التصنيفات

الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي يعرف بابن الفاسي كان أهل الفقه والعلم والمعرفة باوثائق والبصر بالأحكام والتفنن في معارف، وصحب القاضي أبا لأصبغ أبا الأصبغ ابن سهل وتفقه عنده وسمع منه وكتب له أيام قضائه ومنه تعلم، وسمع أيضا الفقيه أبا عبد الملك كروان ابن عبد الملك والمقرئ أبا محمد ابن سهل، وكتب للقضاء بسبتة وشوور في الأحكام ثم قعد عن ذلك وانقبض عن الناس واشتغل بنفسه وطلب الانفراد والتقلل والزهد في الدنيا، وقد طاب لقضاء سبتة وولاية خظابتها فاومتنع ولم يجب فلزم ذلك إلى أن توفى، رحمه الله، في الثامن من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
صحبته كثيرا وقرأت غير شيء، من ذلك: موطأ رواية يحيى بن الليثي قرأته كله عليه وسمعته بقراءة غيري أيضا، وقرأت عليه أيضا شرح غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، والملخص للقابسي، وسمعته عليه غير مرة، ورسالة أبي محمد ابن أبي زيد وقد ذكرنا سنده في جميعها قبل.
ومما قرأت عليه الأربعين حديثا للآخرين حدثني بها عن القاضي ابن سهل عن حاتم الطرابلسي عن أبي حفص الجهني عن الآخرين. وقرأت جمبعه أيضا على الفقيه أبي الحسن يونس بن مغيث عن الطرابلسيبسنده، وعلى الحاكم أبي القاسم ابن بقي وقد ذكرت سنده عند ذكره.
وكتاب الانتصار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للأصيلي قرأته عليه وحدثني به عن ابن سهل عن أبي القاسم الطربلسي عن أبي القاسم الملهب عنه.
وكتاب فضل عاشوراء حمع أبي ذر، قرأته عليه حدثني به عن ابن سهل عن الطرابلسي عنه، ووصية الإمام مالك بن أنس لطلبة العلم أو وصية يحيى لطلبة العلم، قرأت ذلك عليه وحدثنا عن ابن سهل عن الطرابلسي عن القنازعي عن أبي عيسى عن أبي عثمان انب فحلون قال: حدثنا أبو المعلي عبد الأعلى بن معلي حدثنا عثمان بن أيوب أخبرنا بن يحيى قال: قال مالك.
وموعظة داود بن جهور بالنظم سمعتها والنثر سمعتها عليه حدثني بها عن ابن سهل عن أبي عبد الله ابن عتاب عن عبد الرحمن بن حوبيل عن أبي عيسى عن أحمد بن محمد بن عبادل عن أبي بكر محمد ابن أبي مسهر.
وكتاب رد الصيلي على أصحابه الأندلسيين بسند الانتصار المذكور قبل وكتبت عنه غير شيء.
ومما قرأته عليه نسخة حديث أبي النيا المعمر على بن عثمان بن خطاب الأشج وحدثني به عن ابن سهل عن لأبي عبد الله ابن عتاب عن أبي القاسم خلف بمن يحيى والقاضي يونس بن عبد الله والفقيه أبي عبد الله ابن الفخار وكلهم عن أبي جعفر تميم ابن أبي العرب عن أبي الدنيا، وحدثنا بها أيضا الشيخ أبو عبد اله محمد بن أحمد عن القاضي يونس بمثله كذا سماه علنا علي بن عثمان وكذا سماه ابن سهل في فهرسته وابن عتاب في فهرسته.
وذكره أبو عبد الله ابن البيع في كتابه وسماه عثمان بن الخطاب بن عبد الله بم العلوام، وكذا قال أبو عمرو الداني المقرئ في نسبه وأنه بلوي. وكذا قاله أبو بكر محمد بن أحمد المفيد في حديثه عنه وكذا قاله السفاقسي فيما حدثنا به عن ابن عتاب، رحمه الله، عنه وأمناه أبا عمرو.
وحدثنا أبو محمد ابن عتاب، رحمه الله، أخبرنا الشيخ أبو عمرو عثمان بن أبي بكر السفاقسي فيما كتبه له القاضي أبو عبد الله أحمد بن بنات حدثكم أبو بكر محمد بن نصر سمعت أبا عمرو عثمان بن خطاب المعروف بأبي الدنيا يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول:’’إذا أعرض الله عن العبد ورثه الإنكار على أهل الديانات’’.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد أخبرنا القاضي يونس بن عبد الله حدثنا أبو حعفر انب أبي العرب قال، حدثنا علي بن عثمان بن خطاب المعمر قال، سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’أحبب حبيبك هونا ما عى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغضيك هونا ما، عسي أن يمون حبيبك يوما ما’’.
وحدثنا، رحمه الله، قال، حدثنا الفقيه مروان بن عبد الملك قال، حدثنا أبو العباس ابن نفيس بمصر حدثنا أبو القاسم الغافقي أخبرنا محمد بن أحمد الذهلي قال، حدثنا موسى بن هارون قال، حدثنا إسحاق بن عمر سليط حدثنا محمد بن فرقد العطار حدثنا أبو هارون قال، كنت إذا دخلت على أبي سعيد الخدري يقول: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: ’’إن الناس لكم تبع وسيأتيكم أو يأتونكم، قوم من أقطار الأرض يتفقهون، فإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيرا، وعلموهم مما علمكم الله عز وجل’’.
وأنشدنا، رحمه الله، قال، أنشدني أبي لقاضي مدينة السلطان سعد بن إبراهيم بن جماح وكان صيقا له يرثي قريبا له مات غرقا في البحر بشعر أوله:

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 119