الأديب أبو بكر محمد بن عبد الله بن البراء الجزيري الشيخ المسن أحد فحول شعراء وقته وأدبائهم، قرئ عليه ببلدنا النحو مدة.
وقرأت عليه في سنة ثلاث وتسعين الكتاب الكامل لأبي العباس المبرد حدثني به عن أبي بكر المرشاني عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد الإفليلي، عن أبي القاسم أحمد بن أبان بن سيد عن سعيد بن جابر، عن أبي الحسن الأخفشي.
وحدث به ابن الإفليلي أيضا عن أبي زكرياء يحيى بن عائذ عن أبي علي الحسين بن إبراهيم الأموي ومحمد بن محمد المعطي عن الأخفشي.
قال ابن عائذ: وحدثنا به أيضا لأبي الحسين أحمد بن الحسين بن محمد الأسدي عن أبيه وأبي يوسف أحمد بن الحسين الإقليدسي وأبي القاسم علي بن الحسين المعروف بشمردل عن المبرد، وقد ذكرنا سندنا فيه عن ابن سليمان النحوي:
وتوفي، رحمه الله، ببلده الجزيرة الخضراء في حدود عام خمسمائة ومما أنشنا من شعره لنفسه:
ودعوتني فظننت أنك صادق | وظللت من طمع أجئ وأذهب |
فإذا اجتمعت أنل وأنت بمجلس | قالوا مسيلمة وهذا أشهب |
بي جؤذر هام الفؤاد بحبه | عنيت لواحظه بقبل محبه |
قد أتلف المهجات بين لطافة | في وجنتيه وقسوة في قلبه |
وإذا رأى المرآة هام فؤاده | في حسن صورته فرق لصبه |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 79