس الأبصار |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 8- ص: 189
يزيد بن المهلب بن أبي صفرة أبو خالد الأزدي الأمير، أبو خالد الأزدي.
ولي المشرق بعد أبيه، ثم ولي البصرة لسليمان بن عبد الملك، ثم عزله عمر بن عبد العزيز بعدي بن أرطاة، وطلبه عمر، وسجنه.
روى عنه: ابنه؛ عبد الرحمن، وأبو إسحاق السبيعي.
مولده: زمن معاوية، سنة ثلاث وخمسين، وكان الحجاج قد عزله وعذبه، فسأله أن يخفف عنه الضرب على أن يعطيه كل يوم مائة ألف درهم.
فقصده الأخطل، ومدحه، فأعطاه مائة ألف، فعجب الحجاج من جوده في تلك الحال، وعفا عنه، واعتقله، ثم هرب من حبسه.
وله أخبار في السخاء والشجاعة، وكان الحجاج مزوجا بأخته، وكان يدعو: اللهم إن كان آل المهلب برآء، فلا تسلطني عليهم، ونجهم.
وقيل: هرب يزيد من الحبس، وقصد عبد الملك، فمر بعريب في البرية، فقال لغلامه: استسقنا منهم لبنا.
فسقوه، فقال: أعطهم ألفا.
قال: إن هؤلاء لا يعرفونك.
قال: لكني أعرف نفسي.
وقيل: أغرم سليمان بن عبد الملك عمر بن هبيرة الأمير ألف ألف درهم، فمشى في جماعة إلى يزيد بن المهلب، فأداها عنه، وكان سليمان قد ولاه العراق وخراسان.
قال: فودعني عمر بن عبد العزيز، وقال: يا يزيد، اتق
الله، فإني وضعت الوليد في لحده، فإذا هو يرتكض في أكفانه.
قال خليفة : فسار يزيد إلى خراسان، ثم رد منها سنة تسع وتسعين، فعزله عمر بعدي بن أرطاة، فدخل ليسلم على عدي، فقبض عليه، وجهزه إلى عمر، فسجنه حتى مات عمر.
وحكى المدائني: أن يزيد بن المهلب كان يصل نديما له كل يوم بمائة دينار، فلما عزم على السفر، أعطاه ثلاثة آلاف دينار.
قلت: ملوك دهرنا أكرم! فأولئك كانوا للفاضل والشاعر، وهؤلاء يعطون من لا يفهم شيئا، ولا فيه نجدة أكثر من عطاء المتقدمين.
قيل: أمر يزيد بن المهلب بإنفاذ مائة ألف إلى رجل، وكتب إليه: لم أذكرها تمننا، ولم أدع ذكرها تجبرا.
وعنه، قال: من عرف بالصدق، جاز كذبه، ومن عرف بالكذب، لم يجز صدقه.
قال الكلبي: أنشد زياد الأعجم يزيد بن المهلب:
وما مات المهلب مذ رأينا | على أعواد منبره يزيدا |
له كفان كف ندى وجود | وأخرى تمطر العلق الحديدا |
أصبح في قيدك السماح مع الـ | ـحلم وفن الآداب والخطب |
لا بطر إن تتابعت نعم | وصابر في البلاء محتسب |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 299
يزيد بن المهلب العامري أبو خالد
يروى عنه محمد بن عبد الرحيم، وذكر أنه توفى وقد نيف على الثمانين سنة.
دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1