التصنيفات

الشيخ أبو سعيد حيدر بن يحيى بن حيدر بن يحيى الجيلي الصوفي المجاور بمكة، موصوف بصلاح وخير وكان من خيار الخراسانيين، وكان ممن سمع واشتعل بخدمة السلطان واتسع في الدنيا ثم تزهد وتصوف وكان يصوم أكثر الدهر، وأخبرني بعض من صحبه أنه كان يعتمر كل يوم عمرة ولا يكلم في رمضان أحدا قال: وما رأيت أحدا أصبر على الطواف منه.
سمع القاضي أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وأبا القاسم ابن إبراهيم بن يوسف الوراق الدربندي وأبا محمد عبد الوهاب ابن صالح الجيلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الدرنبدي وعلى بن محمد الهوري وجماعة غيرهم، ولم يكن ممن يضبط ما يحدث به ولا يعرفه، وكانت كتبه قد ضاعت فخلط في أسانيد تخليطا كثيرا، وقد وجدت فهرسة أبي المحاسن على خلاف ما نقل من تعريف أسانيده، رحمه الله.
حدث عنه جماعة من الأندلسيين والغرباء من أصحابنا وحملت عنه الكتب البار والمصنفات الصحيحة، وكان مسنا توفي بمكة وقد نيف على ثمانيين سنة في حدود ثلاثين وخمسمائة.
أجازني الشيخ أبو سعيد جميع رواياته كتب إلى بذلك بخطه من مكة، حرسها الله.
من ذلك معالم السنن لأبي سليمان الخطابي أخبرني بها عن أبي المحاسن القاضي عن الشيخ الصائن أبي نصر البلخي المقمي بغزنة عن أبي سليمان، وأخبرني عن أبي المحاسن عن عبد الغافر بن محمد الفارسي عن أبي سليمان بجميع تصانيف الخطابي، وحدثني بتفسير أبي ’’إسحاق’’ أحمد بن محمد الثعلبي عن أبي المحاسن القاضي عن أبي الحسن علي بن أحمد الوحداي عنه، وكذلك بتفاسير الوحداي وأخبرني بتآليف أبي المحاسن عنه من ذلك الكتاب المسكت وكتاب الانتصاف وأخبرني بشرح الشهاب لأبي القاسم بن إبراهيم بن يوسف الوراق الدربندي الإمام عنه.
أخبرنا الشيخ أبو سعيد حيدر بن يحيى فيما كتب لي بخطه قال، حدثنا القاضي الشهيد فخر الإسلام أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني قال، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي حدنا علي بن عبد الحميد الجرجاني حدثنا محمد بن محمد ابن أبي الورد حدثني سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبيد الله بن الحارث عن ابن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
’’أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت راحة نفسك، وأما انقطاعك إلى فتعززت بما علمت فيما لي عليك. قال يا ربي وما ذاك؟ قال: هل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا’’.
هذا الحديث مستخرج من كتاب الأربعين لأبي صالح وهو في رواية الشيخ بسنده وهو مما أجازنيه.

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 142