القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم ابن قاسم بن منصور اللخمي أحد رجال وقته ونبهاء زمنه زأصله من نكور، تفقه عند فقهاء بلده ابن عبد الله وابن عيسى وسمع منه ومن حجاج بن المأموني وأبي القاسم ابن الباجي وسمع من أبي علي ابن سكرة الصدفي أخيرا عند اجتيازه بنا، وكانت الدراية والفهم أغلب عليه من الرواية والحفظ، لم يعتن بضبط الكتب وتقييدها. وأخذ الأدب عن شيخنا أبي علي النحوي وغيره، وقرأ على أبي القاسم الخطيب الأصول وذاكر بها أبا بكر المرادي وأبا الحسن الصقلي وغيرهم.
وكان من أهل الفهم والنباهة والنظر والتفنن والمشاركة في ضروب العلم، ناظرنا عنده في المدونة والموطأ وأصول الفقه والدين كان يحضر مجلسه الأكابر من شيوخنا وأصحابه لكثرة فائدته وكان يلازمه شيخنا أبو إسحاق ابن الفاسي وأبو محمد ابن شبونة وأبو القاسم ابن العجوز وغيرهم، وكان أبو إسحاق ابن الفاسي يفضله كثيرا وكان ابن سهل يعجب في شبيبته من نبله وذكائه.
ولي قضاء بلدنا بعد خمسمائة ثم نقل إلى حضرة السلطان فتمكن منه وجل مقداره ثم أنكر من حاله شيئا فاستعفى فعوفي سنة عشر ثم قلد قضاء سبته ثانية سنة اثنتي عشرة فوليها إلى أن توفي في شعبان سنة ثلاث عشرة، مولده سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وكان حميد السيرة حسن العشرة.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 155