الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الخشني المعروف بابن أبي جعفر شيخ فقهاء وقته بشرق الأندلس وأحفظهم للمذهب مع المعرفة بالتفسير لكتاب الله والتفنن في المعارف والمشاركة في علوم سمع أباه وأبا القاسم الطرابلسي وأبا الوليد الباجي وابن سعدون القروي وهشام ابن وضاح، ولقي فقهاء طليطاة وقرطبة وأبا المطرف ابن سلمة وأبا حعفر ابن رزق وأبا الحسن ابن حمدين وغيرهم، وحج فسمع بمكة من أبي عبد الله الطبري كتاب مسلم، وسمع من أبي عبد الله الحافظ.
لقيته بسبتة عند صدوره من الحج سمعت منه شيئا ثم لقيته في رحلتي ببلده مرسية فقرأت عليه:
جميع كتاب مسلم بن الحجاج وقد ذكرت سنده قبل فيه.
وقرأت عليه كتاب الملخص لأبي الحسن القابسي وقد ذكرت سنده فيما تقدم.
سمعت عليه كتاب الشهاب للقضاعي عن الشيخ أبي الخيار مسعود ابن خلف عن مؤلفه وقد ذكرنا أسانيدنا فيه.
وحضرت عنده مجالسه في المناظرة في المدونة، وأجازني جميع رواياته.
وكان أبوه أبو عبد الله مفتي موضعه مع ابنه وتوفي سنة أربع وتسعين بعد انصراف ابنه من الحج، وتوفي شيخنا رحمه الله، بمرسية سنة ست وعشرين وخمسمائة، مولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
حدثنا رحمه الله بقراءتئ عليه قال، حدثنا أبو عبد الله الطبري قال، حدثنا أبو الحسين الفارسي حدثنا أبو أحمد بن عمروية حدثنا إبراهيم بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا يحيى بن يحيى التميمي حدثنا عبد الله بن يحيى ابن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: لا يستطاع العلم براحة الجسم.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 153