أبو عبد الله محمد بن عمر بن قطري الزبيدي النحوي من أهل إشبيلية من بيت الزبيدي، الشهير بها في العلم والتقدم. استوطن أخيرا سبتة وكان مدرسا للنحو والعربية وله خط من العلم بالأصول والاعتقاد وله سماع ورحلة جال فيها في الحجاز والعراق والشام ومصر وصقلية وأخذ بمصر عن ابن فضال والخشني وابن بابشاذ وأبي عمران الصقلي ومهدي الوراق ولقي بها عبد الحق بن هارون الصقلي، وبمكة الحسين الطبري وأبا محمد ابن جماح السبتي من المجاورين بمكة، وهبة الله الضرير المقرئ وليس بصاحب الناسخ والمنسوخ، وأبا محمد النيسابوري وأبا الحسن الصقلي.
وسمع بصور من الشيخ أبي بكر الخطيب الحافظ، وسمع بالأندلس من الدلائي وأبي الوليد الباجي وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي الليث السمرقندي.
حدثني عن الخطيب بكتاب المؤتنف في تكلمة المؤتلف والمختلف وبكتاب الفقيه والمتفقه من تأليفه سماعا منه.
وتوفي بسبتة سنة إحدى وخمسمائة. وكان رحمه الله، طيب النفس تمزاحة له من علمه بالعربية مشاركة في غير ذلك من العلوم.
وأخبرنا عن الخطيب أبي بكر ابن ثابت مما أنشده لنفسه في كتابه لأبي القاسم ابن نباته السعدي ابن عم أبي نصر ابن نباته:
أعاذلتي على إتعاب نفسي | ورعيي في السري روض السهاد |
إذا شام الفتى برق المعالي | فأهون فائت طيب الرقاد |
صل السعي فيما تبتغيه مثابرا | لعل الذي استبعدت منه قريب |
وعاوده إن أكدى بك السعي مرة | فبين السهام مخطئ ومصيب |
العقل رأس خصاله | والعقل يجمع كل خير |
والعقل يجلب فضله | والعقل يدفع كل ضير |
لا يستخفن الفتى بعدوه | أبدا وإن كان العدو ضئيلا |
إن القذى يوذي العيون قليله | ولربما جرح البعوض الفيلا |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 1982) , ج: 1- ص: 76