الفقيه أبو بكر محمد بن خلف بن سليمان بن خلف ابن محمد بن فتحون الأريولي من بيت علم وفضل، صاحبنا، لقيته وقت رحلتي إلى شرق الأندلس فكان ذكيا خيرا قد فهم طريقة الحديث.
سمع أباه ولازم شيخنا القاضي أبا علي وأخذ عنه جملة ما عنده، وسمع أيضا من طاهر بن مفوز وابن أبي بكر وأبي الحسن ابن الدوش وروى أيضا عن أبيه القاضي أبي القاسم، وأجازه ابن غلبون والأنماطي وابن الخطاب وابن شبل.
وقد أخذ هو عني، رحمه الله، أشياء أفدناها إياه وذكرها في تصانيفه.
أجازني كتابيه المؤلفين على كتاب الصحابة لأبي عمر ابن عبد البر: كتاب التنبيه وكتاب الذيل.
وأبوه القاسم من أهل العلم والمعرفة والأدب والشعر ولي القضاء بشاطبة ودانية، وسمع من أبيه ومن أبي الوليد الباجي وطاهر وغيرهم وله كتاب في علم الوثائق فيه غرائب من العلم، توفي سنة خمس وخمسمائة. وطلب أبو بكر للقضاء فامتنع جهده حتى ترك. وتوفي، رحمه الله، سنة تسع عشرة أو سبع عشة خمسمائة.
وكتب لي بخطه، رحمه الله، فوائد كثيرة، وحدثنا قال، حدثنا أبي عن جدي عن أبي الوليد محمد بن عبد الله البكري الأصيلي حدثنا أبو الحسين ابن المظفر حدثنا محمد بن أحمد ابن أبي حكيم حدثنا أحمد بن سعيد البيساني حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن حبيب ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب ابن عمر. وذكر خبره مع الحجاج، وفي آخره قال ابن عمر: أبا سعيد ما آسي إلا على ثلاث: مكابدة ثلث الليل، وظمء الهواجر، وأن لا أكون قاتلت هذه الفئة ’’الباغية’’ التي نزلت بنا’’.
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 81
محمد بن خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون، أبو بكر المرسي الأوريولي.
روى عن أبيه، وأبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي علي الحسين بن محمد الصدفي، وأكثر عنه وعن جماعة سواهم.
قال ابن بشكوال: كان معتنياً بالحديث، منسوباً إلى فهمه، عارفاً بأسماء رجاله ونقلته، وله «استلحاق على أبي عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة» في سفرين، وهو كتاب حسن حفيل، وكتاب آخر أيضاً في أوهام كتاب الصحابة المذكور، وأصلح أيضاً أوهام «المعجم» لابن قانع في جزء، وكتب إلينا بإجازة ما جمعه ورواه، وعني به.
توفي سنة عشرين وخمسمائة، وقيل: في سنة تسع عشرة، وصلى عليه أبو محمد بن أبي عرجون قاضي مرسية.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 8- ص: 1