عبد الله بن أحمد بن خلوف الأزدي، الفقيه أبو محمد يعرف بابن شبونة أحد الحفاظ المدرسين للمذهب العالمين به، درس بسبتة على أبي الأصبغ ابن سهل وسمع منه وتفقه عنده وعند الفقيه أبي عبد الله ابن عيسى وسمع من أبي علي ابن سكرة عند اجتيازه بسبتة ومن أبي محمد ابن أبي جعفر وغيرهما من مشايخنا السبتيين والطراة عليها، وبرع في الفقه وحلق بجامع سبتة وناظرنا عنده، ثم خرج عنها لشيء جرى بينه وبين شيخه ابن عيسى وهو يتولى القضاء إذا ذاك فنزل ببني عشرة بسلا فأكرموه وتوسعوا له ودرس عندهم، ثم انتقل إلى أغمات فكان رأسا بها مقدما في التدريس بها والفتيا وتفقه عنده خلق كثير وكان أحفظ أهل وقته للمسائل المالكية فيها مع حظ كم الأدب وطلاقة لسان وحلاوة شمائل وورع في فتياه ووقوف عند ما علمه وحفظه، سمعت الفقيه أبا علي المتيجي يثني عليه بذلك كثيرا زكان لا يداهن في فتياه ولا يصانع أحدا، وكان أمير المسلمين علي بن يوسف يصفه بذلك، ويعرف حقه ويكرمه، ويمازحه وكان هو يدل عليه بصحبته وسلامة مذهبة، وتوفي بأغمات سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وقد قارب الثمانين سنة.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 154